بيان نواب “القوات” و”الكتائب”: بين غزة وتل الزعتر(حسن علوش)
حسن علوش – الحوارنيوز
قال لي الوزير والنائب السابق الآدمي بهيج طبارة: لقد شعرت بخجل وأسف كبيرين عندما كنت استمع الى بعض النواب الذين كانوا “يحرضون على أهلهم وعلى المقاومة في الجنوب خلال الاجتماع الذي دعت اليه السفارة الأميركية في بيروت بعض النواب للقاء وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس في خضم المواجهة في تموز العام 2006 “.
وأضاف:”كان هذا أحد الأسباب التي دعتني للإستقالة من كتلة المستقبل النيابية حينذاك”.
لم يفاجئني أمس بيان قوى نواب اليمين المسيحي اللبناني ممثلا بحزبي القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية مع بعض الملحقين والهوامش.
تضامنوا مع غزة وطالبوا وأدانوا المقاومة الوطنية اللبنانية في الجنوب، تحت مسمى السلاح غير الشرعي ومصادرة القرار اللبناني لمصلحة محور إقليمي!
لم يفاجئني البيان لأن الحزبين المذكورين عرفا تاريخيا، بتقاطعهما الوثيق مع المشروع الأميركي وأدواته الإقليمية. وعرفا بعدائهما العنصري والدموي للفلسطينيين في لبنان وللقضية الفلسطينية. كيف للعارفين ألا يقاربوا ما أنجزه هؤلاء في مخيم تل الزعتر العام 1976 من القرن الماضي، مع ما تنجزه اسرائيل في غزة اليوم، مع فارق الحجم!
لم يفاجئني خطابهما الخشبي والممجوج، والذي يتحدث عن سلاح غير شرعي في الجنوب وهم يقصدون سلاح المقاومة حصرا، وذلك انسجاما مع توجهات المحور الأميركي في المنطقة.
المفاجأة الوحيدة أن ليس بينهم بهج طبارة!
إن قادة الدول العربية سيقرأون بيانهم، إن قرأوا، وسيسخرون من أناس باعوا ضميرهم إلى حد الطلب من قمة عربية أن تسهم في رفع الغطاء عن مقاومة ولدت للذود عن سيادة لبنانية مهدورة تاريخيا، والوقوف بوجه أطماع معروفة تاريخيا، وللرد على قتل الأبرياء بما يتناسب مع حجم الاعتداءات.
إن كل سلاح يرفع بوجه العدو الاسرائيلي هو سرح شرعي.
وكل سلاح يوظف لقتل الأبرياء في الداخل اللبناني هو السلاح غير الشرعي.
إن كل نائب يحرض على أهله ويستدرج تدخلات أجنبية على أرضه هو نائب مشكوك بمشروعيته الوطنية.
إن كل جيش عربي، والجيش اللبناني ضمناً ،لا تكون عقيدته مواجهة العدو والذود عن السيادة الوطنية وحمية الأبرياء الآمنيين هو مؤسسة فاقدة للشرعية الوطنية.
إجتماع نواب حزبي “القوات” و”الكتائب” ومعهما بعض الملحقين والهوامش ذكرني بإجتماع بعض النواب مع رايس، الفارق أن في تموز 2006 كان للنواب قيمة أرفع أميركيا، على ما يبدو، وكانت الإدارة الأميركية تعتبر أنها اقتربت من وضع حد نهائي للمقاومة في لبنان وبالتالي فتحت الطريق السريع لإنهاء القضية الفلسطيينية واسقاط النظام السوري.
بين الأمس اليوم تبدلت المعطيات وفشلت الادارة الأميركية في تحقيق هدفيها، وصارت مستوطنتها المسماة اسرائيل موضع “خطر وجودي” على حد تعبير قادتها، فاحذروا الحسابات الخاطئة إذا كان لكم رأي في ما تضمنه البيان.