اهداف اسرائيل من استكمال حرب غزة و لبنان!(نسيب حطيط)
د.نسيب حطيط – الحوارنيوز
يمكن القول ان الحرب على غزة شارفت على نهايتها، وهي التي تعيش “ستاتيكو” عسكري وسياسي منذ اكثر من شهر، حيث يتم محاولة صياغة اتفاق يؤمّن لإسرائيل تحرير الأسرى ولغزة المساعدات الغذائية وفك الحصار الجزئي مع ضبابية والتباس حول النتائج السياسية بعد انتهاء الحرب، ومن دون ذكر اي اشارة لكيفية ادارة الحكم في غزة، سواء بحكومة موحدة ما بين الضفة وغزة او حكم مدني عشائري مع وصاية عسكرية متعددة الجنسيات عمودها الفقري “مصر وتركيا”.
يعمل الوسطاء ،لتوقيع اتفاق يخرج فيه الجميع ، رابحين ومنتصرين، ولا يوجد مهزوم بين الاطراف المتقاتلة حتى يعود كل طرف الى ساحته الشعبية والسياسية للاحتفال بالانتصار ،خاصة الطرف الاسرائيلي الذي يعيش ازمة داخلية وهزيمة معنوية واخفاقا عسكريا، ويعيش الطرف الفلسطيني الخيبة من العرب الاشقاء وتركيا الذين اجهضوا قتاله الاستثنائي وصموده الاسطوري وضغطوا عليه لتوقيع اتفاق لا يلبي ولا يتناسب مع تضحياته وانتصاراته!
يستفيد الطرف الاسرائيلي من السبات العام والاسناد العربي والتركي له، والذي ساهم بتقييد ايدي المقاومة والضغط عليها تحت “الإقامة الجبرية السياسية “لتوقيع اتفاق رفضته ابتداء، لأنه لا يؤمن وقف إطلاق النار الشامل ،ثم وافقت نتيجة التهديد والوعيد العربي !
سيكمل العدو حربه لتسجيل بعض الانتصارات المعنوية والسياسية وفرض امر واقع في ذروة التهديد باقتحام رفح وفق الآتي:
- احتلال معبر رفح واطباق الحصار على كل المنافذ البرية والبحرية لغزة للتحكم بالمساعدات او بالإعمار او بحركة التنقل. وعندما يتم الغاء الوجود الفلسطيني على معبر رفح سواء بشركة أمريكية او غيرها ،ستكون الخطوة الاولى لإلغاء حكم “حماس” في غزة، ما يعتبره الاسرائيلي اول مسمار في نعش سلطة حماس وتحقيق اول اهداف الحرب على غزة.
- استعادة الاسرائيلي للأسرى(احياء او اموات) وعندها يتحرر من العبء الداخلي والمعنوي لهذه الورقة، ويكون حرا في نقض ما تبقى من اتفاق الهدنة. وهذا جزء من تاريخه الغادر والذي لا يعترف لا بقوانين دولية ولا قيم انسانية ولا اتفاقيات ثنائية.
- سيكمل العدو دمار غزة والاكثار من القتل ،لتسخيف تأثير جبهات الإسناد لغزة ،خاصة جبهة لبنان مع اطلاق لجيوشه الإلكترونية والإعلامية والفتنوية من مشايخ التكفير وجماعاته ، للقول ان جبهات الاسناد لم تستطع انقاذ غزة وأنها كانت عبثية وغير منتجة!
– التركيز على ان من أنقذ غزة هو الحراك المصري القطري والتركي الخادع المتأخر سبعة أشهر للرد (المسلمون السنّة) وليس ايران ومحور المقاومة وبالمعطى المذهبي (المسلمون الشيعة) .. ما يعيد ستر عورة المتخاذلين وتوجيه الشكر لهم لأنهم انقذوا ما تبقى من غزة!
– التركيز على ان الجهد الاميركي استطاع تفكيك وتحييد بعض الساحات، ففكّك وحدة الساحات واخرج منها الساحة العراقية ثم الساحة الإيرانية، وأنه سيعمل على استمرار تسخين الشمال باتجاه لبنان في معركة أعنف ،لتكون بوابة للمفاوضات السياسية وتنفيذ القرار 1701 معدّلا او اضافة بنود عليه، لإخراج الساحة اللبنانية من وحدة الساحات، وهي التي تشكل رائدة جبهات الاسناد والتي تقوم في بعض الاحيان بالمناوبة عن جبهة غزه كجبهة رئيسة.
سيعمل العدو الاسرائيلي مع حلفائه وقدراته الإعلامية،لإظهار الخسائر البشرية من الشهداء والجرحى والخسائر المادية من الدمار والجوع والعطش والمرض، لإظهار الهزيمة لقوى المقاومة وخاصة في غزة، بالتلازم مع تقليل او تهميش اي نصر سياسي لإفراغ الانتصار والصمود من محتواه واظهار عبثيه العمل المقاوم في تحصيل الحقوق وبناء الدولة الفلسطينية، لمحاولة الغاء ما حققه المقاومون في غزة ومحور المقاومة على صعيد القضية الفلسطينية والمنطقة واعاده تدوير الهزائم والاخفاقات الإسرائيلية لربح كسب سياسي في اتفاقيات الهدنة، وما اصطلح على تسميته ب”اليوم التالي” اي المشهد السياسي والامني في غزه بعد استرجاع الاسرى الإسرائيليين.
لابد لمحور المقاومة وحفظا للإنجازات وعدم اهدارها بالتضليل والتزوير…البدء، ببناء جبهة مقاومة اعلامية وثقافية ،لمقاومة للحرب الإعلامية والثقافية والدينية التي سيشنها العدو!