بعد الحدث السوري..سقط التكليف بإسناد غزة عن لبنان!؟(نسيب حطيط)
د.نسيب حطيط – الحوارنيوز
تحمّل الشيعة اللبنانيون مع الاحزاب والشخصيات الوطنية، مسؤولية دعم القضية الفلسطينية منذ ما قبل تأسيس الكيان، حيث قام الجنوبيون بدعم ثوره 1936 بالسلاح، ثم احتضن الجنوب المقاومة الفلسطينية المسلّحة من اتفاق القاهرة عام 1969 حتى اجتياح عام 1982، وأصدر المراجع الشيعة في إيران والعراق ولبنان فتاوى دعم الفلسطينيين حتى الإذن بصرفه أموال الخمس لدعم الفدائيين الفلسطينيين !
تحمّل الشيعة اللبنانيون مسؤولية دعم وتسليح المقاومة في غزة من السودان الى صحاري مصر، ومن كل جغرافيا يمكن الوصول اليها.
احتضن الشيعة اللبنانيون المنفيين الفلسطينيين في مرج الزهور، وهم القيادة التي اسّست حركة “حماس” في غزة، وقدّموا لحركة “حماس” المأوى والحماية في الضاحية الجنوبية .
خاض الشيعة اللبنانيون معركة إسناد غزة في اليوم الثاني ل”طوفان الأقصى” وحدهم من دون الأمتين العربية والإسلامية ،إلا بعض شيعة العراق واليمن مع المسافات البعيدة، وقاتلوا وتحملوا 14 شهرا من المعارك والنزوح والإستشهاد، وكانت الحرب الإسرائيلية الرابعة على مدى شهرين ،وخسر الشيعة فيها قائد المقاومة “السيد الشهيد” ،(محور المحور..) كما اعترف العدو “نتنياهو” ، وقتلت إسرائيل قيادات المقاومة و23 ألف شهيد وجريح ودمّرت 100,000 وحدة سكنية وهجّرت مليون نازح و أبادت خمس عشرة قرية وما زالت اسرائيل تماطل بالانسحاب.
إن لبنان واحد من أصغر الدول التي تحيط بفلسطين (سوريا والاردن ومصر) والذين قاتلوا في لبنان هم من المذهب الشيعي وكل الدول من المذهب السنّي لم يناصروا “غزة السّنية” بل كانوا سبباً في حصارها والضغط عليها !
اما الآن وبعد إستلام المعارضة “السّنية” السورية للحكم في سوريا، وهي التي تشترك بالفكر الديني مع “حماس”، سواء على مستوى المذهب “السنّي” او على مستوى الموقف الفقهي والعقائدي، وبما أنها تملك جبهة تماس مع العدو الإسرائيلي أطول من جبهة لبنان وجغرافيا اوسع من جغرافيا لبنان، وعديداً بشرياً أضعاف أضعاف العديد الشيعي في لبنان، وتملك من الأموال ما لا يمكن مقارنته مع ما تملكه المقاومة في لبنان، ولأن المعارضة السورية صارت دولة والمقاومة في لبنان حركة مقاومة شعبية، فإن مسؤولية هذه المعارضة”إسناد غزة”، تتقدم على مسؤولية الشيعة في لبنان وعلى قدراتهم.
ان المعارضة السورية هي حليفة “حماس” التي قدّمت لها ما تملك في سوريا في الأيام الأولى للثورة من سلاح وإعلام ورفعت علمها وباركت لها انتصارها واحتفلت باستلامها السلطة وأعتبرته مساوياً لتحرير فلسطين، وبالتالي فإن انتصار المعارضة في سوريا واستلامها للسلطة هو انتصار لحماس التي صار لها مأوى ومحل اقامة ودولة ،لإدارة واسناد مقاومتها في فلسطين المحتلة!
سقط تكليف (الإسناد الآحادي) عن لبنان وانتقل الى المعارضة السورية، وعلى قيادة حماس التي طالبت المقاومة في لبنان بحرية العمل المسلح من الحدود اللبنانية ان تطالب المعارضة السورية بحرية العمل المسلح من الحدود السورية-الفلسطينية، وان تعلن موقفها. فكما قالت للمقاومة اللبنانية ان هذا الإسناد غير كاف،عليها ان تقول للمعارضة السورية ان الموقف غير كاف، وعلى الدولة اللبنانية البدء بنزع سلاح المخيمات الفلسطينية لإنتفاء دوره ووظيفته في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وتنقل سلاحه الى مخيمات سوريا !
لقد سقط التكليف الشرعي والأخلاقي (الآحادي )عن المقاومة في لبنان بإسناد غزة منفردة، وتبقى مسؤوليتها من ضمن مسؤولية الأمة، فإذا تحرّكت الأمة بأجمعها لإسناد فلسطين، كان واجباً علينا المشاركة، بل نحن روّادها وفي الجبهة الأمامية، وعندما تبدأ المعارضة السورية التي استلمت الدولة بدعم حماس من الجولان ودرعا، عندها يمكن النظر بالموقف!
لابد للشيعة اللبنانيين،أن يعيدوا دراسة مواقفهم على مستوى الاقليم والمنطقة، فمسؤوليتهم الأولى الآن ، حفظ المقاومة وحفظ الوجود وإعادة الإعمار والثبات على المبادئ وعدم الإستسلام وعدم التطبيع(ولن نقول شالوم) وعدم الإنفصال عن الأمة، من دون تجاوز القدرات والمسؤوليات، وألا يكونوا وكلاء عن الامة التي تطعنهم من الظهر!
دعمت المقاومة النظام في سوريا لدوره المقاوم وحماية لظهرها وليس دعماً لسياسته الداخلية، وإذا تم عتاب المقاومة على ذلك، فنسأل كل المسؤولين اللبنانيين الرسميين والحزبيين عن تعاملهم مع النظام: أوليست ألقابهم وثرواتهم ،بسبب تعاملهم وتأييدهم له ،مقابل الخدمات السياسية والشخصية ؟