الحوارنيوز – دوليات -خاص
بدأ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب باختيار فريق عمله للمرحلة المقبلة ،فأعلن عن ترشيح عضوة الكونغرس عن نيويورك إليز ستيفانيك لتكون سفيرته لدى الأمم المتحدة، وهي حليفة يقول المراقبون إنها لا تمتلك خبرة كبيرة في السياسة الخارجية ولديها آراء مؤيدة لإسرائيل .
كما يتجه ترامب إلى اختيار السناتور ماركو روبيو ليكون وزيرا للخارجية،وهو شخصية توصف بأنها من أكبر المعادين للصين.
من هي ستيفانيك؟
وقال ترامب في بيان له أمس الاثنين: “إليز هي مقاتلة قوية للغاية ومتينة وذكية من أمريكا أولاً”.
فمنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، دعمت ستيفانيك مشاريع قوانين تستهدف المخيمات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين التي أقيمت في الربيع الماضي احتجاجا على الحرب، والتي دعت إداراتها إلى قطع العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل أو الشركات التي يقولون إنها تدعم الحرب.
زادت شهرة ستيفانيك في ديسمبر 2023 بعد مهاجمتها العديد من رؤساء الجامعات بشكل عدواني خلال جلسة استماع حول معاداة السامية، والتي ركزت على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين التي تجري في الحرم الجامعي الأمريكي. وقد وصف بعض المشرعين الأمريكيين هذه الاحتجاجات بأنها معادية للسامية، بما في ذلك ستيفانيك، على أساس أنها كانت تنتقد إسرائيل. وعلى الرغم من عدم وجود عدد كبير من الاحتجاجات كما كان الحال في الربيع، إلا أنها مستمرة.
وأكدت ستيفانيك مراراً وتكراراً خلال جلسات الاستماع أن شعارات “من النهر إلى البحر” و”عولمة الانتفاضة” تعادل دعوات إلى الإبادة الجماعية.
وبمجرد تأكيد مجلس الشيوخ على ترشيحها، ستخلف السفيرة الأمريكية ليندا توماس جرينفيلد، التي شغلت المنصب طوال فترة إدارة بايدن.
ويأتي تولي ستيفانيك لهذا المنصب في ظل الحرب الإسرائيلية على غزة والحرب الروسية على أوكرانيا.
وعلى مدار العام الماضي، استخدمت توماس جرينفيلد حق النقض ضد عدة محاولات في الأمم المتحدة تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، ما أدى إلى زيادة عزلة الولايات المتحدة على المستوى الدولي بسبب دعمها القوي لإسرائيل وجهودها الحربية.
في ولايته الأولى كرئيس للولايات المتحدة، اختار ترامب نيكي هيلي لتكون سفيرته لدى الأمم المتحدة. ومثل ستيفانيك، كانت هيلي سياسية مؤيدة لإسرائيل واستخدمت منصبها لسحب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ووكالتها الثقافية، اليونسكو، متهمة إياهما بالتحيز ضد إسرائيل.
ونظرا لموقفها المؤيد لإسرائيل، فمن المرجح أن تتعامل ستيفانيك مع قيادتها بنفس الطريقة.
منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، هاجمت ستيفانيك الأمم المتحدة واتهمها بمعاداة السامية بسبب انتقاداتها للقصف الإسرائيلي على غزة.
وفي الشهر الماضي، دعت ستيفانيك إلى “إعادة تقييم كاملة” للتمويل الأمريكي للأمم المتحدة، ودفعت باتجاه منع دعم واشنطن لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
عملت كمستشارة للسياسة الداخلية في عهد إدارة الرئيس جورج دبليو بوش وأصبحت أصغر امرأة يتم انتخابها للكونغرس في عام 2014.
خلال فترة عملها في الكونجرس، عملت على دعم العديد من التدابير المؤيدة لإسرائيل، بما في ذلك مشروع قانون يحظر على المواطنين والشركات الأمريكية تقديم معلومات إلى الدول الأجنبية والمنظمات الدولية التي “تساهم في تعزيز” مقاطعة إسرائيل. واستهدف مشروع القانون حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات التي يقودها الفلسطينيون.
كما دعمت رسالة تطالب الرئيس الأميركي جو بايدن بوقف نقل محمد القحطاني من خليج غوانتانامو إلى السعودية، على الرغم من تبرئته من النقل وعدم توجيه اتهامات إليه بارتكاب جريمة.
عدو للصين وزيرا للخارجية
في هذا الوقت ذكرت مصادر مطلعة الإثنين، أن ترامب اختار السناتور ماركو روبيو ليكون وزيرا للخارجية، ما يجعل السياسي المولود في فلوريدا أول لاتيني يتولى منصب كبير الدبلوماسيين في الولايات المتحدة بمجرد تولي الرئيس الجمهوري منصبه في يناير.
روبيو هو الخيار الأكثر تشددا ضمن قائمة صغيرة وضعها ترامب للمرشحين لمنصب وزير الخارجية، ودعا في السنوات الماضية إلى سياسة خارجية قوية مع أعداء الولايات المتحدة ومنهم الصين وإيران وكوبا.
لكن على مدى السنوات القليلة الماضية، خفف روبيو بعض مواقفه لتتماشى بشكل أكبر مع آراء ترامب.
ويتهم الرئيس المنتخب رؤساء الولايات المتحدة السابقين بالزج بالبلاد في حروب مكلفة وغير مجدية، ويدفع باتجاه سياسة خارجية أكثر تحفظا.
ورغم أن ترامب يمكنه دائما تغيير رأيه في اللحظة الأخيرة، فبدا وكأنه استقر على اختياره، وفقا للمصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها.
وستواجه الإدارة الجديدة أوضاعا عالمية أكثر تقلبا وخطورة مما كانت عليه عندما تولى ترامب منصبه في عام 2017، وسط الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط واصطفاف الصين بشكل أوثق مع عدوتي الولايات المتحدة روسيا وإيران.
وستكون الأزمة الأوكرانية على رأس أجندة روبيو.
وقال روبيو (53 عاما) في مقابلات في الآونة الأخيرة إن أوكرانيا بحاجة إلى السعي إلى تسوية عبر التفاوض مع روسيا بدلا من التركيز على استعادة كل الأراضي التي استولت عليها موسكو خلال العقد الماضي.
وكان أيضا واحدا من 15 جمهوريا في مجلس الشيوخ صوتوا ضد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 95 مليار دولار لأوكرانيا، والتي تم تمريرها في أبريل.
وقال روبيو لشبكة “إن.بي.سي” في سبتمبر الماضي: “أنا لست في صف روسيا، لكن للأسف الواقع هو أن الطريقة التي ستنتهي بها الحرب في أوكرانيا هي التوصل إلى تسوية بالتفاوض”.
واختيار روبيو لتولي دور سياسي رئيسي قد يساعد ترامب في تعزيز المكاسب بين اللاتينيين وإظهار أن لديهم مكانا على أعلى المستويات في إدارته.
ويعد روبيو من أبرز الصقور المناهضين للصين في مجلس الشيوخ وفرضت عليه بكين عقوبات في عام 2020 بسبب موقفه المتعلق بهونغ كونغ بعد احتجاجات مطالبة بالديمقراطية.
كما أن روبيو، الذي فر جده من كوبا في عام 1962، معارض صريح لتطبيع العلاقات مع الحكومة الكوبية، وهو الموقف الذي يوافقه فيه ترامب.