انور الخليل نوه بتشكيل الحكومة: هذه هي الملفات الاكثر الحاحا
أبدى عضو كتلة التنمية والتحرير النيابية النائب أنور الخليل تفاؤله بتشكيل الحكومة الجديدة، محدداً الملفات والاولويات التي على الحكومة "إعطائها أولوية مطلقة حتى لا نعيش مرحلة جديدة اكثر مأساوية مما سبق".
النائب الخليل كان يتحدث أمام وفود شعبية من قرى قضائي حاصبيا و مرجعيون جاءت متضامنة مع مواقفه التى اطلقها بوجه الفساد الاسبوع الماضي.
و قال الخليل أمام الوفود : ما صرّحت به الاسبوع الماضي. كان إستكمالاً لمسيرة طويلة إتسمت بنهج إصلاحي و لن أحيد عن قول كلمة الحق مهما كانت مؤلمة و جارحة.
أما الآن وقد ولدت حكومة وحدة وطنية ، فإنني متفائل بالخير اولاً لوجود الحكومة بذاتها، ثانياً لوجود عناصر كفوءه و ذات خبرة و قادرة على العطاء و الانتاج و الاصلاح، اذ وُضع أمامها برامج جدية و سُمح لها بذلك، و أنا على يقين بأن الرؤساء الثلاثة مجتمعون على مكافحة الفساد و هذا ما عبروا عنه بوضوح.
و قال الخليل: انه ثمة ملفات هامة يجب أن تُعطى أولوية و من هذه الملفات:
أولاً: تنفيذ إتفاق الطائف بكل مندرجاته ، دون الانتقاء بين مادة وأخرى لأن التعديلات الدستورية التي نص عليها اتفاق" الطائف" لم تُنجز حتى اليوم ، وحاول الكثيرون في وقتٍ سابقٍ للأسف ان يتخطوا الطائف بما هو الدستور والكتاب الذي علينا أن نقرأ منه جميعاً. نحن في هذه المنطقة ، نحن أبناء الشراكة الوطنية و أبناء المصير الواحد وأبناء المقاومة التي قاومتم من خلالها العدو الاسرائيلي بكل قواكم ووقفتم وقفة واحدة تدافعون عن لبنان ،لا عن حدود بلدكم وقضاءكم فحسب، ولكن على حدود كل لبنان وشرف كل العرب، اليكم التحية ايها الاهل ، وفي هذا القضاء الذي لايزال محتلاً من قبل العدو الاسرائيلي.
ونتمنى على الدولة ان تُولي قضية تحرير ما تبقى من أرضنا المحتلة أولوية وأن تطّالب الأمم المتحدة بتطبيق القرار 425 وسائر القرارات الدولية ذات الصلة التي صدرت عن مجلس الامن .
وأعود الى الملفات التي اعتقد انها يجب أن تكون في اول إهتمامات الحكومة الجديدة ، فبالاضافة الى "الطائف" يجب بشكل سريع ودون ابطاء ان نبدأ بمكافحة الفساد المستشري ، هذا الفساد الذي لا سمح الله ان بقي على الحالة التي هي فيه ، لا يمكن لدولة ان تصون كيانها ، ولا ان تحمي حقوق شعبها ولا أن تتوصل الى اي إصلاح وطني له إنعكاسات ايجابية تعمُّ لبنان ويشعر بها سائر اللبنانيين ولا تبقى ضمن المنافع الخاصة .
إنني فرح ومسرور ان ارى فخامة رئيس الجمهورية، ودولة رئيس مجلس الوزارء ، ودولة رئيس مجلس النواب يتكلمون بقوة عن الفساد وعن ضرورة مكافحة الفساد ،وهذا أمر ليس بجديد وأنا متفائل بالمستقبل .
أما الملف الثالث فهو معالجة الدين العام . لا يمكن أن يبق لبنان على هذا المستوى من المديونية العامة التي بلغت حسب الارقام الرسمية 86 مليار دولار ، واعتقد اننا سنذهب الى ابعد من ذلك كله إذا اردنا ان نحسب جميع الارقام التي تُركت خارج الحساب ، لقد أصبحنا اليوم ثالث بلد في العالم حيث أن إنتاجه لا يكفي اطلاقاً شيئاً من دينه ، ونسبة الدين العام الى الناتج العام يقارب 160% ،
أعلم ان كل من في الحكومة وخصوصاً معالي وزير المالية يدركون حجم المخاطر المالية ومخاطر هذه الارقام ويجب معالجته بالسرعة الممكنة .
أما حزمة الملفات التي على الحكومة أن تهتم بها أيضاً، فهي الملفات الاجتماعية والاقتصادية والمالية والبيئية والتربوية . جميع هذه الملفات عالقة ولكن كما قلتُ هناك بشائر خير ، وأنا متشجع باتجاه قيام هذه الحكومة فثمة فريق كبير من أعضائها هم اصحاب كفاءات وكف نظيف وارادة للعمل ، اذا اطلق لهم برنامج يقوم على التفاهم فيما بين اعضاء الحكومة ويشكل سياسة عامة تُرسم امام جميع المسؤولين لكي يقرروا وينفذوا على نفس الخطة .
أود أن أوجّه الكلمة بإسمكم والتأكيد بأننا في منطقة حاصبيا ومرجعيون محرومين من الإنماء الحقيقي وعلى الحكومة أن تفي ببعض ما وعدت به الحكومة السابقة تجاه هذه المنطقة ، وأهمها مشروع بسيط جداً هو مشروع يتعلق بدعم زيت الزيتون ، هذا الدعم حتى الآن لم يُنفذ .
لذلك نطلب من رئيس الحكومة الجديدة تنفيذ وعده لنا للمزارعين بدعم إنتاج الزيت منذ العام 2017 ، فهذا الدعم يبلغ عشرة ملايين دولار وهو ليس الّا هدر ليومين وثلاث ساعات من اليوم الثالث في مؤسسة كهرباء لبنان، ، من الآن وصعداً لا خيار امام الحكومة سوى النجاح ، ونحن نريد لها النجاح ونقوم بدعمها في سبيل نجاحها بما فيه من خير ، لإعادة بسط الدولة سلطتها على إداراتها المهترئة بوقف فسادها ، لإعطاء الناس حقهم دون منة ، الادارة يجب ان نهتم بها باقصى حدود الاهتمام لان هي التي تنفذ القرارت ،وفي هذا السيّاق على الحكومة ان تصوّن وتعيّد لمجلس الخدمة المدنية حضوره وإحترام قراراته التي تؤسس لإدارة ولائها للدولة وللموطنين فقط ، وإحترام النص الدستوري الذي حدد الفئة الأولى مناصفةً ، اما باقي الفئات فتخضع للكفاءة .
إننا نأمل ان تذهب الحكومة الى برنامج الاصلاح الاداري الذي وضعته منذ العام 1992 ، ولا نزال نقتطع بعض أجزائه كي ننفذ اصلاحا منقوصا ، فالإصلاح هو عمليةٌ متكاملةٌ ومترابطةٌ ، ولا تقف ، بل تبدأ بمكان وتنتهي بمكان آخر .
وكان الخليل قد إستقبل وفودا من : وكالة داخلية حاصبيا مرجعيون في الحزب التقدمي الاشتراكي، رئيس اتحاد بلديات الحاصباني سامي الصفدي، رؤساء و مخاتير قرى قضاء حاصبيا، و وفود شعبية و منظمات مجتمع مدني و فاعليات تربوية و اجتماعية.
وكان قد تحدّث في هذا اللقاء كل من الشيخ فواز القيس ، رئيس اتحاد بلديات الحاصباني السيد سامي الصفدي ، ورئيس بلدية حاصبيا السيد لبيب الحمرا .