تظاهرة الكوكودي ولعبة الشارع ( حسن علوش )
![](https://al-hiwarnews.com/wp-content/uploads/2025/02/Screenshot_20250215_194352_Google-780x470.jpg)
حسن علوش – الحوارنيوز
ما عرفناه وخبرناه عن رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أنه لا يرضخ لضغوط، داخلية كانت أم خارجية.
هذا الانطباع وليد مواقفه الجريئة والموضوعية خلال أكثر من لقاء رسمي مع لجان في “البنتاغون” أو مع نظراء له في الولايات المتحدة الاميركية بالإضافة إلى لقاءات أخرى أجراها عندما كان قائدا للجيش اللبناني.
وهو الانطباع الذي عرفناه وخبرناه في أكثر من استحقاق داخلي، أكان داخل المؤسسة العسكرية أو على المستوى الوطني…
لكن ما جرى في قضية منع الطائرة الايرانية من دخول المجال الجوي اللبناني والهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي يناقض ما عرفناه وما خبرناه، حتى نكاد نرى أن جوزاف عون بعد الرئاسة هو غيره قبل الرئاسة!
كان يمكن للرئيس عون ولرئيس الحكومة نواف سلام أن يرفضا الطلب الأميركي الذي تبلغاه من رئيس لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بناء لمعلومة من قبل جيش العدو الاسرائيلي، مع التأكيد على تطبيق الإجراءات المعمول بها لجهة التدقيق في حقائب الزوار أو المسافرين وفقا للأصول المتبعة.
إن الانصياع للطلبات الأميركية بهذه الخفة يشكل سابقة سيبنى عليها.
إن العهد الذي يبدو ضعيفا في مواجهة الانتداب الخارجي لن يكون قويا في الداخل، ومثل هذه التصرفات ستفسح بالمجال أمام انفعالات ومتاهات لا مصلحة لأي جهة بتطورها سلباً، لا الأجهزة الأمنية والقضائية ولا الجهات السياسية والشعبية الرافضة للإنبطاحة الرسمية أمام من يمارس دور الوصي الجديد على المنطقة ولبنان.
في المقابل، فإن شكل الاعتراض، اليوم وأمس، يبدو في الشكل كأنه آت من جهات غير مشاركة في السلطة التنفيذية!
ألم يكن من الأجدى أن يطرح الموضوع ضمن الأطر الدستورية في مجلس الوزراء وعلى مستوى رئاسة الجمهورية؟
ألم يكن من الأفضل أن تنظم الاعتراضات بما يعكس ثقة المعترضين بقضيتهم وبقوتهم… وبما لا يتجاوز حد القانون؟
لا شك أن قضية المعارضين هي قضية حق وربما كان موقف الرئاستين ينطوي على ما هو أبعد من الطائرة، وهذا تماما ما كان يجب أن يدفع المعارضين على معالجة الأزمة بكثير من الحنكة الدبلوماسية المواكبة لتحرك شعبي له ما يبرره.
لعبة الشارع محفوفة بمخاطر، تبدأ بزيادة الهوة بين الناس ودولتهم وتنتهي بسقوط هيبة الدولة وإن قمعت…
حذار، لكلا الطرفين، من لعبة الدم على طرقات لبنان.. فهنا المقتل وهنا ما تتعطش له الادارة الأميركية وما يتمناه العدو.