برّي لـ«اللواء»: لا بدّ من التوافق مع المملكة حول الخيار الرئاسي
الحوار نيوز – صحف
تحت هذا العنوان كتبت صحيفة “اللواء” تقول:
تجاوز البلد قطوع العسكريين المتقاعدين، ومعهم حركة الانقاذ وجمعيات المودعين الذين اشتبكوا مع حامية المجلس النيابي، في منحى عنفي، تجدّد مع المحاولات لدخول السرايا الكبير، فحدث ما لا يجوز أن يحدث بين عسكريين في الخدمة وآخرين خارج الخدمة، مع اطلاق القنابل المسيلة للدموع ووضع حواجز امام محاولات الاقتحام..
بالتزامن كانت اللجان النيابية المشتركة التي حاولت استجواب الحكومة ومساءلتها عن سبب ارتفاع اسعار الدولار، وارتداداته السلبية، ضمن عجز واضح عن فهم ما يجري في سوق القطع، فكانت الجلسة مخيبة للآمال على حدّ تعبير النائب جورج عدوان، ولم يحصل النواب على اية اجابة شافية، فساد هرج ومرج بين الحضور، وتحولت الجلسة الى ما يشبه الجلسة الكوميدية، المضحكة..
وقبل اجتماع هيئة مكتب المجلس الاثنين للبحث في وضع جدول اعمال جلسة تشريعية، اندلع سجال بين «حركة أمل» و«القوات اللبنانية» على خلفية اتهام الاخيرة للمجلس النيابي بالسعي للاطاحة بالانتخابات البلدية والاختيارية والتمديد لها بدل رصد الاعتمادات لاجرائها، فرد المعاون السياسي لرئيس المجلس النائب علي حسن خليل على رئيس حزب «القوات» سمير جعجع، الذي حدّد العمل لمنع انعقاد جلسة تشريعية غير دستورية في ظل الفراغ الرئاسي، مشدداً على العمل لحصول الانتخابات البلدية..
واتهم خليل «القوات» بتعطيل جلسة التشريع لتعطيل تأمين تمويل اجرائها في مواعيدها، كاشفاً عن تقديم اقتراح قانون باسم كتلة التنمية والتحرير لفتح اعتماد اضافي لتمويل اجراء الانتخابات في مواعيدها..
في هذا الوقت، اكد الرئيس نبيه بري لـ«اللواء» ان «اللقاء الاخير الذي جمعه بسفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري كانت اجواؤه ايجابية، لم نتفق ولكن لم نختلف»، مؤكداً انه «لا بد من التوافق مع المملكة العربية السعودية حول الخيار الرئاسي».
في هذا الوقت رجّح السفير بخاري «الصمت الدبلوماسي» على ما عداه في ما خص الترشيح للرئاسة الاولى، او ما يتعلق ببت هذا الملف.
ووصفت مصادر سياسية مشهد الظهور الاعلامي بعد جلسة اللجان النيابية المشتركة في المجلس النيابي، لنائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب، ورئيس لجنة المال النيابية ابراهيم كنعان ورئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان، بأنها تعبر عن ذروة الهشاشة النيابية والتكاذب على اللبنانيين والتهرب من المسؤولية، باعتبار هؤلاء النواب الثلاثة، كانوا في المجلس النيابي خلال السنوات الماضية، ولم يبادروا لاقرار المشاريع المختلف عليها، وتحديدا قانون الكابيتال كونترول وخطة الاصلاح المالي وهيكلة المصارف وغيرها.
وقالت المصادر ما الفائدة من قول النائب بوصعب حول استمرار بعض النافذين بتهريب اموالهم إلى الخارج حتى اليوم، اذا كان هذا يحصل ضمن القوانين المعمول بها والتي تسمح بذلك حتى اليوم، ولماذا يتهرب المجلس النيابي الذي عقد العديد من الجلسات النيابية منذ نشوب الازمة المالية قبل سنوات، من مسؤولياته باقرار سلسلة القوانين المطلوبة لمعالجة الانهيار المالي والاقتصادي، وفي مقدمتها قانون الكابيتال كونترول، وهو القانون الذي ينظم هذه العملية ويضع حدا للفوضى السائدة بهذا الخصوص، ويطرح اكثر من تساؤل عن تواطؤ مفضوح مع كارتيل المصارف لمنع اقرار هذه المشاريع. فما قاله بوصعب بهذا الخصوص، ما هو الا محاولة سخيفة، لذر الرماد بالعيون، والقاء كرة المسؤولية على الحكومة وباقي المسؤولين، بينما المسؤولية الاساسية تقع على المجلس النيابي الذي ماطل عمدا عن القيام بواجباته الدستورية بهذا الخصوص.
واعتبرت المصادر ان المشهد الغاضب بالقرب من المجلس النيابي والسراي الحكومي للعسكريين المتقاعدين، والمواجهات التي حصلت مع القوى الامنية، وما تخللها من قسوة بالتعاطي مع المحتجين، اظهرت بوضوح ما بلغه الوضع المعيشي من تردي وانحدار نحو الأسوأ، وبات الوضع يتطلب معالجة استثنائية، وهو يختصر في مجمله، مابلغه الاداء السياسي والنيابي من تدهور لاحدود له،وسوء تعاطي من السلطة تجاه المحتجين المتالمين.
وفي سياق آخر، توقعت مصادر ديبلوماسية ان تنقل مساعدة وزير الخارجية الاميركية باربارة ليف في زيارتها المرتقبة الى لبنان اليوم، الثوابت السياسية الاميركية تجاه لبنان، وتأكيد حضورها الدائم في مواجهة المتغيرات المتسارعة، لاسيما بعد توقيع الاتفاق السعودي – الايراني وتاثيره على المنطقة.
واشارت المصادر إلى ان في اولويات الديبلوماسية الاميركية التأكيد على اجراء الانتخابات الرئاسية، استنادا إلى نتائج لقاء باريس الخماسي، باسرع وقت ممكن وتاليف حكومة جديدة، تتولى إجراء الاصلاحات اللازمة، مع التأكيد على استمرار دعم الجيش اللبناني ليقوم بالمهمات المنوطة به في حفظ الامن والاستقرار في كل المناطق اللبنانية.
ورجحت المصادر ان تكرر الديبلوماسية الاميركية موقف بلادها الداعي للالتزام بتنفيذ القرارات الدولية في جنوب لبنان ولاسيما القرار1701.
اذاً، انتقل الحدث امس الى مجلس النواب ومحيطه، مع انعقاد اللجان النيابية المشتركة في جسلة مساءلة للحكومة لم تخرج بنتيجتها بأي جواب من الحكومة ومصرف لبنان حول اسباب الازمة المالية، ومع حراك العسكريين المتقاعدين الذين اعتصموافي ساحة رياض الصلح وحاولوااقتحام السرايا الحكومية واشتبكوا مع القوى الامنية قبل ان يستقبلهم رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ويعدهم ببحث مطالبهم في اول جلسة حكومية.
في غضون ذلك ظهر موفد ايراني في بيروت، حيث استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس مجلس العلاقات الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية كمال خرازي والوفد المرافق.
وكان خرازي اشار في لقاء مع الإعلاميين في بيروت الى ان ايران باتت تقنياً قادرة على تصنيع قنبلة نووية ومن وصل الى تخصيب يورانيوم بنسبة 60 يستطيع ان يصل الى 90 بالمئة لكن فتوى المرشد اخلاقيا تقول اننا لن ننتجها ولسنا بحاجة لذلك.
وزار خرازي وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، يرافقه أمين سر المجلس عباس عراقجي وسفير الجمهورية الاسلامية الايرانية مجتبى اماني. وتم البحث في الإتفاق الايراني السعودي وآخر التطورات في الملف النووي والاوضاع في المنطقة. وشدد خرازي على اهمية اجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان بالتوافق بين اللبنانيين من دون اي تدخلات خارجية.
اللجان تسائل الحكومة ولا جواب
عقدت اللجان النيابية جلسة مشتركة امس، في المجلس النيابي برئاسة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، وحضور نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، ووزير المالية الدكتور يوسف الخليل وعدد كبير من النواب. وحضر ممثلون عن الادارات المعنية وممثل عن مصرف لبنان. وإنحصر النقاش في الجلسة على مساءلة الحكومة حول الوضع المالي ولم يكن الوقت كافياً للبحث في جدول الأعمال.
وتركزت مداخلات النواب من مختلف الكتل على مصير خطة التعافي والقوانين الإصلاحية، وكيفية طباعة العملة ووفق أي سياسات؟ وما النتيجة التي تؤديها منصة «صيرفة» وكيفية تمويل مالية الدولة من مصرف لبنان، وفائدة تعاميم مصرف لبنان، وضرورة إعلان حالة طوارئ وإبقاء الإجتماعات مفتوحة مع الوزراء المعنيين.
اما نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي فنفى ما نُقل عنه خلال الجلسة «إنّ تعاميم مصرف لبنان بشأن صيرفة وكلّ ما يدور في فلكها غير قانونية»..
اثر الجلسة قال النائب بو صعب: بعض الزملاء وجدوا ان النقاش لن يصل الى مكان، لكن ما هو البديل، وبالتالي هناك دور يجب ان نلعبه ولا يجب ان نستسلم. الجلسة كانت هادفة وفيها حوار بنّاء. تمنينا عقد جلسة هادئة وفي النتيجة سمعنا معظم النواب الذين اشاروا الى انها اعطت نتيجة وليس حلا لنبني عليها لنجري حوارا.
واوضح انه تم طرح سؤال في الجلسة حول السيولة النقدية. ونتمنى على الحكومة ان ترد على هذه الاسئلة. كما كانت أسئلة أيضا، لماذا تم اقفال المصارف في العام 2019؟ أقفلت وتبخرت الودائع. هناك اسئلة حول اعادة هيكلة المصارف وكلام من بعض الزملاء انه علينا ان نعود للمؤسسات.
وقال رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان: الجلسة كانت مخيّبة للآمال ولم نحصل على أي جواب واضح من أي جهة، وسلامة لم يحضر الجلسة وممثله لم يعطِ أي جواب شافٍ وكذلك وزير المال وممثل الحكومة، وتبين أنّ الحكومة ليس لديها أي إلمام بما يحصل.
اضاف عدوان: لم يعد بيدنا سوى التحرك قضائياً، والحكومة «شاهد ما شاف شي ويمكن ما بدو يشوف شي».
البخاري وصندوق النقد
بحث السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري، مع وفد صندوق النقد الدولي الذي يزور لبنان حالياً برئاسة ارنستو ريغو راميريز، في مجمل المستجدات الحاصلة على الساحة اللبنانية الإقليمية وشروط التعافي التي يحتاجها لبنان ليخرج من الأزمة السياسية والاقتصادية التي يعيشها.
وتم خلال اللقاء، عرض القضايا والموضوعات ذات الإهتمام المشترك بين الطرفين.
دريان: الانتخاب أو الفوضى
قال مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في رسالة الى اللبنانيين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك: نحن بالفعل في زمن البلاء الأعظم، ولا نتوقع الخروج منه إلا برحمة الله. لكن في الحياة العامة، هناك مسؤولون ومسؤوليات. ونحن نقول بدون تردد، وبعد صبر طويل وإعفاء أطول: إن المسؤولين عن الحياة العامة، ما تحملوا مسؤولياتهم، ولا راعوا آلام شعبهم، وعزَّ لديهم الإحساس والإحسان.
اضاف: قرأت قبل أيام أن ما نزل بلبنان ما عرفه بلدنا من أكثر من قرن. وقد عبر شعبنا في عام 2019 عن إرادته الخلاص من كل هؤلاء الناس، الذين ما راعوا الحرمات، ولا تحملوا المسؤوليات، كيف يفرغ منصب رئاسة الجمهورية؟ وتتصدع المؤسسات؟ وكيف تتعاظم الجرائم، وتتصاعد وتيرة المجاعة؟ لو كان هناك مسؤولون من أي نوع كان. تقول الأدبيات السياسية العالمية: إن إدارة الشأن العام، هي من أشرف الأعمال؛ لأنها لخدمة الناس: فكيف يخدم سياسيونا الناس؟ لم يكد يبقى شيء من رئاسة الجمهورية أقلها، ومع ذلك، فإنه الصراع ناشب عليها، وما بقي من المال العام شيء، ومع ذلك، ما يزالون يلاحقوننا على الليرة وعلى اللقمة.
وتابع: وبصراحة، وبدون مواربة: إما انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة، أو الفوضى التي بدأت معالمها تظهر شيئا فشيئا في الوطن، ويدفع الثمن المواطن.المطلوب الاحتكام إلى الدستور، وانتخاب رئيس للبلاد،اليوم قبل الغد، لا نستطيع الانتظار أكثر من ذلك، والاستجابة لمطالب الناس وحاجاتهم، الذين بدأوا يفقدون الحد الأدنى من مقومات الحياة، ومن المؤسف أن الطبقة السياسية في مكان، والشعب في مكان آخر.
قبلان
كما وجَّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، رسالة إلى اللبنانيين عموماً والمسلمين خصوصاً، هنأهم فيها بحلول شهر رمضان المبارك، ومما قاله: نحن في قلب ضياع عالمي، وتشتت أممي، وانحراف بشري خطير، ومن بين تلك الحروب الظالمة هناك حرب عالمية تخاض على لبنان، بأخطر وسائل نقدية ومالية واقتصادية ومعيشية فتّاكة، وسط طاحونة سياسية حوّلت لبنان إلى خطوط تماس سياسية وكوارث شعبية، وما نحن فيه الآن أسوأ من حرب عسكرية، وهذه الحرب بكل أدواتها الفتّاكة ليست مفصولة عن معارك العالم، وأهدافه السياسية، والمطلوب إنقاذ البلد، ولا إنقاذ من دون تسوية وطنية رئاسية، واليوم البلد في ملعب القوى السياسية، والبلد والأسواق وأنين شعبنا والعملة الوطنية والكارثة الاجتماعية وطواحين الدولار والأسواق كلها في ملعب القوى السياسية، ولذلك نؤكّد أن المطلوب هو تسوية رئاسية سريعة إنقاذاً لوجود لبنان.
نصر الله
قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في ذكرى اسبوع أحد قادة الحزب الحاج حسين الشامي في الضاحية الجنوبية: في الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب وحركة الدولار الدولة لا تستطيع القول انها لا تستطيع أن تفعل شيئا، هناك تدابير يجب أن تتخذ وتستطيع أن تخفف. أن مصير البلد متروك وكل ما تحدث أحد يقولون قانون النقد والتسليف والموضوع عند الحاكم وهذه مسؤولية كل القوى السياسية في البلد. لا خلاف أن أحد أسباب تقوية الاقتصاد هو بجلب الاستثمارات، وها هو الصيني جاهز ومستعد للبدء بمشاريع بدون أن يدفع اللبناني أي فلس بدون خوف من الأميركي أو الصعوبات الاقتصادية وهذا بالتأكيد سيحسن الوضع الاقتصادي.
واضاف:انقاذ الوضع والليرة بحاجة لخطة شاملة حقيقية متعددة الأبعاد ولكن أنا بانتظار هذه الخطة التي لا علم متى ستخرج، ولا مبرر على الإطلاق لعدم الدعوة إلى طاولة حوار لانقاذ الوضع الاقتصادي.
وقال السيد نصر الله: «لطالما دعونا في البلد الى وضع الخلاف السياسي جانبا واقامة طاولة حوار اقتصادية. لأجل سلاح المقاومة كلهم جاهزون لطاولة ولكن طاولة حوار لانقاذ الوضع المعيشي والاقتصادي فهذا كلام لا أحد يقف عنده أصلا.
وأوضح أن «ما نراه في الانهيارات البنكية الآن هو بعض رأس جبل الجليد ونجدد الدعوة للتعاون والتكافل والتراحم والتساند بين الناس» .
وفي موضوع رئاسة الجمهورية قال السيد نصر الله: المساعي مستمرة ونأمل أن ينعكس الهدوء الاقليمي والاتفاق الايراني السعودي بالمساعدة على انجاز هذا الاستحقاق ولكن هذا الامر يعتمد بالمقام الأول على الداخل أما الخارج فهو فقط يخلق مناخا لذلك.
حراك العسكريين
نفذ حراك العسكريين المتقاعدين صباح امس اعتصاما في ساحة رياض الصلح، بالتزامن مع إنعقاد جلسة اللجان النيابية المشتركة، للمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية، وقد تخطى عدد من المتظاهرين الأسلاك الحديدية امام السراي الحكومية محاولين اقتحامه فبدأت قوى الأمن بإلقاء قنابل مسيلة للدموع لإبعادهم، ما ادى الى تسجيل حالات إغماء في صفوف المتظاهرين.
وفي حين افيد انه تم طرد النائب بولا يعقوبيان من التظاهرة، انضمّ العميد شامل روكز الى المتظاهرين في ساحة رياض الصلح، ووصف ما حصل بـ «المعيب من عسكريين حاليين بالخدمة اطلقوا القنابل المسيلة للدموع على العسكريين المتقاعدين». وشدد على استمرار التظاهرة في ساحة رياض الصلح.
ولاحقاً، إجتمع وفد من العسكريين المتقاعدين من ضباط ورتباء يمثلون الأسلاك العسكرية كافة، مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وتم عرض مطالبهم. ووعد ميقاتي الوفد، على ادراج مطالبهم على الجلسة الاولى التي يعقدها مجلس الوزراء الاسبوع المقبل.