د.أحمد عياش – الحوار نيوز
الاول من آيار عيد الكادحين والعمال والفلاحين،عيد الذين يتعبون من اجل قوت يومهم ،عيد الذين يفرحون بطلوع الفجر لينطلقوا الى العمل بهمّة ونشاط من أجل خدمة انفسهم وخدمة الآخرين.
مع تطوّر المفاهيم وكي لا يكون الفكر متحجراً وكي نحاكي المتغيّرات، صار لزاما علينا ان نضيف في المفاهيم افكارا يسارية تقدمية معاصرة.
صحيح ان عيد العمال هو عيد الطبقة العاملة المعروفة بالبروليتاريا ، الا ان بإمكاننا ان نكمل العبارة وان نضيف:
انه عيد الكادحين، كل الكادحين، من اجل كسب مال حلال لا استغلال فيه.
فالطبيب كادح وعامل، والمهندس كادح وعامل، والمحامي كادح وعامل ،والموظف كادح وعامل، والنجار والحداد والسائق والكاتب ،وحتى رجل الدين الشريف، وحتى صاحب العمل والمعمل كادح إن كان كل ربح هؤلاء ربح مال حلال لا استغلال ولا سرقة فيه ،لمجهود اي مواطن او كائن حيّ.
المال الحلال الواضح المصدر والواقعي والمتوازن بين ادوات الانتاج وبين وسائله وبين المنتوج، بحيث لا احد يسرق تعب الآخر ، ولكل حسب مساهمته ووفق ادخاره و وفق تعبه…
العامل هنا صديق رب العمل لا خصمه ولا عدوه.
العامل هنا يهمه نجاح المؤسسة والمعمل والشركة والمستشفى والمدرسة ،لأن بنجاح العمل ينجح هو ويتقدم ويتطوّر.
اقذر الناس عمال امتهنوا التشبيح والرشوة وغش الناس.
لا يصح تسميتهم عمالا وكادحين.
غير صحيح ان كل صاحب رأسمال هو خصم للكادحين، فالرأسمال الحلال حلال للجميع ومبارك لصاحب العمل كما للعامل.
عدوّ الكادح ،كل كادح ،هو اللص والناهب والمستغل والرأسمال الحرام الملوث بعرق المستَغَلين كيفما كانت طريقة الاستغلال.
اقذر الناس فقراء الحال يقاتلون بمالهم الحرام كادحين عملوا ثروة بالحلال.
ليس كل ثري عدوا، فالثري بالحلال من دون استغلال اي كان هو كادح شريف.
حتى رجل الدين الذي يسمي الاشياء بواقعية ويفضح الناهب والكاذب ولا يستغل المؤمنين بوعود زائفة ليحقق ارباحا له ولعائلته بلا تعب، ويعد الماكرين بجهنم ،هو كادح وصديق واخ و رفيق ،وحتى جنّته وجحيمه حلال…
عيد العمال الشرفاء ،وكلنا عمال وفلاحون ومقاومون ومحررون ، فلا فرق بين مقاوم ومقاوم ولا فضل لمقاوم على مقاوم الا بالتضحية وبالاستشهاد وبالنضال من اجل رأسمال حلال مبارك من الشعب وضد الفساد وحتى من الرب.
الرب الذي يساوي ويعدل بين الناس ، كل الناس، والذي يعاقب الماكر والسارق والمحتال والقاتل والمفتري من اجل مال حرام، لربّ يُعبد لأنه رب الكادحين الاوادم.
رب رفيق لكل الناس.
كلنا عمال من اجل اخلاق انسانية عادلة في أممية لا فرق فيها بين عربي على أعجمي الا بالتقوى.
لا عبارة اجمل من “انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق”* ولا عبارة اقدس من “اتيتكم بجلبابي هذا فإن خرجت بغيرها فأنا خائن”* .
كل الشرفاء اصحاب المال الحلال ولو كان ثريا، عمال ومؤمنون وكادحون وفلاحون واطباء وموظفون ومهندسون الخ..
يا عمال العالم اتحدوا ضد من يصنع منكم فقراء ،وملعون كل فقير او عامل يظن ان فقيرا او عاملا مسحوقا آخر عدوه، فلا عدو للانسان الا الرأسمال الحرام، الا المال الحرام ،فتطهروا تنجون…
تطهروا من المال الحرام تقتلون شيطانا.
ومن قتل شيطانا او سلّمه لاهل القانون بماله الحرام دخل الجنّة.
فلنتوحد ولنقاتل الشياطين بيننا…
مئة فارس مسلح ملثم وشجاع هم كل الكادحين الشرفاء.
المجد لخونة طوائفهم.
المجد لأهل المال الحلال.
اقول كلامي هذا واستغفر الله لي ولكم، من تحت شجرة زيتون محررة في حاروف ،جالسا على تنكة “نيدو” مقلوبة وشبه صدئة ،أرتشف الشاي وابتسم واهنىء كل كادح شريف .
والله اعلم..