ترامب يسقط في دم سليماني..وصراع القوة في جغرافيا آخر الزمان…!
محمد صادق الحسيني
تقطع مصادر متابعة للعدو الأميركي المحتل وقاعدته المتقدمة في الكيان الصهيوني، بان عملية اغتيال الجنرال قاسم سليماني لم تكن عملية استخبارية معقدة ابدا بقدر ما هي قرار جنوني يائس للجناح المتخبط والمتطرف في القوة الامبريالية الأميركية الممتدة من واشنطن حتى تل ابيب .
فالرجل لم يكن يتخفى منهم ،وهو اصلا كان في زيارة رسمية للعراق وضيفا كبيرا على رئيس الحكومة العراقية، حاملا رسالة رسمية من القيادة الايرانية بخصوص الجدل الدائر منذ مدة في دوائر صنع القرار في المنطقة بين خياري المفاوضات اوالحرب .
الان وقد قررت ادارة ترامب الرعناء قرار اغتيال قائد اركان حرب حلف المقاومة، فما عليها الا ان تجمع كل ما لديها من عتاد وجيوش ونفوذ وترحل من هذه المنطقة كما جاءت عموديا، او ستجبر على مغادرتها افقيا وتحت جنح الظلام، وهي مطاردة بكل انواع السلاح الذي تعرفه والذي لا تعرفه .
فالمرحلة تغيرت ملامحها وها نحن ندخل صراعا جديدا للقوة في جغرافيا جديدة يمكن ان نسميها مجازاً جغرافيا آخر الزمان .
واليكم اهم ملامح الصراع المرتقب:
١) لقد ولدت العملية الايرانية في عين الاسد صراعاً عنيفاً بين دوائر صنع القرار في اميركا حول ضرورة الانسحاب الاميركي الشامل من منطقة" الشرق الأوسط ".
٢) كان قرار اغتيال الجنرال سليماني قد اتخذه التيار المؤيد للانسحاب وصادق عليه ترامب بقصد احداث موجة تسونامي ضاغطة ، على الدولة الأميركية العميقة وعلى دولة الظل الأميركية في بغداد ودول الخليج ، للدفع باتجاه انسحاب القوات الأميركية .
٣) عملية الانسحاب لن تكون سريعة وانما ستستغرق وقتاً بسبب الصراع الداخلي الاميركي ، خاصة قبل الانتخابات ، وبسبب تخاذل عرب الجزيره العربيه .
٤)المواجهة بين واشنطن ومحور المقاومه ، التي بدأت بعملية الاغتيال الغادرة ، ستستمر الى ان يتحقق الهدف الاستراتيجي للمحور ، وهو انسحاب كافة القوات الاجنبيه من المنطقه الممتدة من أفغانستان حتى المتوسط .
يجري العمل على تحقيق ذلك بوسيلتين :
الاولى : هي الديبلوماسيه ، عبر آليات من جنس قرار البرلمان العراقي بطلب مغادرة قوات الاحتلال الاميركي للعراق وما يجب ان يقوم به الخليجيون من اجراء مماثل .
الثانيه : هي العسكريه والتي بدأتها طهران بصفعة السيد التي وجهتها القيادة الايرانية لقاعدة عين الاسد الاميركيه في العراق .
تلك الضربه التي حققت نتائج كبيرة وصلت حد الهزيمة من الناحيه الاستراتيجيه .
هزيمة تسمح للمهزوم بقبولها والإذعان لتداعياتها ان ارادت او تحمل وزر رفض ذلك ومعاندة الواقع .
٥) يجب دائماً ان نتذكر ان الحرب هي تعبير عن السياسه بوسائل اخرى اي بالقوه .
من هنا فان محور المقاومة سيحاول توظيف الضربة العسكرية المزلزلة -ضربة عين الاسد – والتي كانت رسالة قوية لواشنطن ،لتوضيح قدرات حلف المقاومه على تحقيق اهدافها ، وصولاً الى ازالة دويلة "اسرائيل " ،سواء بتفكيكها سلماً وبطرق واساليب عديدة ووسائل حرب شعبية ،واخرى استنزافية طويلة الامد وايضا بالديبلوماسية والا فبالحرب الكبرى ومنازلة يوم القيامة لفلسطين وتفكيك الكيان الصهيوني، وهذه المنازلة المخطط لها اصلا كاحدى سيناريوهات الخيار الاخير المر الذي لابد منه.
٦) كما اتضح من المؤتمر الصحفي الذي عقده ترامب بعد الصفعة في البيت الأبيض، فان الادارة قد استلمت الرسالة بوضوح ،بدليل إشارته الى عدم حاجة الولايات المتحدة لنفط العرب و الى عودته لاعلان رغبته المجددة الى المفاوضات المباشرة والشاملة ومن دون شروط مع طهران ومحاولة تحميل مسؤولية سحب قواته من المنطقه على عاتق الناتو الذي لم يف بتعهداته كما اوضح ترامب .
٧) صحيح ان استشهاد الجنرال سليماني وابو مهدي المهندس خسارة كبيرة لمحور المقاومه، الا ان نتيجة هذه الخسارة ستكون سقوطاً مدوياً لترامب وكل المحافظين الجدد في واشنطن وتثوير الوطن العربي العربي والعالم الاسلامي و الانتقال الى بيئة جيو استراتيجية جديدة ستفضي بالضرورة الى نشأة جبهه عالمية تقاتل امريكا قتالاً استنزافياً حاداً حتى اخراجها من هذه المنطقة، واعادة تشكيلها على أسس وطنية تحررية تضمن استقراراً سياسياً وازدهاراً اقتصادياً على المدى البعيد .
قيامة ايران الثانية وقيامة العرب المتجددة وقيامة فلسطين العربية المستقلة والحرة ، باتت رهنا باخراج الامركان من غرب آسيا والوطن العربي .