بقلم محمد صادق الحسيني
هذا ما شاهدناه في مشهدية استثنائية وفي احتفال تاريخي عظيم وبهيج في موسكوK وسمعناه على لسان فلاديمير بوتين في الذكرى ال٧٧ للنصر على “دول المحور” في الحرب العالمية الثانية…و هو يفضح رواية امبراطورية الكذب الاميركية التي ضللت الشعوب لعقود طويلة..
هو العالم اذن يقترب من تصفية حساباته مع “الشيطان الاكبر” ولو بعد لأيٍ وحروب ودمار وظلم شديد..انه الصبر الاستراتيجي لشعوب وامم حية وهو يؤتي ثماره اليوم في لحظة تحول استثنائية في العالم.
رحم الله الامام الخميني يوم بدأ معركته الخالدة مبكراً بشعاره الشهير*لا شرقية ولا غربية..*وهي الترجمة العملية للمثل والقيم العليا التي يشير اليها بوتين اليوم في خطابه بهذه الذكرى..
انها المعركة العالمية وانها المعركة التاريخية التي بدأتها شعوب العالم مبكراً، ضد معادلة الظلم والهيمنة التي تأسست على اكتاف ابطال الحرب على النازية..
نعم المعادلة الظالمة المسماة بمعادلة المنتصرين في الحرب العالمية الثانية، والتي تقاسمت النفوذ فيها لفترة مديدة من الزمن ، ما كان سمي وقتها بتوازن*القوتين العظميين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي*،وهي التي همشت شعوباً وامماً عظيمة حية كانت لها مساهماتها القيمة والعظيمة في تلك الحرب المقدسة وتم غمط حقوقها…الامر الذي سرعان ما دفع بتلك الامم لترفع صوتها عالياً وشكلت ما عرف في زمانه*بدول عدم الانحياز*وكان ماوتسي تونغوكان هوتشي منه وكان جوزيف بروز تيتو وكان جمال عبد الناصر وكان حافظ الأسد وكان ياسر عرفات،وكلهم قادة ابطال قاتلوا بشجاعة ضد الهيمنة الاميركية وضد مساوئ الاتحاد السوفياتي ببعض انحرافاته*التي يقر بها فلاديمير بوتين اليوم ايضاً * وهو يعيد بناء بلاده الاتحاد الروسي بحلة جديدة بعد صراع داخلي طويل…. من دون ان ينسى هو ومعه قادة العالم الجدد، الجوانب الايجابية في الاتحاد السوفياتي السابق، الخاصة بارث القتال الخالد ضد النازية ومساعدة شعوب العالم الثالث ضد الظلم..
ولذلك ترى تلك الامم واولئك القادة سرعان ما رفعوا شعارهم الشهير وقتها ايضاً :*الحياد الايجابي…* في المعركة العالمية ضد الغرب المستعمر والامبريالية العالمية،الى ان وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم ..
اذن العالم يتغير بتسارع شديد وفي لحظات تاريخية مكثفة،من معادلات الظلم والاجحاف والهيمنة والتفرد والتبعية للقوة الغاشمة الى معادلة العدالة واستقلالية القرار والخصوصية القومية والدينية للامم والشعوب، ومن ثم الى التعددية القطبية..
نعم *التعددية القطبية* التي سنكون فيها نحن في محور المقاومة ليس فقط شركاء وفاعلين ، بل و*بيضة القبان* والتي لن يستقر اي نظام عالمي جديد عادل من دوننا ..
انه عالم حي متحرك لابد ان نكون فيه جميعاً شركاء اقوياء.. عالم لن يجد طريقه الى الحياة والاستقرار الا بانهاء وتصفية *الغدة السرطانية التي اسمها “اسرائيل”*،وهي القاعدة الامبريالية المتقدمة للاستعمار الغربي والتي زرعها طغيان *معادلة المنتصرين في الحرب العالمية الثانية*.اولئك الذين تنكروا لتضحيات وجهود الشعوب والامم الحية التي هزمت النازية والفاشية والصهيونية العالمية.. فيما اختصر البعض نتائجها في تقاسم نفوذ ومقدرات العالم بشكل مجحف لم يدم طويلا كما مر ذكره اعلاه ما ادى الى الحروب والويلات التي عاشها العالم على مدى عقود..
لقد حان وقت الاعتراف بالوطن العربي والعالم الإسلامي كقوة اساسية في اعادة رسم معالم العالم الجديد والاهم الأهم *اغلاق معسكر الطغيان واسطول الحرب و حاملة الطائرات الاميركية المنصبة زورا وعدواناً على اليابسة والمياه الفلسطينية التي اسمها “اسرائيل” مرة والى الابد*
*وفلسطين حرة عربية مستقلة بعد تفكيك معسكر “اسرائيل”* هو العنوان الوحيد المعبر عن صورة العالم الجديد.ان لم يفككوا معسكر الطغيان هذا سلماً سنقوم بتفكيكه قسراً وعنوةً وبالحرب،لانه الحل الوحيد المتبقي لدينا ونحن لها وسنخوضها بكل شرف وعنفوان واقتدار…
انها معادلة القوة الجديدة في جغرافيا آخر الزمان ..