الحوارنيوز – محليات
في ظل الاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة على القطاع الصحي والإسعافي في لبنان، نظّم تجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان ووزارة الصحة العامة مؤتمرًا صحافيًا مشتركًا في نقابة الصحافة بحضور وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور فراس الأبيض، النائب فادي علامة ممثلاً لجنة الصحة النيابية، والدكتور كامل مهنا منسق عام تجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان، إلى جانب نقيب الصحافة عوني الكعكي وعدد من ممثلي وسائل الإعلام والهيئات الصحية والإسعافية. والإنسانية
استُهِل المؤتمر بدقيقة صمت حدادًا على أرواح شهداء لبنان من القطاعين الصحي والإعلامي، إذ أعرب الوزير الأبيض عن أسفه لاستهداف العدو الإسرائيلي للعاملين في الإعلام في حادثة جديدة في حاصبيا. وأكّد الأبيض أن “قطاع الإعلام يقوم بدور لا يقل أهمية عن العاملين في المجال الصحي”، مشيرًا إلى سقوط 13 شهيدًا إعلاميًا في لبنان، بينهم شهداء في استهدافات مباشرة.
كما عرض الوزير الأبيض تقريرًا موثقًا تضمن تفاصيل الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع الصحي، موضحًا أن “هذه الوثيقة تهدف إلى تسجيل الاعتداءات على العاملين الصحيين والمرافق الصحية، بما يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف”. وأكد الوزير على أهمية محاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات وتقدير جهود العاملين الصحيين والإسعافيين الذين ضحوا بحياتهم في سبيل أداء واجبهم الإنساني.
من جهته، شدد النائب فادي علامة على أن “القطاع الصحي لن ينكسر رغم استهداف العدو له”، مشيرًا إلى تجاوزات العدو الإسرائيلي للقوانين الإنسانية باستهدافه المباشر للصحافيين والعاملين في القطاعين الصحي والإسعافي. وطالب علامة بدعوة السفراء المعتمدين لدى لبنان لاطلاعهم على التقرير الموثق لوزير الصحة، والتوجه إلى المحاكم الدولية للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
وبدوره، لفت الدكتور كامل مهنا إلى حجم الإبادة التي تطال القطاع الصحي، قائلًا: “نتعرض لإبادة متكاملة الأركان، كأن العالم لا قوانين إنسانية فيه”، مُحييًا العاملين والعاملات في المؤسسات الصحية والمستشفيات على تضحياتهم والدور الريادي لوزارة الصحة منذ بداية الأزمة. ودعا مهنا إلى التحرك الجاد أمام المحافل الدولية، مؤكدًا أن القطاع الصحي بحاجة إلى دعم أكبر، خاصة مع حلول فصل الشتاء وما قد يجلبه من تحديات صحية إضافية.
وقال: ” نحن اليوم، مجتمعون هنا، ليس فقط كمدافعين عن العدالة وحقوق الإنسان، بل كأفراد كرسوا حياتهم لخدمة الآخرين إيمانًا بقيم الإنسانية التي تتجاوز الحدود الدينية والعرقية والانتماءات. لذلك، دعونا نطالب بالعدالة وفقًا للقانون الدولي الإنساني لأولئك الذين يقفون بشجاعة في الخطوط الأمامية، ويخاطرون بحياتهم لإنقاذ أرواح الآخرين. هؤلاء العاملون في مجال الرعاية الصحية والمسعفون يقدمون تضحيات لا حدود لها لصون الحياة، ورغم ذلك يجدون أنفسهم مستهدفين من قبل الجيش الإسرائيلي، التي دمرت مستشفياتهم، ونصبت الكمائن لسيارات الإسعاف الخاصة بهم، مهددة حياتهم لمجرد قيامهم بواجبهم. هذا ليس مجرد هجوم على أفراد يرتدون زياً محمياً بموجب القوانين والأعراف الدولية، بل انتهاك لإنسانية الإنسان.
يُجدد تجمع الهيئات الأهلية التطوعية ووزارة الصحة دعوتهم لتكثيف الجهود من أجل حماية القطاعين الصحي والإسعافي في لبنان، مثمنين صمود العاملين في هذين القطاعين رغم التحديات.