ايران ليست السعودية
الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية بلدان شقيقان للبنان.اختلفا بشأن قضايا جوهرية، منها على سبيل المثال لا الحصر، الصراع العربي -الإسرائيلي والموقف من " صفقة القرن" التي تضع حدا للصراع من أجل فلسطين من خلال شطب دولة فلسطين!
على لبنان أن يحاول المحافظة على علاقة الأخوة مع كل منهما، مع الحرص على مصالحه اولا.فلبنان ليس بعيدا عن مجريات الصراع ونتائجه، والتوطين من ابرز الملفات الصارخة في هذا الإطار.
لكن بعيدا عن البعد السياسي، دعونا نقوم بقراءة مقارنة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة العربية السعودية.
من حيث المنتوجات الصناعية نرى فارقا كبيرا .فالمنتوجات الصناعية الايرانية:البترول، البتروكيماويات، الأسمدة، الصودا الكيماوية، صناعة السيارات، الأدوية، الأجهزة المنزلية، الالكترونيات، الاتصالات، الطاقة، النسيج، البناء، الإسمنت وغيرها من مواد البناء، الصناعات الغذائية (السكر وخاصة تكرير وإنتاج الزيوت النباتية)، وغير الحديدية حديدية تصنيع المعادن.
المنتوجات الصناعية السعودية:البترول والبتروكيماويات، البلاستك، والأسمدة، والمبيدات الحشرية وغيرها.
واذا قارنا بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة العربيةالسعودية من حيث الانتصارات في الحروب التي خاضها الطرفين نرى:
ايران انتصرت في العراق، في سوريا وفي اليمن مقابل خسارة السعودية في تلك المناطق.
واذا قارنا بين خطاب ترامب للمملكة العربية السعودية وللجمهورية الاسلامية الإيرانية، نرى الاذلال الواضح تجاه السعودية. فمنذ حملته الانتخابية حتى وصوله الى سدة الرئاسة لم نسمع منه كلمة "إحترام" تجاه المملكة رغم انها حليفته، دائما نسمع منه تجاهها :"انت لا تساوي شيئا من دوننا"…
"ان آل سعود يشكلون البقرة الحلوب لبلاده، ومتى ما جف ضرع هذه البقرة ولم يعد يعط الدولارات والذهب عند ذلك نأمر بذبحها او نطلب من غيرنا ذبحها او نساعد مجموعة اخرى على ذبحها"…
"عليك ان تدفعي المال مقابل حمايتك"…
بالمقابل صحيح انه الغى الاتفاق النووي مع ايران وانزل اشد العقوبات عليها وحاصرها اقتصاديا وصنف الحرس الثوري الايراني "منظمة ارهابية" ،ولكن مع كل هذا طلب منها مؤخرا الاتصال به بهدف اتفاقات جديدة معها. يدل هذا المؤشر إلى قوة الموقف الإيراني في حالتي التفاوض والحرب.
أما بشأن المملكة، فإن قيادتها ترى في الحليف الأميركي مظلة الحماية، ويجمعها مع "الأميركي" هدف محاربة النفوذ الإيراني بهدف كسره تمهيدا لتسوية القرن وصفقته.
مصلحة لبنان تكمن في معادلة ( أ – س) .وهذه المعادلة لا بد وأن تعزز بمعادلة (س -س) ،ولا يمكن لهاتين المعادلتين أن تقوما إلا بوعي سعودي لمصالحه الفعلية ومصالح الدول العربية وفي المقدمة منها قضية فلسطين.
هل نعي مصالحنا؟