رأي

“بزشكيان” واميركا وحركات المقاومة !(نسيب حطيط)

 

كتب د. نسيب حطيط-الحوار نيوز

 

خرق تصريح الرئيس الإيراني” مسعود بزشكيان”، جدار الصوت السياسي، عندما أعلن “نحن أخوة للاميركيين، وأن ايران لاتعادي اميركا ولا تريد تصدير الثورة، ولا خلافات مع اميركا اذا اعادت حقوقنا ولا مانع من محادثات مباشرة معها” …  وجاء هذا الكلام  في ذروة الحرب التي يشنها  التحالف الأميركي- الاسرائيلي على حركات المقاومة في لبنان وفلسطين واليمن والعراق !

لقد أعلن الامام الخميني شعار (اميركا الشيطان الأكبر) ورفعت الثورة الإسلامية شعارها (مرك بر اميركا- الموت لأميركا )، ولا زالت ترفع هذا الشعار، وهي ترزح تحت الحصار الاميركي منذ 40 عاما .

يمكن للسياسي والمسؤول الرسمي ،إطلاق التصاريح الدبلوماسية التكتيكية على سبيل المناورة، لكن لا يمكن الانعطاف السياسي القاسي وتحويل اميركا من “عدو وشيطان أكبر” الى اخ وصديق” لك وهي تقصف اخوتك وحلفاءك!

 ليست المشكلة مع الشعب الاميركي قطعا، فنحن المسلمون “الشيعة” نقول ما قاله الامام علي(ع) :”الانسان اما أخ لك في الدين او نظير لك في الخلق “.والشعب الاميركي اما شعب متدين فهو اخ، وان كان في موقع “اللاديني” فهو نظير في الخلق، والمشكلة هي مع الإدارة السياسية والاستخباراتية والعسكرية، ولا يمكن مقايضة الحقوق بالموقف السياسي ،مهما كان حجم هذه الحقوق من ارصدة مالية او فك حصار!

ان اطلاق هذا التصريح بالتلازم مع الحرب التي يشنها التحالف الأميركي-الإسرائيلي على فلسطين وعلينا في لبنان واليمن، ونحن نعيش تداعيات “مجزره البيجر واللاسلكي” واغتيال قادة المقاومة واحراق الجنوب، وكان اخرها يوم أمس أكثر من 200 غاره إسرائيلية واليوم وغدا.. على بقعة جغرافية صغيرة.

نحن نقاتل المشروع والغزو الاميركي والاستعمار والحصار الأميركي، وبالتالي فإن تصريح الرئيس الايراني بأنه لا يعادي اميركا ولا يريد تصدير الثورة الى الخارج، وانما يعاديها لأنها تعاديه ،هو ذروه الخطأ والتنازل عن مبادئ الثورة!

نحن نعادي اميركا لأنها مشروع استعماري ولأنها تمارس القهر والغطرسة الدولية وتصادر القانون الدولي وتغزو الدول وتسقط الأنظمة وتحاصر احرار العالم !

ان طرح إيران اولاً، كما طرحه بعض الايرانيين في ذروة “الربيع العربي”، والذي يحاكيه الان تصريح الرئيس الايراني ،يطرح علامة استفهام كبرى.. ويحق لنا نحن المقاومون في لبنان وحركات المقاومة ذات “الفكر الديني الشيعي” ان نتساءل :

هل مطلوب ان نقاتل اميركا ونُسقط مشاريعها ونُغلق هواتفنا معها، بالتلازم مع الإنفتاح والاستعداد الايراني للتفاوض المباشر والأخوّة وعدم العداء؟

ماذا ستفعل المقاومة في لبنان والتي تحاصرها اميركا وتدفع ملايين الدولارات لتشويه سمعتها واسقاطها وتقصفها اسرائيل إذا قالت إيران “لا عداء لنا مع اميركا ونحن والامريكيون اخوة”؟!

ماذا سيفعل الأخوة “أنصار الله” في اليمن؟ هل سيغيرون شعارهم والذي يعلن” الموت لأميركا والموت لإسرائيل…وكيف يمكن “لأنصار الله” ان يُبقوا على شعار “الموت لأميركا” “اخوة بزشكيان” ويبقون متحالفين مع إيران او سيعملون وفق منظومة “هذا قبر حجر بن عدي رضي الله عنه قتله معاوية رضي الله عنه؟ !”

نحن في لبنان قاومنا الاحتلال الاسرائيلي والمشروع الاميركي والمتعددة الجنسيات والمارينز، ولم نطرح لبنان اولا مع كل محاولات الاغراء والترغيب والترهيب، والتي ما زالت على الطاولة اذا تركنا ايران وفلسطين واليمن وسوريا والعراق والبحرين !

نحن المقاومون الشيعة في لبنان نقول:الاسلام اولاً،

ومقاومة المشروع الأميركي-الإسرائيلي اولاً ..

ونصرة المظلومين اولاً ..

وحماية الثورة الإسلامية في ايران اولاً

والوحدة الإسلامية اولاً ..

ووحد’ الاحرار في العالم اولاً.

لو قبلنا ب”لبنان أولا” لأقفلنا جبهة الاسناد مع غزة !  

لو قبلنا بلبنان اولا ..لما قاتلنا في سوريا والعراق واليمن …وقبلها في ايران والبوسنة..

نتمنى ان يكون التصريح مجتزأً ، او ان ترجمته غير دقيقة (مع انني عدت لنصه الفارسي )واتمنى ان يصدر توضيح لتطمئن نفوس المقاومين، خاصة في لبنان، ونحن وسط نيران الحرب الإسرائيلية الأميركية، ويوم امس تم قصفنا بصواريخ أميركية زنة الواحد منها “الف رطل”.. ولم ينفجر احد هذه الصواريخ ليكون دليلا ملموسا..

 سنقاتل في لبنان المشروع الأميركي- الإسرائيلي، كما قاتلناه سابقاً، ونتمنى الا يستفرد الأعداء بنا،  ومع ذلك سنبقى نقاوم ولو وضعوا بأيدينا النظام والمال والوظائف وكل اغراءات الدنيا… لكننا سنقاوم بحكمة وعقلانية وموضوعية في سبيل الله ورد العدوان وحمايه أهلنا،لا من أجل أحد!

لاتُشمّتوا الأعداء والخصوم بنا ليستضعفونا …

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى