قالت الصحف: انقسام سياسي حاد وسط ضبابية في آفاق المرحلة المقبلة

الحوارنيوز – صحف
عكست صحف اليوم في افتتاحياتها الانقسام الحاد والعامودي بين القوى اللبنانية وسط ضبابية في آفاق المرحلة المقبلة.
فماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: مواقف حاسمة لعون وسلام أمام لاريجاني: رفض التدخل الإيراني والاستقواء ليس مسموحاً
وكتبت تقول: طبقاً لما أوردته “النهار” أمس حيال توقّع تلقي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني “الرد السيادي” اللبناني من رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، تحوّلت “العراضة الإيرانية” الهادفة إلى إبراز نفوذها عبر “حزب الله”، على رغم تلقيها ضربة حربية ساحقة، وبعد الضربات القاصمة التي تلقاها حليفها وذراعها في لبنان، إلى نكسة نوعية غير مسبوقة أثبتت فعلاً أن الموفد الإيراني لا بد من أن يكون “صدم” بلبنان الآخر المختلف الذي دأب مع أسلافه من الموفدين والمسؤولين على الاستهانة بتوظيف صلفهم الديبلوماسي لديه. ومع أن لاريجاني لم يجد حرجاً في عين التينة أن ينصب نفسه “ناصحا” للبنانيين بالحفاظ على “المقاومة” وأن يرد مباشرة على الأميركيين، كاشفاً هدف طهران السافر في استعمال لبنان ساحة للبريد المباشر مع واشنطن، فإن الكلام الكبير والاستثنائي الذي سمعه مباشرة من رئيس الجمهورية أولاً، وبعده بساعات بما يتطابق معه تماماً من رئيس الحكومة، شكّل الحدث والتحوّل النوعي البارز في النبرة الديبلوماسية السيادية التي ردّ بها الرئيسان عون وسلام على سلسلة المواقف المنتهكة للأصول والمنطوية على تدخلات سافرة في لبنان لمسؤولين إيرانيين في الأيام الماضية. كما أن وزير الخارجية يوسف رجي الذي لم يلتق لاريجاني لم يتردد في التعليق على تبرير لاريجاني لعدم لقائه بأن “لدينا ضيق في الوقت” فرد رجي “أنا حتى لو عندي وقت ما كنت التقيت فيه”.
الجانب الآخر الذي واكب زيارة لاريجاني تمثل في الاستقبال الاستفزازي الذي نظمه أنصار “حزب الله” للموفد الإيراني عند طريق المطار صباحاً، وبدا أشبه برد مباشر من الحزب على المواقف التي كانت طالبت بعدم استقبال لبنان للاريجاني رداً على التصريحات الاستفزازية لعدد من المسؤولين الإيرانيين.
إذن، اكتسب كلام الرئيس عون أمام لاريجاني دلالات بالغة الأهمية، إذ أبلغه “أن لبنان راغب في التعاون مع إيران ضمن حدود السيادة والصداقة القائمين على الاحترام المتبادل”، لافتاً إلى “أن اللغة التي سمعها لبنان في الفترة الأخيرة من بعض المسؤولين الإيرانيين، غير مساعدة”. وأكد “أن الصداقة التي نريد أن تجمع بين لبنان وإيران لا يجب أن تكون من خلال طائفة واحدة أو مكوّن لبناني واحد، بل مع جميع اللبنانيين”. وشدّد على “أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، مسيحيين كانوا أم مسلمين، والدولة اللبنانية مسؤولة من خلال مؤسساتها الدستورية والأمنية عن حماية كل المكونات اللبنانية، ومن يمثل الشعب اللبناني هي المؤسسات الدستورية التي ترعى مصالحه العليا ومصالح الدولة، وإذا كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسعى إلى تحقيق مصالحها الكبرى فهذا شيء طبيعي، لكننا نحن في لبنان نسعى إلى تحقيق مصالحنا”. وأضاف: “نرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة أتى، ونريد أن تبقى الساحة اللبنانية آمنة ومستقرة لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين من دون تمييز. إن لبنان الذي لا يتدخل مطلقاً بشؤون أي دولة أخرى ويحترم خصوصياتها ومنها إيران، لا يرضى أن يتدخل أحد في شؤونه الداخلية. وإذا كان عبر التاريخ اللبناني ثمة من استقوى بالخارج على الآخر في الداخل، فالجميع دفع الثمن غالياً، والعبرة التي يستخلصها اللبنانيون هي أنه من غير المسموح لأي جهة كانت ومن دون أي استثناء أن يحمل أحد السلاح ويستقوي بالخارج ضد اللبناني الآخر”. وشدّد على “أن الدولة اللبنانية وقواها المسلحة مسؤولة عن أمن جميع اللبنانيين من دون أي استثناء. وأي تحديات تأتي من العدو الإسرائيلي أو من غيره، هي تحديات لجميع اللبنانيين وليس لفريق منهم فقط، ولعل أهم سلاح لمواجهتها هو وحدة اللبنانيين. وهذا ما نعمل له ونأمل بأن نلقى التعاون اللازم، لا سيما وأننا لن نتردد في قبول أي مساعدة في هذا الصدد”.
وذُكر أن لاريجاني جدّد أمام عون “موقف بلاده لجهة دعم الحكومة اللبنانية والقرارات التي تصدر عن المؤسسات الدستورية اللبنانية، لافتاً إلى أن بلاده لا تتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية، وأن ما أدلى به لدى وصوله إلى بيروت يعكس وجهة النظر الرسمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
ومن بعبدا، توجّه لاريجاني إلى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقال بعد اللقاء: “نحن مؤمنون أنه من خلال الحوار الودي والشامل والجاد في لبنان يُمكن لهذا البلد الخروج بقرارات صائبة”، لافتاً إلى عدم تأييده “للأوامر التي من خلالها يُحدد جدول زمنيّ ما”، وموضحا أنه يعني الورقة الأميركية إلى لبنان. ورأى أنه “ينبغي على الدول ألا توجّه أوامر إلى لبنان”. وقال “رسالتنا تقتصر على نقطة واحدة، إذ من المهم لإيران أن تكون دول المنطقة مستقلّة بقرارتها، ولا تحتاج إلى تلقّي الأوامر من وراء المحيطات”. وأبدى “احترامه لأي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية بالنسبة للفصائل على أراضيها… وعليكم أن تمیّزوا بين الصديق والعدو، وعليكم أن تعوا وتعلموا بأن المقاومة هي رأس مال عظيم وكبير لكم. إنهم يريدون من خلال الإعلام الكاذب أن يضللوا الرأي العام حول التمييز من هو العدو ومن هو الصديق، عدوكم هي إسرائيل التي اعتدت عليكم، وصديقكم هو الذي تصدى لإسرائيل وواجهها وعليكم أن تعرفوا الفرق بينهما”.
أما لقاء لاريجاني مع رئيس الحكومة نواف سلام مساء في السرايا الحكومية، فأبرزت أجواؤه المشدودة صورة التجهم التي ارتسمت على وجه سلام خلال اللقاء، حيث أكد الرئيس سلام “أن التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين الإيرانيين، ولا سيما وزير الخارجية عباس عراقجي، وعلي أكبر ولايتي، والعميد مسجدي، مرفوضة شكلاً ومضموناً. فهذه المواقف، بما انطوت عليه من انتقاد مباشر لقرارات لبنانية اتخذتها السلطات الدستورية في البلاد، لا سيما تلك التي حملت تهديداً صريحاً، تشكّل خروجاً صارخاً عن الأصول الدبلوماسية وانتهاكاً لمبدأ احترام السيادة المتبادل الذي يشكّل ركيزة لأي علاقة ثنائية سليمة وقاعدة أساسية في العلاقات الدولية والقانون الدولي، وهي قاعدة غير قابلة للتجاوز”. وأضاف: “لا أنا ولا أي من المسؤولين اللبنانيين نسمح لأنفسنا بالتدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية، كأن نؤيد فريقاً على حساب آخر، أو أن نعارض قرارات سيادية إيرانية. بناء عليه، فإن لبنان لن يقبل، بأي شكل من الأشكال، التدخل في شؤونه الداخلية، وأنه يتطلع إلى التزام الجانب الإيراني الواضح والصريح بهذه القواعد”.
وتابع: “قرارات الحكومة اللبنانية لا يُسمح أن تكون موضع نقاش في أي دولة أخرى. فمركز القرار اللبناني هو مجلس الوزراء، وقرار لبنان يصنعه اللبنانيون وحدهم، الذين لا يقبلون وصاية أو إملاء من أحد”. وأضاف: “لبنان، الذي كان أول المدافعين عن القضية الفلسطينية، ودفع أغلى الأثمان بوجه إسرائيل، وليس بحاجة إلى دروس من أحد. والحكومة اللبنانية ماضية في استخدام كل الوسائل السياسية والديبلوماسية والقانونية المتاحة، لإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف اعتداءاتها”.
- صحيفة الأخبار عنونت: بري يعاتب عون لمشاركته في «خديعة مدبّرة» | إيران تبلّغ من يهمّه الأمر: لن نتخلّى عن المقاومة
وكتبت تقول: رغمَ المناخات السياسية السلبيّة التي أحاطت بجولته، والتصريحات العدائية تجاه إيران والحملات المنظّمة التي قادتها جهات سياسية لإلغاء زيارته، حطّ ممثّل المرشد الأعلى الإيراني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني في بيروت أمس، متجاهلاً الشكل النافر للدبلوماسية اللبنانية. وكان في استقباله ممثّل وزارة الخارجيّة رودريغ خوري، وسفير إيران في لبنان مجتبى أماني، وممثّلون عن الرئيس نبيه بري وحركة أمل وحزب الله وحركة حماس و«الجهاد الإسلاميّ». فيما تجمّع العشرات من مناصري المقاومة على طريق المطار لاستقباله. وهو باشر فوراً بعقد لقاءاته الرسمية من قصر بعبدا، مع الرئيس جوزاف عون قبل أن يلتقي الرئيس بري، ومن ثم رئيس الحكومة نواف سلام.
وقالت مصادر مطّلعة إنّ اللقاء مع عون اتّسم بالصراحة التامّة من قبل رئيس الجمهورية الذي لم يخفِ وجود ضغوط دُولية على لبنان، مع التأكيد على حق الدولة في الدفاع عن سيادها. وكشفت المصادر أنّ عون «قطع الطريق على النقاش في ملف سلاح المقاومة، قائلاً إنّ القرار الذي اتّخذ صارَ في عهدة الحكومة والجيش اللبناني».
في عين التينة، كان اللقاء مريحاً، حيث أكّد لاريجاني «وقوف إيران إلى جانب لبنان والتزامها مساعدة المقاومة وجمهورها على كل المستويات»، كما أكّد على «ضرورة التصدّي للمشروع الأميركي والمؤامرة التي تحاك ضدّ لبنان، وأنّ لبنان ليس متروكاً وحده». وقالت المصادر إنّ لقاء لاريجاني بالرئيس بري «له بُعد يتعلّق بوحدة الموقف الشيعي في مواجهة التحديات». أمّا في السراي الحكومي، فكانَ واضحاً جداً أنّ التعليمات التي تلقّاها رئيس الحكومة من العاصمتين الأميركية والسعودية هي التعامل بأسلوب خشن مع زائره، فتقصّد الظهور بمظهر العبوس المتجهّم. ثم سرّبت أوساط رئيس الحكومة أنه «أبلغ ضيفه رسالةً مباشرةً ترفض أيّ تدخّلٍ في الشؤون الداخليّة، وحصريّة القرار داخل المؤسّسات الدستوريّة».
لكنّ لاريجاني، كان التقى في مبنى السفارة الإيرانية عدداً من الشخصيات السياسية الداعمة للمقاومة، وقال مشاركون في اللقاء إنّ لاريجاني «قدّم شرحاً عاماً للسياسة الإيرانية في المنطقة، مشيراً إلى أنّ الجمهورية الإسلامية تخوض حرباً مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية، وأنّ أميركا هي مَن تشّن الحرب علينا وليس إسرائيل».
وقال لاريجاني إنّ «بلاده تقف إلى جانب حركات المقاومة في لبنان والمنطقة لأنها تواجه مثلنا مشروع الهيمنة»، مبدياً استغرابه من «اتّهام إيران بالتدخّل في شؤون بلدان المنطقة بينهما يأتي الأميركي والأوروبي من خلف المحيطات ليغيّر خرائط ويفرض واقعاً جديداً، فكيف يقبلون هذا التدخّل ولا يقبلون مساعدة إيران التي هي جزء من هذه المنطقة ونسيجها ودولة شقيقة تمدّ يدها وتسعى إلى التعاون مع كل الدول المحيطة بها»، مشدّداً على أنّ «سلاح المقاومة بالنسبة إلى إيران هو قضية مركزية ولن تتخلّى عنها». وكانَ لافتاً أنّ لاريجاني تحدّث بشكل عام «ولم يُجبْ تفصيليّاً على عدد من الأسئلة خاصة تلكَ التي تناولت التدخّل السعودي السلبي في لبنان ودفع الداخل اللبناني إلى الصدام والانفجار».
من جهة ثانية، لا يزال قرار الحكومة الذي تبنّى الورقة الاميركية يتفاعل داخلياً، وتحدّث مطّلعون عن «أنّ المتاريس السياسية، بدأت ترتفع، وأنّ العلاقة بين حزب الله وحركة أمل مقطوعة مع رئيس الجمهورية كما مع سلام». وعلمت «الأخبار» أنّ «الرئيس برّي لم يكن متجاوباً مع عدد من الرسائل التي وصلته من بعبدا، إلى أن استقبل المستشار في القصر الجمهوري اندرة رحال موفداً من الرئيس عون وأسمعه كلاماً عالي اللهجة، وأبلغه بأنّ ما حصل ليسَ مقبولاً على الإطلاق، بل هو خديعة مدبّرة». وفيما لم تستمر الجلسة لأكثر من نصف ساعة، قال بري «لقد كانَ هناك اتفاق بيننا على مناقشة الورقة وترك الأمور مفتوحة من دون حسم أو تحديد مهلة زمنية، كي نصل إلى تفاهم، ولا يعتقد أحد بأنني على خلاف مع حزب الله فهناك موقف شيعي عام ممتعض ممّا حصل».
ولفت المطّلعون إلى أن عون يروّج أمام زوّاره عن وجود «تمايز بين بري وحزب الله»، ما استفزّ رئيس المجلس على وجه التحديد، فكان أن وصلت إلى بعبدا رسالة حاسمة وواضحة بأنّ «المعطيات التي في حوزته ليست دقيقة وأنّ الموقف الشيعي موحّد، وأنّ ما فعله خلق أزمة بينه وبينَ المكوّن الشيعي وليس فقط مع حزب الله».
- صحيفة الديار عنونت: هل هدف زيارة الموفدين لبيروت منع الانفجار؟
المخاوف تتصاعد من مشاريع تغيّر وجه لبنان السياسي
وكتبت تقول: الحدث الأبرز الذي شهده لبنان أمس كان زيارة رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى بيروت، لما تحمله من رسائل سياسية واضحة ودلالات بالغة الأهمية في ظل الظروف الإقليمية والمحلية الراهنة. ورأت أوساط ديبلوماسية أن هدف الزيارة ليس «شد عصب» حزب الله، إذ إن الأخير يتمتع بمعنويات عالية ويرفض رفضاً قاطعاً تسليم سلاحه خارج إطار الاستراتيجية الدفاعية، بل إن الرسالة الإيرانية من وراء هذه الزيارة إلى الجميع هي: «ما زلنا هنا».
ويُعرف لاريجاني بكونه من كبار المسؤولين الإيرانيين المتزنين، البعيدين عن إطلاق تصريحات عشوائية أو ما يعكس تدخلاً صارخاً في الشأن اللبناني. والسؤال الأهم: هل تدعو إيران إلى معالجة هادئة لموضوع حصر السلاح، على أساس تسليم مرحلي ضمن حوار وطني؟ وهذا ما تم إبلاغه من قبل الرئيسين عون وبري للموفد الأميركي توم باراك خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، غير أن الورقة الأميركية الأخيرة بدت وكأن الحكومة الإسرائيلية هي التي وضعتها، لا الإدارة الأميركية.
تدفق الموفدين إلى لبنان… إنذار بالخطر؟
كما في أوقات سابقة، يعكس تدفق الموفدين العرب والأجانب إلى لبنان خطورة المشهد الداخلي، حيث يبدو وكأن بيروت باتت نقطة الاستقطاب المركزية في الشرق الأوسط. فمن لاريجاني إلى توم باراك، إلى مورغان أورتاغوس، إلى جان إيف لودريان، إلى الأمير يزيد بن فرحان… هل جاؤوا للحيلولة دون الانفجار؟
وفي سياق مقلق، تفيد المعلومات أن أورتاغوس أبلغت إحدى المرجعيات اللبنانية بوضوح: «إما إزالة هذا السلاح ومعه الحزب، أو غزة». وحتى الآن، لا مؤشر على أن الضغط الأميركي على السلطة اللبنانية سيتراجع، بل المطلوب منها أميركياً خطوات عملية على الأرض، على أن تُستكمل العملية قبل نهاية العام، لتهيئة الأرضية للخطوة التالية بين لبنان و«إسرائيل» باتجاه ترسيم الحدود وحل الملفات العالقة، تمهيداً للبحث في التطبيع، بالتزامن مع مساعٍ أميركية – تركية لبدء مفاوضات التطبيع بين دمشق و «تل أبيب».
تعثر المسعى الفرنسي
في موازاة ذلك، يأمل المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان أن تحمل اتصالات بلاده، ولا سيما مع الولايات المتحدة، صيغة لخرق الجدار القائم بين السلطة اللبنانية وحزب الله، إلا أن معلومات من جهات لبنانية تؤكد أن تلك الاتصالات ما زالت متعثرة، ولا جديد يذكر حتى الساعة.
موقف عون
اللافت أن استقبال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني كان مختلفاً عن أي موفد آخر، وهو ما يعكس التحول في السياسة اللبنانية خلال الأشهر الأخيرة. ورغم أن قدرة إيران على التدخل المباشر في الشأن اللبناني محدودة، فقد كان كلام رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مباشراً: «من غير المسموح لأي جهة كانت حمل السلاح»، مشدداً على أن أي تحديات من العدو الإسرائيلي أو غيره هي تحديات لجميع اللبنانيين، وأن أي سلاح لمواجهتها يجب أن يكون سلاح الوحدة الوطنية. كما أبلغ لاريجاني رفضه تدخل أي جهة خارجية في الشؤون اللبنانية.
ما قاله لاريجاني لحزب الله
وفق مصادر مطلعة، شدد لاريجاني لمسؤولي حزب الله على ضرورة الحوار بين القوى اللبنانية المختلفة، وعلى وحدة اللبنانيين في ظروف لا يمكن التنبؤ بمسارها، بخاصة مع المواقف المتشددة لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، برعاية أميركية كاملة. كما لفت إلى أن الأوروبيين يرون أن نتنياهو اتخذ استعدادات لتوجيه ضربة كبرى لإيران، تتجاوز بأضعاف الضربة السابقة، رغم الشكوك في نجاحها ما لم تحصل الأجهزة الأميركية والإسرائيلية على معلومات دقيقة حول التدابير الأمنية لحماية القيادات والمنشآت الإيرانية، المدنية والعسكرية، بعد أن كانت الضربة الأولى قد استهدفت قيادات ومنشآت عسكرية وأدت إلى اغتيال عدد كبير من العلماء النوويين.
أولويات حزب الله
من جهته، يركز حزب الله حالياً على نقطتين: الحفاظ على قاعدته الشعبية، وتطوير قدراته الدفاعية إلى قدرات هجومية، من دون أن يعني ذلك المبادرة إلى الحرب. ووفق مصادر مقربة، فقد عمل الحزب خلال العام الماضي على استيعاب الأضرار التي تكبدها في المواجهة مع «إسرائيل»، بدءاً بالخسائر البشرية وجرحى البايجر، ما دفعه إلى تعديل تكتيكاته العسكرية، وإعطاء الأولوية لتضميد جراح المقاومة في الداخل.
مخاوف عربية وغربية من تحركات جعجع
على صعيد آخر، أفادت مصادر مطلعة لـ«الديار» بأن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لا يهتم بشؤون المسيحيين إلا من زاوية شد العصب الطائفي، وأنه منخرط – عن إدراك أو غير قصد – في مشروع تتبناه جهات عربية تهدف إلى تكريس طائفة حاكمة واحدة بالأكثرية، بدلاً من النظام التوافقي القائم. وتساءلت المصادر ما إذا كان العداء السياسي والعقائدي لحزب الله يقود القوات اللبنانية نحو الهاوية، بما يجر معه جزءاً كبيراً من المسيحيين المؤيدين لها إلى وضع لا يُحسدون عليه. وترى هذه المصادر أن هذا الأمر سيتضح أكثر عندما تهدأ الأجواء وتتضح صورة ما يُحاك للبنان، وعندئذ لن ينفع الندم.



