تبدلات خطيرة في الشخصية اللبنانية
ليست الامور مالا وفقرا وجوعا وحجزا للاموال وغلاء فاحشاً وكوفيد التاسع عشر فقط ، الخطورة تتعدى هذه الخطوط والعناوين الى جوهر تبدلات خطيرة في الذات الانسانية اللبنانية التي غدت من فعل تراكم الخيبات والمآسي المتكررة بوتيرة متسارعة، وفي فترة زمنية قصيرة مشبعة بالاشمئزاز وبالقرف وباليأس وبالانانية الفاجرة وكافرة بكل ما يحيط بها وحائرة في أمرها فاقدة ثقتها بحالها ومترددة بين الصمود والاجرام والانتحار أوالهرب.
ما عادت الأمور، يوما ابيض مقابل يوم أسود، فالايام في اغلبها سوداء تقطع الانفاس وتمزق الارواح.
اللبناني اليوم يعيش في حالة حذر وفي استنفار يوميّ يخشى فيه وقوع اي حدث طارىء مفاجىء ،لأنه غير قادر على المواجهة والمجابهة وحُسن التدبير والتصرف إضافة الى ان لا مال في الجيب ليصرفه على حاجاته .
ممنوع التعرض لأي حادث طارىء لأن الكلفة باهظة وكل الناس اعلنت إفلاسها غير قادرة على تقديم دَين او معونة.
الشخصية اللبنانية اليوم شخصية مكتملة في انهزامها ،اعلنت افلاسها ولم يبق لها من خيار غير الكفر والرحيل…
سنشهد ظاهرة كفر وإلحاد عما قريب.
قريبا سيفتح مطار بيروت، واول المغادرين اطباء ومهندسون وخبراء يحملون جنسيات اوروبية او اميركية كما سيعود الخدم والعمال الاجانب الى بلادهم .
قريبا ستفتح الحدود وسيشهد لبنان موجات هجرة بشرية في كل الاتجاهات.
سيغادر اللبنانيون من دون اسف الى حيث تحط رحالهم.
اجداد اللبنانيين لم يحبوا الغربة يوماً، انما ارغمهم القهر والجوع على الرحيل.
اللبنانيون الباقون في البلاد فئتان :اما شرسون مناضلون وحالمون بالأفضل وبالتغيير لابعد الحدود، واما غير قادرين على المشي وعلى الرحيل.
سيبقى لبنان لهؤلاء اللصوص والانذال ولاصحاب المصارف وللقيمين على النقد وعلى المال وعلى النهب وعلى التشبيح ليرفعوا انخاب انتصاراتهم على شعبهم المسكين المهاجر او المقتول او المغدور.
اكتمل انهزام الشخصية اللبنانية، وهذه اشارة خطيرة جدا لمن يعرف تفكيك الرموز النفسية وفهمها، الآتي لا يبشر بغير الاجرام فاصبروا لتشاهدوا.
اسوأ علامات الانهزام عندما تجد نفسك تطلب المساعدة من اعدائك ضد قياداتك التي تركتك كالكلب الجربان تهرب من رمي الحجارة عليك في الطريق.
لا بدّ من منقذ يفتح الطرقات المقفلة في عقول الناس قبل فتح طرقات الزفت.
مولخا مولخا لك المجد.