بقلم د.أحمد عياش
اكثر من سبعين يوماً من الحرب والجيش الروسي لا يتوقف عن الاعلان عن تدميره لاهداف عسكرية للجيش الاوكراني ، و رغم ذلك ما زال الجيش الاوكراني متماسكا ويقاتل على كل الجبهات.
وكأنّ الجيش الاوكراني كان مستعداً لهذه الحرب و كأنّه قد أعدّ العدة اللازمة للمواجهة بالتنسيق مع الغرب، او انّ هناك تقصيرا مخابراتيا روسيا فاضحا أوهم القيادة الروسية بنصر سريع كإنقلاب عسكري محتمل او استسلام الوية او انهيارات متتالية.
يحكى ان ضباطا كثيرين من المخابرات الروسية قد القي القبض عليهم.
رغم السيطرة الروسية والتقدّم فإنّ ما حققه الجيش الروسي دون توقعات المراقبين الذين ظنّوا ان انتصارا ساحقا وسريعا سيحققه الروس.
صمود ودعم الجيش الاوكراني يثبت ان اوكرانيا عضو فعلي في الحلف الأطلسي دون موافقة رسمية وشكلية.
تأخّر #فلاديمير_بوتين في حسم الامر ما سمح للادارة الاميركية ان ترتاح في اتخاذ اجراءاتها العقابية والمتتالية، وكأنّ الاميركي والناتو قد استدرجا القيادة الروسية لأفغانستان اوروبية.
يحكى ان إستنزاف الجيش الأحمر في افغانستان سرّع في انهيار الاتحاد السوفياتي وان تأخر انتصار الجيش الروسي سيسرّع في انهيار وحدة روسيا الفدرالية.
ربما هو كمين ضخم وربما استدراج ذكيّ انما الأهمّ ان موسكو ما عاد لها من خيار غير ان تسيطر على اوديسا لتفصل اوكرانيا الجديدة عن البحر الاسود وعن بحر آزوف، وليصبح لها ممرّ برّي آمن الى شبه جزيرة القرم ،ثمّ ان تعلن وقف اطلاق النار وان كل ما احتله الجيش الروسي سيبقى روسياً.
اوكرانيا الجديدةnew-ukranie.
اوكرانيا الجديدة ستكمل حياتها من دون الدونباس ومن دون قوات ومرافىء بحرية ومن دون سهول القمح والزيوت.
الحرب الروسية الاوكرانية ليست الا مقدّمة اولى لعودة النزاعات حول الحدود ويقظة النزاعات القومية الهامدة و اعادة ترتيب الجغرافيا وفق اخطاء التاريخ ما بعد الحرب العالمية الثانية.
بإمكان روسيا ان تستمرّ من دون ماكدونالد ومن دون بيبسي كولا ومن دون مارسيدس ومن دون ماركات عالمية، الا انها لا تستطيع ان تنام بقرب اوكرانيا القديمة وفي ثياب نومها سكين نووي او لغم بيولوجي.
التوتر الروسي مع العدو الاصيل مردّه خشية موسكو ان يصدّر العدو الاصيل غاز حوض شرق البحر المتوسط كبديل عن غازه الى اوروبا الباردة.
الروسي لن يسمح باستخراج الغاز في البحر الابيض المتوسط كما سيطيل من أمد مفاوضات فيينا النووية.
ستهاجم داعش بسمك وبطيور انتحارية قاعدة حميميم قريبا، وستتعرّض القوات الروسية في سوريا لهجمات انغماسية لإجبارها على المغادرة. العقل الامني الاميركي يناور لايجاد انبوب غاز مشترك بين سوريا ولبنان وغزة ومصر مع العدو الاصيل في اتجاه اوروبا.
العقل الاميركي يتصرّف وكأن روسيا خارج الجغرافيا الاوروبية في الزمن القريب.
قليلة هي مصادر الغاز عالميا عكس تنوّع مصادر النفط.
الخيارت قليلة لشتاء اوروبا.
العقل الامني الاميركي هوليوودي حقيقة ويمارس الواقع كأنه فيلم فانتازي انما جميل.
لا مفرّ للرئيس بوتين ان يعلن نهاية اوكرانيا القديمة ،واذا لم يستطع فهو يعلم وقد اشار مراراً الى ان الهدف يوغسلفة(يوغسلافيا) روسيا.
الرئيس بوتين يعلم تماما انّه يتعاطى السلم والحرب مع دول سياستها تجارة وتجارتها قمار وان مبادئها غير اخلاقية.
اوكرانيا تقاتل كأنّها عضو فعلي في الناتو، والناتو يدعم وكأن اوكرانيا عضو فعال في الحلف العسكري.
إن صمدت كييف اكثر مما يجب ستضطر موسكو الى تذكير من نسي في هذا العالم ان غاغارين اوّل من خرج الى الفضاء وان بوتين اوّل من خرج من حدود روسيا لملاقاة اعدائه خارج حدود البلاد.
أهمّ ما يميّز الحرب هو فضح الاقتصاد الرأسمالي الحرّ لنفسه عبر خرقه لأهمّ مبادىء احترام الملكية الخاصة الفردية، بعد مصادرة اموال اثرياء روس لا علاقة لهم بالقرار السياسي والعسكري لبلادهم ،ما يثبت يوما بعد يوم ان الرأسمالية الغربية تمارس دور القرصان السياسي-المالي، إذ تجمّد وتصادر اموال رؤساء واموال دول ساعة تشاء.
اي نظام اقتصادي حرّ هو ذلك الاقتصاد الذي لا يحترم الملكيات الخاصة؟
يحكى ان المواطنين الروس غير منزعجين من مصادرة الغرب لاثريائهم ،لأنّهم مقتنعون ان هؤلاء لصوص سرقوا خيرات الاتحاد السوفياتي في زمن يلتسين الثمل وصرفوا اموالهم في بلاد الغربة لا في روسيا الامّ .
ممنوع على الرئيس بوتين ان يفشل، لأن فشله نهاية الفدراليةالروسية ،بينما ممنوع على زيلينسكي الهزيمة لأنّ هزيمته تعني تحميله مسؤولية نهاية اوكرانيا القديمة واعدامه.
رحبوا معنا ب نيو_اوكرانيا .