تحولات اضطرارية في شخصية جبران باسيل.. ام أزمات في شخصية جمهور؟
من الطبيعي جداً ان يراقب المرء المتعلم والمثقف والناضج سياسياً وغير المكترث ايضا بالاحداث حركة القادة في مجتمعه وان يبدي راياً صائباً او خاطئاً فيهم ويندر ان يتوجه احد بالملاحظة والنقد للجمهور اعتقادا ان الجمهور اي الشعب هو مصدر السلطات كلها وانه لا يخطىء.
ليست التحولات الوجودية والسياسية والعائلية والاجتماعية والايمانية والحزبية والشعبوية في شخصية السيد جبران باسيل التي تستدعي رأيا من هنا وتحليلاً من هناك، لا، ما يجب الوقوف عنده وبحذر وبموضوعية هو جمهوره المسيحي في لبنان.
من يضطر للتحوّل ليثبت نفسه، السيد جبران باسيل ام الجمهور المسيحي؟هذا هو السؤال.
السؤال ليس في اقنعة وجوه وتكتيكات سلوك وحنكة عقل وتحالفات كاذبة وتبدل مزاج السيد جبران باسيل .لا، لا ومهما حاول الاخير ان يتقمص بعضاً من الشخصية العسكرية لبشير الجميل وبعضا من حنكة ولباقة الرئيس كميل شمعون وكثيرا من صلابة وعناد الموقف من شخصية الرئيس ميشال عون ومهما حاول تجنب لغم شخصية السيد سمير جعجع .
السؤال لماذا يضطر كل هؤلاء المتنافسون على الرئاسة و ليُبرروا حضورهم القيادي ان يكون خطابهم رُهابياً ،مشككا بنوايا الآخر، مستنهضا مآسي الموارنةتحديداً في التاريخ، وان يكون الخطاب طائفيا وشعبويا ومناطقيا وصليبياً اكثر منه مسيحيا لينجحوا ان صح تسمية ذلك بنجاح؟!
ألأن الجمهور المسيحي يحبّ هذا الخطاب وهذا السلوك وهذه الشخصية ويستحسنه ليطمئن على وجوده ؟!
هل يعاني الجمهور المسيحي من رُهاب جَماعيّ مرضي ومن وسوسة قهرية متوارثة تدور حول فكرة الضعف والهزيمة والنقص إبان حكم الخلافة الاسلامية ،وتحديدا اثناء حكم العثمانيين، فتراهم يحاولون دائما اثبات تفوقهم وجمالياتهم وقوتهم وغناهم كردّ جماعي لا واعٍ مع مسلمين حاليين تائهين في ازمات وجودهم بدل معالجة اوهام جمهور ما ان تهدأ ازمته حتى تشتعل ليحرق الجمهور نفسه بنفسه كاصرار و كرديف لانتحار ؟!
هل يسيء الجمهور المسيحي استخدامه هذا لتألقه ولحضوره المستجد بقوة في القرن العشرين ما يجعله يبدو فاشيا، طائفيا ، استفزازيا ،مناطقيا، مثيرا للاشمئزاز الوطني،رُهابيا تجاه الآخرين المختلفين والغرباء، قائم على الشحن النفسي اليومي كعلاج خاطىء للاضطرابات؟
هل يرتاح فعلا هذا الجمهور ان مارس بعضا من السادية الجماعية ضد آخرين موتى بالاصل ام مهزومين ؟
هل اثمر الخوف الجماعي المرضي وارتداداته نجاحات ام انتج الويلات؟
هل الازمة في تحولات واضطرابات الشخصية الاستفزازية السياسية للسيد جبران باسيل ام في مزاج ونوايا وازمات الشخصية الجماعية لجمهوره من المسيحيين؟
هل يصحّ ان يعاني الجمهور من اوهام جماعية ومن هستريا دينية وان تكون "انا"الجماعة خاضعة للتركيب وللتفكيك وللتلغيم والانتحار الموسمي والانفجار؟
كان جورج حبش و وديع حداد وانطون سعادة وجورج حاوي وانعام رعد والمطران كبوجي والمطران حداد وغيرهم الكثر جداً من نجوم الامة، مسيحيين متألقين،
لكن لو أن احدا منهم ترشح لمنصب نائب او قائد في كسروان والمتن وبشري والبترون
لخسر حتما مقابل السيد جبران باسيل والسيد سمير جعجع و ربما مقابل السيد دوري شمعون في الشوف!؟
عندما نقول الجمهور المسيحي فنحن لا نقلل من احترامنا وتقديرنا للمسيحية، فالمسيحية ليست بجمهور من مسيحيين بل هي تاج على راسنا .وكذلك ان تكلمنا عن جمهور المسلمين فان الاسلام تاج على راسنا .فلا يفهمنّ احد خطأ كلامنا ولا يعتبرن احد كلامنا مسّاً لحرمات انما النوايا توصيف من اجل معالجة، اذ ليس مستحبا ان تكثر الحروب الاهلية الصامتة والمستترة وان تتوضح عبر النكات بعد نجاح تلميذة شيعية بالمرتبة الاولى في امتحانات البروفيه فان يقال على سبيل المزاح:
"ربما سيدعو السيد جبران باسيل لالغاء النتائج بحجةالتوازن الطائفي".
ازمة في شخصية قائد ام اضطراب في شخصية جمهور؟ هذا هو السؤال ولأول مرة يكون فيها السؤال جواب .
لكل اضطراب علاج.