
وائل ابو الحسن* – المكسيك- الحوارنيوز
قبل الانتخابات الرئاسية، دخل دونالد ترامب كمساهم قوي في شركات إيلون ماسك، واضعًا نصب عينيه تحقيق مكاسب استراتيجية على مستويات متعددة. لم يكن ذلك استثمارًا عشوائيًا، بل خطوة مدروسة بعناية، مدعومة باستطلاعات رأي موّلت بمبالغ طائلة، هدفت إلى تعزيز صورته كمرشح لا يُهزم وضمان فوزه. كان ترامب مدركًا تمامًا لما يفعل، ومخططًا لكل خطوة بدقة.
بعد وصوله إلى البيت الأبيض، لم يتأخر في ضم ماسك إلى دائرته المقربة، مانحًا إياه موقعًا استثنائيًا داخل الإدارة الجديدة، حيث أصبح جزءًا من مركز القرار. هذا التحالف منح ماسك نفوذًا غير مسبوق، ما انعكس على أسهم شركاته التي شهدت ارتفاعًا صاروخيًا، ليحقق بذلك أرباحًا ضخمة، وهو ما انعكس مباشرةً على ثروة ترامب نفسه، الذي كان المستفيد الأكبر من هذه القفزة الاقتصادية.
لكن اللعبة السياسية لا تعرف الولاء الدائم. فكما وظّف ترامب ماسك لتحقيق أهدافه، فإن لحظة الاستغناء عنه تقترب بسرعة. ومع تحقيق ترامب لمكاسبه المرجوة، يبدو أن ماسك بات عبئًا محتملاً وخطرًا متزايدًا. فالرجل الذي يسيطر على مفاتيح الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا المتقدمة، ويملك خزان معلومات هائل، قد يصبح ورقة غير مرغوب بها، بل وربما تهديدًا لترامب نفسه، للولايات المتحدة، وللعالم بأسره.
من هنا، تبدو إزاحته أمرًا محتوماً، والسؤال ليس “هل” بل “متى” و”كيف”. فهل سيتم استبعاده أولًا من الدائرة المقربة تمهيدًا لإضعافه، أم أن التصعيد سيصل إلى حد التصفية، لضمان طي صفحته بالكامل؟
في عالم السياسة والمصالح الكبرى، يبقى التخلص من الحلفاء السابقين خطوة مألوفة، وماسك قد لا يكون استثناءً من هذه القاعدة.
* محام – مغترب



