بيروت الجميلة في الاقفال: لا زحمة ولا سير ..والتزام شبه كامل بالقرار
كتب واصف عواضة
جميلة بيروت في الاقفال العام والشامل.لا زحمة سير ،ولا سير حتى.محالها مقفلة تماما إلا الاستثناءات المسموح لها في قرار الإقفال.التزام غير مسبوق بخطة الدولة لتحجيم الوباء اللعين الذي يقض مضاجع البشرية جمعاء.
جولة في بيروت وشوارعها قبل ظهر اليوم تنبئ جديا بأن الناس خائفة:خائفة من الكورونا وسطوتها أو خائفة من التدابير والعقوبات المكلفة .لا فرق ،المهم أن العاصمة التزمت هذه المرة بصورة ربما تعادل المائة بالمائة.
ليس في بيروت حوجز أمنية ولا دوريات ،ومع ذلك العاصمة ملتزمة بقرار الاقفال.فقط بعض سيارات شرطة البلدية تجول في الشوارع وترصد من بعيد حالة المدينة الهادئة الساكنة ،إلا من بعض المشاة والسيارات ومراسلي ومصوري الصحافة ووسائل الإعلام.
كورنيش المنارة من الحاج داوود حتى المنارة والحمام العسكري ،خلا تماما تماما من رواده .سكون يقطعه هدير الأمواج في نهار ماطر.لا يكاد متطفل يتوقف بسيارته على الكورنيش حتى تدهمه سيارة البلدية طالبة منه متابعة سيره .
شارع الحمراء الصاخب عادة ،"لا حس ولا حركة".إقفال تام إلا من المحال المستثناة:صيدليات،أفران،مطاعم ومواد غذائية.والأخيرة ممنوع ولوجها."الدليفري في خدمتكم"،وهنا تتزاحم الدراجات النارية في الشوارع الخاصة بهذه الخدمة بهدوء ملحوظ.
في فردان وعائشة بكار والروشة والمزرعة والاشرفية وغيرها ،الأمر عينه،التزام كامل.لا مصارف، لا مقاهي ،لا مؤسسات ،لا "مولات".فقط صناديق الدفع المباشر(أي تي أم ) جاهزة لاستقبال الزبائن ،والحد الأقصى المسموح سحبه بين مليون ونصف المليون ومليوني ليرة يوميا.وحدها المستشفيات حاضرة لاستقبال "الزبائن"..والزبائن هنا غالبيتهم من "أهل الكورونا".
من بيروت الى خلدة ،مرورا بالسان سيمون والأوزاعي ،إلتزام تام أيضا ،حتى من عربات الخضار المتجولة التي اختفت نهائيا من المنطقة.
في الأوزاعي قال لي بائع الخضار والفواكه الذي توقفت أمامه للتبضع: "أرجوك أستاذ..خلّيك في السيارة وأنا أخدمك" .
قلت له مستغربا:ولو..الى هذا الحد؟
أجاب:أرجوك ..محضر الضبط بخمسة ملايين ليرة.
المهم لا زحمة سير في الأوزاعي في مشهد قل نظيره منذ حرب تموز عام 2006.أوليست الكورونا حربا ضروسا أيضا؟..الفارق الوحيد أننا في ذلك الزمان قاومنا ولم ننهزم ،فهل تهزمنا حرب الكوفيد 19 هذه المرة؟
في خلدة اختفت تماما زحمة السير المعهودة أمام "حرقوص تشيكن" وأفران شمسين ومحلات "الفورنو" بعد أن رفعت قوى الأمن الحاجز الكبير الذي نصبته صباحا.كثير من المخالفين نالوا عقابهم ،محاضر ضبط مكلفة.
باختصار يمكن القول إن اليوم الأول من الاقفال كان ناجحا بنسبة كبيرة .هكذا أيضا تقول أخبار الضواحي والمناطق.نجحت الدولة هذه المرة بفرض هيبتها ،على أمل أن يكون عندنا دولة بكامل عدتها دائما وأبدا .فماذا عن الغد؟
إن الغد لناظره قريب!!