بانتظار لحظة الحسم (حبيب فياض)
كتب د. حبيب فياض:
التصعيد الذي تشهده المنطقة حالياً يضع المواجهة بين محور المقاومة وإسرائيل أمام مرحلة أكثر خطورة وأشد تعقيداً، بحيث بدأت الأحداث تتخذ شكل الإنحدار التدريجي نحو المواجهة المفتوحة، بالرغم من وفرة الإعتبارات التي تستدعي لجم التدحرج والحؤول دون إنتقال المواجهة من الحافة إلى الهاوية.
وفي هذا الإطار يجب الإلتفات إلى ما يلي:
- لا تصح مقاربة المشهد الحالي على خلفية حادثة مجدل شمس، حيث لا شك أن الإسرائيلي لم يذهب إلى التصعيد بسبب هذه الحادثة، بل هو إفتعل هذه الحادثة لكي تتيح له الذهاب نحو التصعيد.
- إختار الإسرائيلي في تصعيده ما يمكن إعتباره خيارات قصوى من خلال إغتياله القائدين شكر وهنية، وفي حسبانه أن ذلك سيؤدي إلى تكريس قواعد إشتباك جديدة، باعتبار أنه مهما تكن طبيعة الرد من قبل محور المقاومة فإن ذلك لن يؤدي، بحسب ظنه، إلى ردم الهوة التي أحدثها الإغتيالان.
- عطفا على ما سبق، فقد غاب عن حسابات الإسرائيلي أن رد المحور من المرجح أن يكون غير مسبوق وربما خارج التوقعات، بحيث أن الإختلال، حينذاك، في قواعد الإشتباك سيكون في غير المصلحة الإسرائيلية التي ستكون عاجزة عن إعادة التوازن إلى هذه القواعد، إلا إذا قررت الذهاب نحو مواجهة مفتوحة؛ ودون ذلك عقبات وإعتبارات كثيرة.
- المسألة أن المقاومة في لبنان “ليس لديها قرار بالذهاب إلى الحرب الشاملة”. وليست المسألة أنها “لديها قرار بعدم الذهاب إلى الحرب الشاملة”؛ والفارق بين المسألتين كبير: فالمقاومة “لا تريد الحرب”، وليس أنها “تريد أن لا تكون الحرب”..ما يعني أن المقاومة لن تذهب إبتداءً إلى مثل هذه الحرب، ولكنها إذا فرضت عليها، فأهلاً ومرحباً.
- الأغلب أن تشهد المنطقة أعلى درجات التصعيد بين المحور وإسرائيل، ولكن من دون أن يعني ذلك بالضرورة الذهاب فوراً نحو مواجهة إقليمية شاملة؛ بل من المرجح أن يقتصر التصعيد على الردود والردود المضادة حيث من المتوقع أن يستمر ذلك فترة محدودة، بانتظار لحظة الحسم القائمة إما على التهدئة الدائمة أو إنفلات الأمور نحو ما لا يريده الجميع.