ايران-الصين:اتفاقية الخروج من العقوبات
د.عماد عكوش
وقعت إيران والصين اتفاقية تعاون تجاري واستراتيجي مدتها 25 عاما، وتشير المعلومات إلى أن الاتفاقية تتضمن “خارطة طريق متكاملة وذات أبعاد اقتصادية وسياسية” بحسب “فرانس برس”. كما تركز هذه الاتفاقية على “الأبعاد الاقتصادية التي تعد المحور الأساس لها ومشاركة إيران في مشروع الحزام والطريق ، الخطة الصينية الضخمة لإقامة مشاريع بنى تحتية تعزز علاقات بكين التجارية مع آسيا وأوروبا وإفريقيا.
أن مشروع الاتفاقية يعود إلى زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى طهران في كانون الثاني/يناير 2016، حين قرر مع الرئيس الإيراني حسن روحاني تعزيز العلاقات بين البلدين حيث تضمنت الوثيقة تأكيد “التعاون في بناء مدن جديدة بإيران”، و”المشاركة في البنية التحتية البحرية والموانئ، وجاء بقسم “الأهداف الأساسية” في الوثيقة، أنه “بجهود الجانبين، ستكون الصين مستوردًا مستمرًا للنفط الخام الإيراني.
إن أحد أهداف إيران من وثيقة “التعاون الشامل لمدة 25 عامًا بين إيران والصين” هو ضمان بيع 8 ملايين و400 ألف برميل يوميًا من النفط الإيراني في السنوات القادمة وفق ما صرح به علي أغا محمدي، رئيس المجموعة الاقتصادية بمكتب المرشد اﻹيراني علي خامنئي.
ومن ناحية أخرى، نصت وثيقة “اتفاقية التعاون الشامل لمدة 25 عامًا بين إيران والصين”، على أن من الأهداف الأساسية للاتفاقية “تنفيذ مشاريع بقطاع التعدين، وتفعيل قدرة البلدين على تنفيذ مشاريع صناعية وتعدينية واسعة النطاق”. وفي المقابل، تعهدت إيران بتزويد باكستان والصين بالغاز باستخدام الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني.
وتطرقت “اتفاقية التعاون الشامل”، ضمن بنودها إلى “تطوير التعاون العسكري والدفاعي والأمني في مجالات التعليم والبحث وصناعة الدفاع والتفاعل في القضايا الاستراتيجية”، إلى جانب “تعميق الشراكة الاستراتيجية في مجال التعاون السياسي والإقليمي والدولي”، كجزء من الأهداف الرئيسية.
وتشمل هذه الأتفاقية :
– أنشاء شبكة أنترنت خاصة وطنية قادرة على الأنفصال عن الشبكة العالمية والعمل بأستقلالية مما يعزز درجة الأمان على كل المستويات ويمنع بالتالي عمليات سرقة المعلومات ويخفف من مفاعيل الهجمات الألكترونية على المنشاءات الأيرانية ويحميها من المتسللين وكانت أيران تحاول منذ فترة بناء هذه الشبكة وبلغت التكاليف حوالي 4.5 مليار دولار .
– تطوير خط سكة الحديد بين العاصمة طهران ومدينة مشهد والذي يبلغ طوله حوالي 900 كلم ، وتحويله الى العمل بالكهرباء مما يخفف نسب التلوث ويخفض كلفة الطاقة والصيانة .
– أنشاء خط سكة حديد جديد فائق السرعة يربط العاصمة طهران بقم وأصفهان ولتوسيعها عبر تبريز مما يخفض كلفة النقل وبشكل كبير بين المدن الثلاث كما سيخفض من أستعمال الشاحنات والسيارات بنسبة تتجاوز 20 بالمئة كحد أدنى مما ينعكس على أستهلاك المحروقات ونسب التلوث في هذه المدن .
– تعزيز البنية الدفاعية العسكرية الأيرانية في مواجهة الأعتداءات المحتملة من قبل أعدائها وخاصة بعد أنتهاء حظر توريد الأسلحة والذي ينتهي في 18 تشرين الأول المقبل .
– تطوير ميناء ومحطة جاسك عند بحر عمان الذي سيتيح إمكانية لتصدير النفط من خارج مضيق هرمز ومياه الخليج . إن مشروع تصدير النفط عبر جاسك سيحقق هدف تصدير النفط من خارج مضيق هرمز . كما سيتم تنفيذ مشروع بناء ثاني ميناء يتصل بالمحيط وتحديدا في منطقة كوه مبارك في جاسك على بحر عمان مما سيحوله الى أضخم محطة تصديرية للنفط وأكبر ميناء متصل بالمحيط خارج مضيق هرمز .
– تطوير التعاون “المالي والمصرفي والتأميني” كأحد المجالات الرئيسية؛ حيث تعرضت إيران فيه للضغط الشديد خلال عقوبات الأمم المتحدة التي دامت عدة سنوات، والآن العقوبات الأميركية.
– توليد الكهرباء ونقلها بين إيران والدول المجاورة، وبناء محطات طاقة وخطوط نقل الطاقة في باكستان وأفغانستان والعراق وسوريا”، إلى جانب “بناء محطات صغيرة الحجم لإيران والمنطقة.
– المشاركة في بناء مدن صناعية في أيران ، مصافي ، وصناعات بتروكيماوية والصلب والألمنيوم .
أما النتائج المتوقعة لهذه الأتفاقية فهي على الشكل التالي :
– معدل نمو 5 بالمئة على مدى 25 سنة مما سيراكم الناتج القومي للجمهوية الأسلامية والذي يبلغ اليوم حوالي 440 مليار دولار ليبلغ في نهاية المدة حوالي 1490 مليار دولار أميريكي .
– سيعزز الخدمات لدى أيران في كل المجالات وخاصة في قطاعات النقل , الأتصالات ، الطاقة ، صناعة النفط والتعدين ، والسياحة .
– الأهم هو خروج أيران من عزلتها ومن مفاعيل العقوبات التي رزحت تحتها لفترة طويلة .
يبدو أن ألصينيين قد سبقوا الأميريكي في عمليات توسيع نفوذهم في الشرق الأقصى وفي الشرق الأوسط والشراكة مع هذه الدول في خيراتها في الوقت الذي كان فيه الأميريكي يقوم بأقصى جهوده للسيطرة على هذه الخيرات وامتلاكها بشكل أحادي والتي نجحت فيه بشكل أساسي في تعاملها مع دول الخليج فهل ستكتفي بذلك وستستمر ، أم هل تعيد النظر في كل أستراتيجياتها في المستقبل ؟؟