بلاد يحكمها انفصاميون ..
من المعروف ان السياسة هي فنّ الخداع، وانها تملق و تدوير زوايا حادة، وانها مسايرة وتسوية لمنع الأسوأ وانها ايضا تواصل لا بدّ منه لمنع الحرب ،وان حصلت فالسياسة مدخل لوقفها ولايجاد الحلول لها .
عندما تصبح السياسة ناقضاً ومنقوضاً تخسر السياسة تسميتها لتتحول الى تسمية اخرى تبرّر التعاطي الفصامي في التواصل…
ان يكون السيد سعد الحريري في نظر البعض خصما في السياسة المحلية وخصما الى درجة العدو في السياسة الاقليمية، ومشبوها الى درجة المتآمر في السياسة العالمية وطالب ثأر لدم لم يجف في النوايا في محكمة دولية اقلّ طلباتها رأس حزب لله ،وان يكون نفسه، السيد سعد الحريري شريكا مرغوباً به في الدولة و هدفا للسعي والرجاء ليقبل ترؤس الحكومة، وان يكون الرهان عليه كمنقذ لحالة اقتصادية المتهمة الاساسية فيها هي "الحريرية "وان يكون نفسه السيد سعد الحريري ضمانة لاعتدال اهل السنة كي لا ينحو السنة الى التطرف لمسألة ولحالة شاذة في الفكر وفي الخطاب فما عاد ت الامور تسمى بالسياسة .
لتسمى مكراً او فصاما او استدراجا او مكيدة او ازدواجية في الخطاب، انما ما عاد هذا التناقض بين ابناء البلد الواحد يسمى بالسياسة فمهما كانت السياسة عهراً الا انها لا تسقط الى درك السفالة.
هذا بلد وربما وطن وربما مزرعة لكن ليست هذه الجغرافيا بوكر للدعارة وللجريمة المنظمة وغير المنظمة او لزريبة تباع فيها الناس وتشترى كالابقار او مصحا عقليا لانتاج ولخلق فصاميين بالجملة وليس بالمفرق ليؤلفوا شعبا أخوت.
ما نراه وما نسمعه من كل الاطراف هذيان عام وجماعي…
هذا الكلام ينطبق ايضا في العلاقة مع حزب لله الذي هو في نظر البعض مقاومة وارهاب، قانوني وغير شرعي او شرعي وغير قانوني، حزب محلي لكن اقليمي وايضاً عالمي في نفس الوقت ، اسلامي ولكن شيعي، صديق هنا في الطريق الجديدة وحليف هناك في المختارة انما خصم في سوريا وعدو في العالم، منضبط ذو قيادة حكيمة وبنفس الوقت متهم بسلسلة قتل تنظر فيها محكمة دولية….
هل من داع لنكتب عن سمير جعجع و وليد جنبلاط ونبيه بري وجبران باسيل أم نكتفي واللبيب من الاشارة يفهم؟ !
ما عادت الحياة بحياةسياسة سليمة ،انها حياة مكر ومكيدة لا تنتج الا الكراهية والحروب، يقودها فصاميون في الخطاب وفي السلوك وفي النوايا.
تباً لبلاد فيها النور ظلام
و فيها القاتل منقذ
واللص مؤتمن
والمقدس حرام
والرب شيطان
والبطل هنا مجرم هناك والمجرم هناك بطل هنا.
أبشروا ايها اللبنانيون لا يحكمكم الا فصاميون، خوت و مجانين…