غادة حيدر – الحوارنيوز- خاص
أظهرت الدرسات العلمية أن بيروت تقدمت على القاهرة وصارت أكثر العواصم العربية تلوثاً.
الدراسة التي أجرتها مؤسسة علمية في وقت سابق للنزوح، كانت قد حصرت ابحاثها على مستوى الهواء، وأخذت بعين الاعتبار توزع المولدات الكهربائية في أحياء بيروت الكبرى بشكل عشوائي ودون أن تستوفي شروط السلامة العامة والشروط البيئية، بحيث خلت المولدات كافة من عوازل بيئية تقلل من سموم الإنبعاثات وبقايا الإحتراق.
ويأتي في هذا السياق، الحريق الذي أشعل مئات السيارات في محلة الحمرا صباح اليوم ليكشف مدى هشاشة الإجراءات الوقائية وانعدام الرقابة من قبل بلدية بيروت ومحافظ بيروت على حدّ سواء.
وبحسب مصادر أمنية فإن التحقيقات بدأت لمعرفة السبب الحقيقي للحريق. وتقول المصادر ” إن التحقيقات ستبين ما اذا كان الحريق نتج عن اشتعال المولد الكهربائي المركون في الموقف، أم أن الحريق مفتعل”!
وبإنتظار نتائج التحقيقات فإن القضية البيئية في العاصمة لم تعد تحتمل، وتشكل آلاف المولدات العشوائية في الأبنية وبينها، وفي الأماكن العامة والمصادرة من أصحاب المولدات خلافا للقانون، قنابل موقوتة تهدد حياة الناس وصحتهم.
فاتورة الاستشفاء العامة تضاعفت منذ سنة تقريبا عما كانت سابقاً، وأصحاب المولدات الذين يجنون مبالغ خيالية معفيون من أي رسوم أو بدلات، توازي حجم الأرباح أو حجم الأضرار!
يضاف إلى أزمة المولدات وفي ظل الظروف الصعبة لمعاناة النازحين، قد يكون الحفاظ على النظافة العامة في مدن وبلدات تركزت فيها مراكز الإيواء والنزوح معقد لكنه ليس مستحيلا.
نحن أمام كارثة بيئية بدأت تظهر في الطرقات الرئيسية والفرعية خاصة في بيروت، وهي النفايات المكدسة والتي سوف ينتج عنها مجموعة من الأمراض والأوبئة التي ستفتك بالنازحين والمقيمين معاً.
انها مسؤولية الاجهزة والادارات الرسمية أولا، ومسؤولية الهيئات المدنية والأهلية أيضا التي قدمت نفسها “بالقوة” كجهة ناظمة لإدارة بعض مراكز الإيواء.
فتنظيم وإدارة مراكز الايواء ليست فقط استلام المساعدات وتوزيعها، بل لها بعد صحي، وبعد بيئي، وبعد اجتماعي يتصل بالمحيط الاجتماعي .
يجب إطلاق حملة نظافة خاصة في مناطق الإيواء والتنبيه على عدم رمي النفايات في الطرقات والأزقة.
لا شك إن هذه مهمة الدولة ووزارة البيئة والبلديات ووزارة الداخلية والشؤون الاجتماعية وفي مقدمة هؤلاء، انها أيضا مهمة هيئات المجتمع المدني أيضا المهتمة بالبيئة والصحة والسلامة العامة.
أهمية نظافة المدن والشوارع والأحياء تأتي في سلُّم أولويات العيش الكريم والبقاء السليم.