رأي

تحت حد السَّيف : تحليل للتطورات الميدانية على الجبهة الجنوبية(غازي قانصو)

 

 بقلم أ.د.غَازِي مُنِير قَانْصُو- الحوار نيوز

 

تشهد الجبهة الجنوبية للبنان توترات متزايدة مع إسرائيل، ما يثير مخاوف من انفجار حرب شاملة في المنطقة. يأتي هذا في ظل سياق دولي متغير، حيث انخفضت وتيرة الاهتمام بحرب غزة أمام التهديدات المتزايدة بنشوب صراع أكبر في لبنان.

 

 التحذيرات الأمريكية والإطار الثلاثي الفرنسي

يُقال، عند اكثر من مصدر، إنّ الولايات المتحدة الأمريكية حذّرت إسرائيل من أن أي خطوة عسكرية، قد تخرج عن السيطرة في لبنان، ما يعكس قلقًا دوليًا من تصعيد غير محسوب. في الوقت نفسه، رفضت إسرائيل المشاركة في الإطار الثلاثي الذي اقترحته فرنسا حول لبنان، معتبرةً أن باريس تتبنى سياسات معادية ضدها. هذا الموقف يعكس التوترات الدبلوماسية بين إسرائيل وبعض الدول الأوروبية، وتأثيرها على محاولة تهدئة الأوضاع في لبنان.

 

 الموقف اللبناني وتصاعد التوترات

من جهة لبنان، أكد رئيس الحكومة أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية يمثل عدوانًا تدميريًا وإرهابيًا موصوفًا. هذا الموقف يعبر عن استياء رسمي وشعبي واسع النطاق تجاه التصرفات الإسرائيلية، ويدعو المجتمع الدولي للتحرك لوضع حد لهذه الاعتداءات.

التصريحات اللبنانية تركز على الحق في الدفاع عن النفس والرد على أي خطوة متهورة قد يقوم بها الجانب الإسرائيلي، وهذا موقفٌ طالما عبّر عنه لبنان.

 

 الاستعدادات العسكرية والتحذيرات من التصعيد

على صعيد المقاومة، هناك تأكيد من المقاومين على الجهوزية لمواجهة أي تصعيد، مشيرين إلى قدرتهم على كسر جيش العدو الإسرائيلي وإلحاق الهزيمة به مهما كانت التضحيات. مواقف المقاومين هذه، تعكس ثقة المقاومة في قدرتها العسكرية، وتؤكد أنها مستعدة لتحمل تبعات المواجهة إذا فرضت عليها.

 

برأينا، إن كان الصهاينة قد وضعوا الجنوبيين خصوصا، واللبنانيين عموما، تحت حد السيف، فليعلموا، أن السيف التقليدي هو ذو حدين، فإن كان حده الاول ضد لبنان، فبلا شك يكون الحد الثاني ضد العدو الصهيوني، الذي يشاهد هذه الحقيقة، كما يشهد عليها العالم كله.

 

*الاحتمالات المستقبلية*

تستمر الاتصالات الدولية والإقليمية في محاولة لتطويق التصعيد العسكري الأخير، بهدف خفض التوتر. ومع ذلك، يبقى خيار التصعيد الكبير قائمًا، خصوصًا بعد انتهاء فترة العيد. هذه السيناريوهات تعكس تعقيدات الوضع الحالي، حيث تظل المنطقة على حافة الهاوية بين التهدئة الممكنة والانفجار المحتمل.

 

*الخلاصة*

التوترات الحالية بين لبنان وإسرائيل على الجبهة الجنوبية تحمل في طياتها مخاطر تصعيد كبير، قد يخرج عن حدوده الحالية إلى ما هو واسعٌ جدا، وقد يكون أوسع من لبنان، وإذا لم تنجح مساعي القوى الدولية والإقليمية بشكل فعال لتهدئة الأوضاع، وكل ذلك مرتبطٌ بالوضع في غزة، وبحدة العدوان الصهيوني على لبنان.

التحذيرات والمواقف الدولية تعكس القلق من تداعيات هذا الصراع على الاستقرار الإقليمي، في حين يظل لبنان متمسكًا بحقه في الدفاع عن سيادته وأمن مواطنيه. والاستعدادات العسكرية من قبل المقاومة في لبنان تشير إلى إمكانية اندلاع مواجهات واسعة النطاق، إذا استمرت الاعتداءات الإسرائيلية، ما يجعل المرحلة المقبلة حاسمة في تحديد مصير الصراع في هذه المنطقة الحيوية.

 

 

*عميد كلية دراسات جامعية،عضو اللجنة الوطنية للحوار الإسلامي المسيحي في لبنان.

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى