تجرأت على الكتابة فهل تجرأ على القراءة: عمق الحرب النفسية ضد الأمة…
الحصانة النفسية محور هام لصمود شعبنا امام غزو ثقافي مبرمج ومخطط له عبر حرب نفسية شرسة جدا، لم تبدأها ادارة المخابرات الاميركية او اي مخابرات اخرى حاقدة على الشرق وعلى شعوبنا ،بل نجد ان لهذه الحرب النفسية القذرة جذورا في اعماق التاريخ، مهمتها اللعب على معتقدات الناس بهدف تفريغها من قداستها التي تجمع الناس حولها لتفديها بالغالي والرخيص .
لا ندافع عن معتقدات مقدسة متناقضة في ما بينها تؤدي لحروب دينية عبثية وغبية، بل نقصد هدم المقدس لشعوب بغية إضعافها لاقتحامها والسيطرة عليها بحدّ ادنى من الخسائر.
ما بثّ الأفكار الانحرافية والشاذة و نشر الشائعات المغرضة والكاذبة عن قادة شرفاء من شعبنا، ما زالوا صامدين، امام حملة عاشرة صهيونية – رأسمالية – شبه صليبية عبر افكار غريبة عن عادات بلادنا تحت تسميات تحررية او حقوقية لانسان مقهور او ثورية غامضة في آفاقها ،ما الهدف منها الا تعميق فجوة الثقة بين الجمهور والقيادة.
فعلوها سابقا.. ففي القرن الثاني الميلادي، تحدث الفيلسوف اليوناني Celse عن المسيح كثمرة إغتصاب جندي روماني للسيدة مريم بعد تمرد لليهود على حكم الرومان ،وان الاب الجندي اسمه يوليوس بانديرا، وقد كتم الزوج الحادثة خوفا من الفضيحة ،وعندما كبر المسيح ولاسباب فقر العائلة ، سافر الى مصر حيث كانت علوم السحر مزدهرة ليعود الى فلسطين ليطبقها مع افكار تحررية ضد الرومان.
القديس يوحنا الدمشقي (676-749 )، اوّل من كتب ضدّ شخصية الرسول محمد (ص) زاعما انه تأثر بالراهب بحيرى النسطوري الذي ساعده في كتابة القرآن، كما اتهمه باقتباس كتابات من القس النسطوري ورقة بن نوفل(ابن عم السيدة خديجة بنت خويلد زوجة الرسول) المتهم من كنيسته بترجمة بعض الاناجيل المحرفة الى اللغة العربية.
اما من يكون نسطور؟
فهو بطريرك القسطنطينية الذي طرده مجمع أفسس سنة 431 م لإيمانه ان المسيح حين يصنع المعجزات يكون ذلك لكلمة الله ،وانه حين يتألم ويجوع ويصلب ويموت يكون ابن مريم، ما اعتبره المسيحيون آنذاك اسقاطا للمسيح لمرتبة نبي او لانسان قديس.
من هناك كانت المحاولات، كلّ من طرفه يناور لإضفاء القدسية على رموزه ونزعها عن رموز الآخرين. واذا توسعنا في البحث نجد، سلطة و حكما وحروبا وغزوا وغنائم ومالا وجاها وسيطرة لشعوب على حساب شعوب أخرى.
لم يتغير شيء، الغزو الثقافي الحالي لبلادنا يحاول ان يثبت لنا ان ما تعتقده شعوبنا يسمى تخلفا وهرطقات اجتماعية ،وان ما يبشرون به ليس الا علما وتقدما وتطورا .وهذا ما يجعل كثيرين يتمنون عودة الاستعمار لبلادنا ،وآخرين يتمنون الهجرة. وما زال فاشلون من بلادنا يتحكمون بمفاصل الحياة اليومية، وللأسف باسم الإسلام، وهم يقدمون أسوأ النماذج ما يسهل امر الغزو الثقافي ويسرع من دباباته، لإنه يعرف ان هناك من سيفتح الأسوار ،لأن البغضاء بين المسلمين وصلت الى حدّ أعلى بكثير من كراهية الصهيونية وجحافل الاستعمار الرأسمالي القديم – الجديد.
مصيبتنا ان انظمتنا تعج بالفساد والسرقات والاستهزاء والاستخفاف الفكري بكوادر صادقة مهمشة، ما يجعل الناس تميل لتصديق الغازي بافكاره البراقة والمغرّبة، ويكفر بما عنده من نماذج شبيحة ومتسلبطة على ارزاق الناس…
من ينتقد لينبه تقتله جماعته بتهمة الكفر والالحاد والعمالة.
ولله لو عدت يا عليّ لقتلوك وقالوا انك الشيوعي الأول!