بين غبطة البطريرك ..وريمون إدة ورفيق الحريري(حكمت عبيد)
حكمت عبيد – الحوارنيوز
يصر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على أن يسمي سلاح حزب الله بأنه سلاح ايراني في لبنان، وبأن حزب الله يريد أن يحرر فلسطين بهذا السلاح.
فكروا لبنانيا وصدقوا..
الرجل السياسي النبيل ريمون إده ما كان يفكر بعقل المصالح الخارجية عندما صنف اسرائيل بالعدو الصهيوني الأول.
اعتبر ريمون إدّه أنّ الدولة الإسرائيلية هي نقيض النظام التعددي الذي يتميّز به لبنان، واستشّف مطامعها العديدة وخاصّة في موارد لبنان المائية، فصنّفها العدوّ الأول له وعمل على محاربتها على الساحات المحلية والإقليمية والدولية، محاولاً أن يستثمرعلاقاته الخارجية في سبيل إبعاد خطر المخطط الصهيوني عن لبنان.
كما نبّه العميد من اﻹجتياح اﻹسرائيلي قبل حصوله، وربط بينه وبين المطالبة بتحييد لبنان، التي اعتبر أنها تهدف إلى تقسيم البلد. فمع بداية الحرب الأهلية حذر العميد ريمون إده من أنّ اسرائيل اعتمدت خطة بديلة من المواجهة المباشرة مع الفلسطينيين، هي خطة تحويل القتال قتالاً فلسطينيا ً- لبنانيا. وبقي يحذر اللبنانيين والعرب من الوقوع في الفخ الاسرائيلي الذي يسعى الى استفراد المدن اللبنانية، مدينة تلو الاخرى، والبلاد العربية بلداً اثر بلد ،مؤكداً انه اذا دخلت اسرائيل ارضاً فمن الصعب ان تخرج منها.
ومن هذا المنطلق، فقد رفض ريمون إدّه أي مفاوضات سلام مع الإسرائيليين، وتمسّك بمعاهدة الهدنة الموقّعة في العام 1949. وبعد اﻹجتياح اﻹسرائيلي للبنان، ندّد العميد باتفاق 17 أيار الذي أبرمه الرئيس أمين الجميل آنذاك مع الإسرائيليين، محذرا ً من أنه يخفي وراءه معاهدة صلح مع ﺇسرائيل، ومؤكدا ً أن لبنان يجب أن يكون آخر دولة عربية توقع صلحا ً مع الكيان الصهيوني.
الرئيس الشهيد رفيق الحريري جاهر بموقفه الوطني والقومي من قضية تحرير الأرض ومن الحرص على إبقاء ورقة المقاومة حاضرة وبقوة في محاكاة أطماع العدو الاسرائيلي.
فمن على منبر المحكمة الخاصة بلبنان نقل مستشار الرئيس الحريري الراحل مصطفى ناصر في تاريخ 10 نيسان 2015 عند سؤاله “عن البندين المتبقيين من القرار 1559 بعد التمديد للحود، وهما سلاح الميليشيات وانسحاب الجيوش الأجنبية، تفسيره للبندين خلال جلسة حوار بينه وبين السيد حسن نصرالله: «أنا رفيق الحريري أوافق وأشرعن، كرفيق الحريري وكرئيس وزراء، في حال فوزي بالانتخابات النيابية أن يبقى سلاح المقاومة حتى آخر ثانية قبل توقيع اتفاق سلام في المنطقة. وأنا لن أوافق على اتفاق سلام مع إسرائيل إلا آخر دولة عربية وبعد التوقيع السوري”.
كما نقل ناصر عن الحريري: «أقطع أصابعي العشرة ولا أوقع على دم المقاومة”.
لماذا قال الحريري هذا الكلام؟
لأنه كان يفكر بالمصلحة اللبنانية.
وكيف لأحد أن ينسى دور الرئيس الحريري في ابرام تفاهم نيسان الذي يعطي ما تقدم المزيد من المصداقية.
ففي العام 1996 وما تلاها، ساهم الحريري بشرعنة المقاومة في لبنان، بعد ارتكاب العدو الصهيوني إحدى أبشع مجازره القذرة في بلدة قانا في عدوان “عناقيد الغضب”، الذي أدى إلى سقوط أكثر من 100 شهيد كلهم من الأطفال والنساء والشيوخ في أحد عنابر قوات الطوارئ الدولية في البلدة، فأطلق الرئيس الحريري الصرخة الدولية بإعطاء المقاومة مشروعية دولية وصفة رسمية وطنية، فكان “تفاهم نيسان 1996″، الذي تميز بتكريس معادلة “المدنيين الصهاينة مقابل المدنيين اللبنانيين”، واعتبار الجندي الصهيوني محتلاً تجب مقاومته، الأمر الذي أطلق يد المقاومة في رقاب جنود الاحتلال في الأراضي اللبنانية الشاسعة المحتلة، من دون أن يكون للإسرائيلي الحق بكسر معادلة المدنيين، ما جعل ظهر العدو مكشوفاً أمام ضربات المقاومة، الأمر الذي اضطر جيش الاحتلال للإندحار عن الجنوب بعد أقل من أربعة أعوام من دون قيد أو شرط، لكنه أبقى على احتلاله مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر ونقاط أخرة متنازع عليها برية وبحرية.
لماذا يتجاهل البطريك الراعي مواقف السيد نصرالله والتي يمكن إيجازها بالتالي:
-
إن سلاح المقاومة هو سلاح لردع اسرائيل وخلق توازن ردع مع العدو، هو سلاح دفاعي.
-
إن الحزب لا يمانع في وضع استراتجية وطنية للدفاع يحدد بموجبها العدو وسبل مواجهته.
-
إن موقف الحزب من تحرير فلسطين هو موقف الفلسطينيين وهي مسؤوليتهم ونحن خلفهم. تحرير فلسطين مسؤولية ابناء فلسطين أولا…