تحية إلى الرقيب الشهيد توفيق دويهي
تحية إلى الرقيب الشهيد توفيق دويهي
حين كان الأنقياء من شاباتنا وشبابنا يلملمون الزجاج المتكسر والردم المتبعثر جراء التفجير العاصف والفاسد الذي أصاب لبنان في بيروته وأهلها بمقتل، كان الرقيب في قوى الأمن الداخلي توفيق الدويهي قد شمر عن زنديه وعمل معهم، كواحد منهم، في تضميد جراحات شوارع وطرقات بيروت وأزقتها. وهو، هو، عاد وذهب في مهمة حفظ أمن ونظام، مهمة حماية الممتلكات العامة والخاصة وحماية المتظاهرين، حالمًا وراجيًا أن يحقق المنتفضون حلمه / حلمهم، في بناء دولة عصرية تفيه حقه/ حقهم، للعيش بكرامةٍ وعزةٍ وشرف.
لكن وجوهًا من نوع آخر، وجوهٌ أقفل أصحابها عيونهم بحقدٍ وكراهيةٍ لا تشبه الثورة النقية ولا الثوار الحقيقيون. إذ كيف بثائرٍ لأجل الناس يركل حاميه ويسقطه في نفق الموت؟! فهؤلاء ليسوا بثوار، وليسوا بأحرار، بل هم مدفوعون مأجورون _ إلا ما نذر منهم من كانوا في الساحات قبلًا ولم يبرحوها لأغراض خاصة _ يتوسلون تحت راية زعمائهم وفي كنفهم، وزارةً هنا وإدارةً هناك، وطبعًا في ظل نظامٍ فاسدٍ، يقوم على طائفية لا حياد عنها، في قاموسهم السياسي والاجتماعي والاقتصادي والزبائني.
لروح شهيدنا ألف تحية وللمندسين المأجورين ألف خزي وعار، وللثوار المخلصين نقول: ستتحملون أوزارًا كثيرة، فالقريب سيهاجمكم والبعيد سينقض عليكم، ولكنكم تستأهلون قصيدة الشاعر التشيلاني بابلو نيرودا:
نحن الذين..نفخنا فى الصخر..
فى الحديد..
فى الإنضباط الصارم.،
واصلنا الحياة..بالحب وحده
والكل يعرف..بأنّا نزفنا دمًا..
حينما شوهت النجمة على يد قمر الخسوف الجهم..!
الآن..سترون من نحن وفيما نفكر..؟؟
الآن..سترون من نحن وفيما نفكر..؟؟
نحن فضة الأرض النقية..
معدن الإنسان الحق..
نجسد حراك البحر الدائب..،
دعم كل الآمال..’
ولحظة فى الظلام..لا تسلبنا النظر..
ودونما عذاب..سنلقى حتفنا.!!!