تواصلت الاحتجاجات في الولايات المتحدة الاميركيةعلى مقتل جورج فلويدالذي شييع جثمانه اليوم في مأتم مهيب ،في وقت جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعوته لحكام الولايات لاستدعاء الحرس الوطني لقمع التظاهرات واصف المحتجين بالارهابيين.
وقال الرئيس الأمريكي اليوم الجمعة، في تصريحات بالبيت الأبيض "أقترح على بعض هؤلاء الحكام الذين يبالغون في الفخر… لا تغتروا. انجزوا المهمة. سيكون عملكم أفضل كثيرا في النهاية باستدعاء الحرس الوطني".وأضاف قائلا "عليكم أن تسيطروا على الشوارع. ما كان ينبغي لكم أن تدعوا هذا يحدث".
وتأتي تصريحات ترامب للتأكيد على موقف أعلنه قبل أيام ودعا من خلاله إلى الصرامة في التعامل مع أحداث الشغب التي شابت بعض التجمعات.كما وجه الرئيس الأميركي عددا من التغريدات إلى "الأناركيين"، أي الفوضويين، معتبرا أن الكثير من المتظاهرين يحاولون فقط القيام بأعمال شغب وتهديد الأمن العام.
واتهم أيضا "قادة الاحتجاجات بارتكابهم الإرهاب"، قائلا: "الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد يقودها إرهابيون محليون وهذه جريمة ضد الإنسانية.. سأحارب "من أجل إبقاء البلاد آمنة".
في هذا الوقت تدفق مشيعون على حرم جامعي في مينابوليس للمشاركة في الفعالية الأولى من سلسلة من 3 مراسم تأبين مقررة لجورج فلويد، الذي أثار موته على أيدي الشرطة احتجاجات مضطربة وأعمال عنف في الولايات المتحدة ضد "الظلم العنصري".
وتقرر إقامة قداس بعد الظهر بجامعة نورث سنترال، حيث كان زعيم الحقوق المدنية القس أل شاربتون من بين أولئك المقرر أن يثنوا على فلويد، الذي رحل عن عمر 46 عاما.
وقال شاربتون قبل التجمع "لقد كان إنسانا. لديه عائلة، لديه أحلام، لديه آمال. الواجب الحقيقي لأي شخص بهذا النوع من المهام هو التأكيد على قيمة الحياة البشرية التي تم سلبها، ما يعطي سبب حدوث الحراك".
وداخل الحرم، كان النعش الذهبي محاطا بالزهور البيضاء والأرجوانية، وتم عرض صورة جدارية لفلويد رسمت في زاوية الشارع حيث تم تثبيتها على الرصيف من قبل الشرطة. وكانت الرسالة الموجودة على اللوحة الجدارية تقول "يمكنني التنفس الآن".
ويستوعب الحرم الجامعي عادة نحو ألف شخص، لكن بسبب تفشي فيروس كورونا، تم خفض السعة إلى حوالي 500، وارتدى المشيعون كمامات.وقال فيلونيس فلويد، أحد أشقاء فلويد، في مراسم تأبينه "الكل يريد العدالة، نريد العدالة لجورج وسوف يحصل عليها".
وأضاف فيلونيس الذي كان يرتدي سترة داكنة ويضع شارة عليها صورة لأخيه وعبارة "لا أستطيع التنفس"، وهي التي تفوه بها الراحل أثناء اعتداء رجل الشرطة عليه "إنه لأمر عجيب.. جاء كل هؤلاء الناس لرؤية أخي، مدهش كيف لمس قلوب الكثيرين".
وفي مدينة نيويورك، التي شهدت أعمال نهب خلال الاحتجاجات، شارك آلاف في مراسم تأبين لفلويد في متنزه بروكلين.وركع كثيرون على الحشائش في رمز للاحتجاج على سلوك الشرطة ورددوا هتاف " لا عدالة لا سلام".
ومن المقرر أن تجرى مراسم التأبين في ثلاث مدن على مدى ستة أيام. فبعد فعالية مينابوليس، سينقل جثمان فلويد إلى رايفورد في نورث كارولينا، حيث ولد، ويقام قداس خاص يوم السبت.بعد ذلك، سيسجى يوم الاثنين في هيوستن، حيث نشأ وعاش معظم حياته. ثم سيقام قداس من 500 شخص الثلاثاء في كنيسة "نافورة الحمد".
وأصبح مقتل جورج فلويد في 25 مايو أحدث بؤرة للغضب من تعامل الشرطة ضد الأميركيين من أصل أفريقي، مما دفع قضية العرق إلى قمة جدول الأعمال السياسي، قبل خمسة أشهر من الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تحل في الثالث من نوفمبر المقبل.
وطُرد ديريك تشوفين (44 عاما) من قوة شرطة منيابوليس واتهمته السلطات القضائية بالقتل من الدرجة الثانية بعد تصويره في مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع، وهو جاثم على رقبة فلويد لما يقرب من 9 دقائق، بينما كان الأخير يلهث ويئن مرارا قائلا "من فضلك، لا أستطيع التنفس".
وكانت أعداد كبيرة من المحتجين قد تحدت حظر التجول وخرجت لشوارع المدن في مختلف أنحاء الولايات المتحدة على مدار 9 ليال في احتجاجات شابتها في بعض الأحيان أعمال عنف دفعت الرئيس دونالد ترامب للتهديد باستخدام الجيش.