باسيل في مؤتمر التيار يناشد القيادات الإسلامية “ألا تفرّط بالشراكة المتوازنة والمتناصفة”
الحوار نيوز – محليات
رأى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أن “هناك ثلاثة أخطار كبيرة تتهدد وجودنا: الحرب والأزمة الاقتصادية، النزوح واللجوء اللذان يؤديان الى تغيير تركيبتنا الديمغرافية والمجتمعية، كذلك فقدان الشراكة لأنّه يصيب علّة وجود لبنان، يعني وجودنا”. وقال إننا “لن نسمح بالهيمنة على موقع وصلاحيات الرئاسة، ولا نرضى بانتخاب رئيس يكسر الشراكة والميثاق”.
وناشد باسيل القيادات الإسلامية ألا تفرط بالشراكة المتوازنة والمتناصفة.
وأشار باسيل في كلمة القاها خلال المؤتمر السنوي العام الذي نُظّم بمناسبة 14 آذار الى أن “عملنا السياسي بحاجة الى الكثير من التواصل مع الناس، من داخل التيار والبلد وخارجهم، وعلى جميع المستويات؛ وهذا الجهد يصحح الصورة التي تم تشويهها بفعل الاغتيال الاعلامي الذي تعرضنا ونتعرّض له”، لافتا الى أنهم “اتهمونا بالفساد لأننا بنهجنا الاصلاحي فضحنا الفاسدين الذين موّلوا الاعلام ليشوّه صورتنا، اتهمونا بالطائفية لأنّنا وطنيين ومطالبتنا بالدولة المدنية تضرب طائفيّتهم، اتهمونا بالصدامية لأنّنا تفاهميين وبالعنصريّة لأننا وحدويين”.
باسيل تساءل “كيف نتصرف عندما يرى المسيحيون سواهم يبدّون وحدة طائفتهم على الوحدة الوطنية، وينقذون اكبر فاسد من القضاء، ثم يتهموننا بوقاحة بالطائفية اذا طالبنا بالتوازن بالادارة؟.
باسيل تطرق فيه كلمته الى موضوع الكهرباء. وتساءل “ماذا تريدون أن نفعل عندما يوقفون تمويل معمل الكهرباء وكأن الكهرباء هي لطائفة”، مضيفا: “أين أصبحت كذبة البواخر؟، وكيف برأنا القضاء؟”، واضاف: “نصبح فاسدين إذا طالبنا بالتدقيق الجنائي، وقدمنا قانون لاستعادة الاموال المحولة الى الخارج وقانون لكشف حسابات واملاك السياسيين والموظفين، وإذا أردنا ملاحقة حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة ومصادرة أمواله لصالح المودعين”.
وأضاف باسيل: “تفاهمنا مع “حزب الله” ونسعى مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي؛ نسجنا تفاهما مع المستقبل وغيره، وتعايشنا مع رؤساء حكومات في أًصعب ظروف. تفاهمنا مع القوات ونحاول ذلك مع الكتائب والتغيريين، تحالفنا مع طلال ارسلان والمردة ونحاول مع الحزب الاشتراكي، حتى اننا وقّعنا ورقة تفاهم مع الحزب الشيوعي والتنظيم الناصري”، لافتا الى أننا “اذا نسجنا التفاهمات فهذا لا يعني أننا أصبحنا جزءًا من المنظومة وإذا لم نسكت عن ضرب الدستور والشراكة فهذا لا يعني أننا أصبحنا صداميين”.
باسيل أكّد أن “خيارنا هو الدولة والعيش سوية وبشراكة كاملة، لانّ الدولة تجمعنا وتنظّم حياتنا وتمنع تفكك المجتمع والمؤسسات وضرب الوحدة الوطنية، ومن هنا نطرح ثلاثة ثنائيات: الدولة والعيش سوية في كنفها، الوحدة والشراكة والسيادة الوطنية والاستراتيجية الدفاعية”، معتبرا أن “الدولة هي هدفنا أما السلطة فهي وسيلة والهدف هو ربح الوطن والحفاظ على التيار من ضمنه، وعندما تتعارض السلطة مع الهدف نتخلى عنها ونذهب الى المعارضة”.
ورأى أن “الخطر الوحيد في المعارضة هو ان نترك دورنا الريادي في تمثيل مكون أساسي في البلد”، وتابع مؤكدًا “نحن لسنا مع فكرة البقاء في السلطة مهما كان الثمن والكلفة ولكن أيضاً ليس مع خيار البقاء في المعارضة مهما كانت الأحوال”.باسيل أكد أن “التيار ليجب ألاّ ينغلق على نفسه ويجمع بين المرونة في السلوك والصلابة بالمبادئ، أي أن يكون هناك توازن ما بين المبدئية والواقعية وقبول التسوية ورفض المساومة”.
باسيل رأى في كلمته أن “التيار يجب أن يبقى صلة الوصل بين الداخل والخارج، وكلبنانيين يجب أن نبقى صلة الوصل بين الشرق والغرب، وأن نكون أحرارًا بالثقافة والمعتقد والسياسة دون أن نكون انعزاليين ورفضيين وسلبيين”، وأكد أن “النموذج اللبناني هو رسالة “العيش سوية” أي لبنان الكبير وليس لبنان الصغير المقسم على مقاسات البعض”، واضاف: “تريدون أن ندخل بصدام داخلي ليعود أمراء الحرب ويعمروا قصورهم فوق انقاض بيوتكم؟”.
وتابع: “أما في الخارج عندما كانت ايران والسعودية تتقاتلان والخليج يتصارع مع سوريا على أرضها كنا مع التفاهم بين السنة والشيعة حتى لا ينفجر الصراع في الداخل اللبناني”، وتساءل “اليوم وهم يتصالحون على ارض سوريا ولبنان وكل المنطقة، تريدون أن نقف ضدّ ذلك؟ وننعزل ونتقوقع؟”، واضاف: “نحن مشرقيين وبالكاد لبنان يتسع لنا، يجب أن نكون منفتحين اقتصادياً وثقافياً في محيطنا المشرقي والخليجي والعربي، وابعد من هكذا، الايراني والتركي والمتوسّطي، بالمقابل، عندما تتقاتلون لا يمكنكم ان تغضبوا منا اذا شددنا على ضرورة أن تتفاهموا، وعندما تتصالحون تتفقون علينا”.
باسيل أكد أننا “نريد التفاهمات وندفع ثمنها، ونريد ان نكون شركاء متساويين لا تابعين ولا ملحقين، لا ذميين ولا استعلائيين”، واضاف: “لبنان الرسالة هو لبنان الشراكة، وميزة لبنان هي بالشراكة الحقيقية الكاملة، شراكة لا تقلق أحد لأنها لا تلغي أحد، تشرك الجميع من دون أن تخرّب، يعني الديمقراطية التوافقية وليس الديمقراطية التخريبية”.
وشدد على أن “التفاهمات تعني الازدهار والاستقرار والاهم الشراكة والمناصفة”، واضاف: “كان يمكن ان نكون بتحالف كبير عام 2005 بقيادة واشنطن، ولكن عندما وجدنا اننا سنكون تابعين لتحالف رباعي بين القوى الاسلامية، قلنا لا، قلنا لا لواشنطن في العام 1990 عندما أرادت أن تلحقنا بسوريا او بحزب الله، وقلنا لا في العام 2005 لواشنطن عندما أرادت أن تفصلنا عنهم”، واشار الى أننا “اتفقنا مع الحزب على ورقة موقّعة تحترم الشراكة والمناصفة والديمقراطية التوافقية، سمحت لنا بتصحيح التمثيل السياسي والاداري، وعندما عاد الحزب عن التزامه بالشراكة، لم نتردد بقول لا”، مؤكدا أننا ” مع التفاهم مع واشنطن ومع الحزب ولكن ليس على حساب الشراكة”.
باسيل رأى أنّ “التحدي الاكبر لدى المسيحيين هو تثبيت الشراكة المتناصفة”، وتابع: “الطائف أكد المناصفة ولكن نريدها فعلية لا عددية، الرئيس العماد ميشال عون صحح التمثيل ولكن نريدها في كل العهود ونريد رئيسا يحمل الأمانة ولا يكون مواليا لأحد الاّ لشعبه وبلده”.
كذلك ناشد باسيل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان والقيادات في الطائفة السنية والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بقياداته، ورئيس مجلس النواب نبيه بري بحكمته ورئيس الحزب الاشتراكي السابق وليد و نجله تيمور جنبلاط بفهمهم للجبل، وكل القيادات اللبنانية ان لا يفرّطوا بالشراكة المتوازنة والمتناصفة”.
باسيل كرر طلبه الذي توجه به الى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي “المؤتمن على مجد لبنان ان يجمع القيادات السياسية المسيحية ولا يوجد اي سبب حتى لا نلتقي”، وتوجه للقيادات بالقول ” الوقت ليس للمزايدات، ولا للعدائية التي يظهرها البعض؛ لا يوجد انتخابات غدا، واصلاً لا أحد يستطيع ان يلغي أحد، هذا وهم!”، ولفت الى ان “الذي يظن انه منذ السبعينات للثمانينات وصولاً للتسعينات، ربح بحذف غيره داخل طائفته، فليتذكّر ويتعلّم ان النتيجة كانت خسارة للمسيحيين واضعافهم من دون ربح له، ومن يظن انه الذي سبق التيار لدى المسيحيين والان المناسبة لينتهي منه، نقول له “انت مخطئ”، وستكون النتيجة خسارة اكثر للمسيحيين”، وشدد باسيل على ان “مسار التناحر السياسي يجب أن يتوقف والاختلاف بالرأي مسموح لا بل مطلوب والتنافس لا بل مرغوب”.
كذلك ناشد باسيل القوات والكتائب بإسم آلاف الشهداء وعلى رأسهم بشير الـ 10452 كلم²، والمردة آل فرنجية وإرث التضحيات من اجل لبنان فلنضع خطًّا احمر عريضًا تحت الوجود والشراكة المتناصفة و لبنان الكبير؛ ونبدأ من هنا”.
باسيل أكد أن “هذه معركة وجود الناس الذين نمثلهم، انا لا ادعي لحلف طائفي ضد اي أحد، انا حريص على تنوّع التيار وفخور اكثر شي بوجود آلاف المسلمين فيه، انا ادعو للشراكة بين الجميع انطلاقاً من حماية الوجود للجميع”.
ولفت الى أن “هناك ثلاثة أخطار كبيرة تتهدد وجودنا: الحرب والأزمة الاقتصادية، النزوح واللجوء يؤدون الى تغيير تركيبتنا الديمغرافية والمجتمعية، كذلك فقدان الشراكة لأنّه يصيب علّة وجود لبنان، يعني وجودنا”.
باسيل رأى أننا “لن نسمح بالهيمنة على موقع وصلاحيات الرئاسة، ولا نرضى بانتخاب رئيس يكسر الشراكة والميثاق”. معتبرا ان “الشراكة هي اولاً بتحديد المصير سوية، وهي بالاستراتيجية الدفاعية لحماية الوطن، وبتحييد لبنان عن صراعات هو بغنى عنها”، واضاف: “صحيح لا نستطيع ان نكون محايدين عن قضية فلسطين بوجه اسرائيل الاجرامية، ولا عن سوريا المدنية بوجه الارهاب الاصولي، ولكن نستطيع ربط لبنان ونهاية الحرب على ارضه بكل حروب المنطقة وازماتها”.
وشدد على ان “اسرائيل كناية عن مجموعة غرباء عن بعضهم بالجنسية وليس بالدين، تجمّعوا على ارض فلسطين بإسم اسطورة لبّسوها ثياب الدين؛ سردية تاريخية بأطماع استعمارية المشروع مهما كان مدعوم، ومصير المشروع الاسرائيلي الفشل مثلما حصل بنظام الفصل العنصري بجنوب افريقيا”، معتبرا أنه “أمام اسرائيل لتبقى حل وحيد الاعتراف بحق الفلسطيني بدولته، والاعتراف بأرضنا وأمننا ومواردنا، وليس قتلنا وتنكيد عيشنا وضرب اقتصادنا”، مشددا على أن ” اسرائيل نقيض لبنان ولبنان بينتصر عليها بتنوّعه ومقاومته وخصوصاً بقيام دولته، وليس باعتماد أجندات ليس كلّها صنع لبنان”، مؤكدا أن “حرب غزّة نقطة سوداء بسجلّ البشرية”، ومضيفا: ” الحرب نخوضها ونستشهد فيها عندما تفرض علينا، ولكن لا يجوز ان نفتعلها، خاصةً اذا كنا محكومين بمعادلة اقليمية ودولية وعلى راسها اميركا وايران، والاثنان لا يريدان توسيع الحرب”، مشددا على أن “مشكلتنا مع “وحدة الساحات” انها لم تأخذ بالاعتبار وحدة الساحة اللبنانية، اسرائيل تهدّد بالحرب ولكنها ستخسرها”، محذرا من انه ” يوم تعرف اسرائيل انه اهتزّت الخلفية اللبنانية الشعبية الحاضنة لحزب الله، يصبح لديها حافز لشن الحرب والأرجح ربحها، الحدّ الأدنى من تضامن الساحة الداخلية اساسي لتحصيل مكاسب من الحرب”.
وشدد باسيل على أنه “بالأساسيات التيار لا يخطئ أي أنه اذا أخطأ “حزب الله” معنا لا تصبح اسرائيل صديقة، بل تبقى عدوة لغاية استعادة كل الحقوق لأصحابها”، مؤكدا أن ” تموضعنا الاستراتيجي لا نخطئ فيه، ومطالبنا الوطنية لا نساوم عليها بمكاسب سلطوية، نريد الرئيس الميثاقي الاصلاحي والمقاوم ونريد اللامركزية والصندوق الائتماني”، لافتا الى أن “المعادلة المفروضة مرفوضة ولن نقبل بمرشحّ يختارونه عنّا ولا نسلّم امرنا لحكومة مبتورة تحكمنا من خارج الميثاق والدستور”، مشددا على أنه “في هذا البلد نضطر الى أن نزعجهم لنحصل حقوقنا، والازعاج يكون بموقف موحّد ورافض وبتحريك الرأي العام، وبالنهاية بالانتقال للعمل المضاد، بدءًا من الشارع وصولاً للعصيان المدني”، معتبرا أن ” الأزمة اليوم ابعد من الحقوق، هي ازمة وجود وهي تحدّد علاقتنا مع الآخرين”، مؤكدا أنه “لا يوجد تحالف ثابت مع أحد بل تفاهم حيث الممكن واختلاف حيث يلزم”.