في حدثٍ غير مألوف وتوقيت غامض، تحطمت مساء أمس مروحية لجيش العدو الاسرائيلي قبالة شواطئ حيفا، ما أدّى إلى مقتل اثنين من طاقمها وهما الجنرال إيرز شاهاني، نائب قائد قاعدة عيزر وايزمان الجوية، والرائد تشين فوغل وهو طيار مروحية في سرب “المدافعين عن الغرب”، بالإضافة إلى نجاة ثالث.
تزامن سقوط الطائرة مع ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، دفع بعدة اسئلة بديهية تناولت صلة الحرس الثوري بسقوط المروحية، وهل انتقلت المنطقة الى مرحلة جديدة من الرسائل الامنية بين دولة الاحتلال والمعسكر المواجه؟
وفي التفاصيل، وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، فإن مروحية “يسعور” سقطت في البحر قبالة مركز البحوث البحرية الواقع بحي “بات غاليم” في حيفا. وأوضحت الصحيفة أنّه تم استدعاء العديد من فرق الإنقاذ إلى موقع التحطم لإجراء عمليات مسحٍ مكثفة بالقرب من معهد البحوث البحرية، بالإضافة إلى إطلاق القنابل المضيئة وعمليات تمشيط للأماكن المجاورة.
في سياق متصل، أفادت القناة 12 العبرية بأن المروحية من طراز “يوروكوبتر إيه إس 565” وهي تابعة للجيش الإسرائيلي، كان من المقرر لها أن تهبط على ظهر زورق تابع للبحرية الإسرائيلية قُبيل تحطمها. كما نُقل عن شهود عيان كانوا متواجدين على مقربةٍ من موقع الحادث أنهم سمعوا دوي انفجار كبير ملحقًا بتحركاتٍ لقوات الطوارئ التابعة لجيش العدوّ.
تزامن تحطم المروحية في الذكرى الثانية لاغتيال سليماني والمهندس وعددٍ من المرافقين في ظل تحفظٍ وتعتيمٍ واضحَين لسير التحقيقات يؤشر الى احتمالات متعددة ابرزها دور مفترض للمعسكر المواجه.
وأشارت قناة “سباه قدس” (فيلق القدس) المحسوبة على الحرس الثوري الايراني أنه وبعد أقل من 24 ساعة من نشر حساب نُسبَ للحرس الثوري على “تويتر” ووعد بالانتقام من القادة الأمريكيّين والإسرائيليين، قُتل ضابط كبير وطيار في سلاح الجو الإسرائيلي في حادث تحطم مريب. وأضافت القناة أن “السلطات الصهيونية منعت وسائل الإعلام من نشر تفاصيل الحادث”. وختمت القناة منشورتها بعبارة “الدم بالدم”.
هجوم سيبراني؟
وصرّح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ران كوخاف، بأن إمكان أن يكون سبب سقوط المروحية العسكرية نتيجة هجوم سيبراني “ضئيلة جدًا وغير صحيحة، لكن من السابق لأوانه استبعاد ذلك تمامًا”. وأضاف خلال مقابلة أجرتها معه إذاعة 103 FM “بأنه يتم فحص كافة الخيارات ،لكنه لا يعتقد أنّ تحطم المروحية كان عملية معادية، واصفًا معظم التحليلات والتقارير الإعلامية بـ “غير الصحيحة والمبكرة جدًّا”.
بين التعتيم الاسرائيلي من جهة والأنظار إلى الحرس الثوري الإيراني من جهة أخرى، تتأرجح الأسباب الحقيقية وراء سقوط المروحية، فهل تحطم الأخيرة وذكرى اغتيال سليماني يقعان ضمن خانة الصُّدف؟