انهم هم العدو .. تعالوا نتحد ضدهم…! (محمد صادق الحسيني)
كتب محمد صادق الحسيني
إنها مثل الدورات الإقتصادية من النمو والكساد.
ومثل الدورات الموسمية من الأمطار والجفاف.
ومثل دورات الحرارة الشديدة والبرودة الشديدة.
ومثل دورات الخصوبة والإنجاب في كل شهر.
كل دورة لها مدة، قد تكون ٤ سنوات أو خمس أو سبع أو عشر سنوات.
هذه الدورة التي نحن على وشك رؤية عروجها وشدتها هي دورة النهب العالمية.
نهب عالمي بلغ أشده الآن.
نهب من قبل مجموعة صغيرة من الأغنياء والاقوياء، والشركات العابرة للجغرافيا والمسؤولين الكبار ، لا تتجاوز نسبة مجموع هؤلاء النهابين عن ١ بالمائة من اللصوص.
واحد بالمائة من الأقوياء ينهبون ٩٩ بالمائة من البشر، كل البشر، في كل العالم.
واحد بالمائة يستولون على ٩٥ بالمائة من الثروات والموارد والدخول والأموال والأسهم والسندات والعقارات وكل شي.
تحدث هذه الدورةكل ٦٠ أو ٧٠ سنة في العالم.
تبدأ الدورة عندما تزيد تجارات وشركات الأقوياء فتبعا لذلك تزيد دخولهم وثرواتهم وأموالهم وممتلكاتهم والسيولة النقدية.
كلما زادت دخولهم وثرواتهم زادت قوتهم الإقتصادية.
كلما زادت قوتهم الإقتصادية زادت قوتهم الإجتماعية.
وكلما زادت قوتهم الإقتصادية والإجتماعية زادت قوتهم السياسية، لأنهم استطاعوا شراء السياسيين ورجال الدين ورجال العلم (الأكاديميين).
وكلما زادت قوتهم السياسية عادت وزادت قوتهم التجارية والمالية والاقتصادية ودائما جيوشهم القمعية.
إنها دائرة كل حلقة فيها تغذي ما قبلها وما بعدها من الحلقات.
فالقوة تزيد الدخل، والدخل يزيد القوة وهكذا دواليك.
إنهم من كبار الأغنياء، التجار الكبار، أصحاب الشركات الكبيرة، الأقوياء، وكبار المسؤولين، ويسمون بالبرجوازية الكبيرة
او كما يسمون احياناً بالاوليغارشية،
ويسميهم القرآن بالمترفين
، وفي الغرب يسمون بالمليارديرية.
يبلغ بهم الحال والقوة إلى درجة أنهم يتحكمون في الأعمال والجامعات والحكومات والجيش والشرطة والأجهزة الأمنية، لهذا يسمون بالحكومات الخفية، أو الحكومات العميقة.
فهم يديرون البلدان الكبيرة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وكندا وأستراليا، وأجهزتها الضاربة والأعمال والأسواق والبورصات والبنوك والجامعات وكل مراكز التأثير في هذه البلدان الكبيرة.
ومن خلال بلدانهم الكبيرة وأجهزتها الضاربة يديرون الحكومات الأخرى الصغيرة في العالم، وبها يديرون كل دول العالم وشعوبها، من خلال خلق “بورجوازيات صغيرة “
تابعة لهم في تلك البلدان في جميع أنحاء العالم.
ومن خلال البلدان وأجهزتها الداخلية يتحكمون أيضا في المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية.
إنها حلقة محكمة ومغلقة من النفوذ والتسلط والاستعمار.
فوق الإستعمار الإقتصادي فإنه استعمار عسكري أيضا.
وكلما توسعت حلقة نفوذهم وتأثيرهم زاد النهب للثروات والتجارات والثروات الطبيعية والأعمال التجارية والصناعية والزراعية.
هكذا تصل دورة النهب لأعلى مستوى وقمة لها.
عندها تحصل دورة مضادة لها وهي دورة القلاقل والثورات وقلب أنظمة الحكم التي تحمي الكبار الأقوياء بدلا من شعوبها.
وكلما زاد نهبهم وتسلطهم زاد الفقر والأسعار والغلاء والتضخم، وقلّت الدخول والرواتب والمدخرات لدى الناس، أي لدى ٩٩ بالمائة من البشر، في كل أنحاء العالم.
وكلما زاد النهب زاد الحرمان والجوع والموت جوعا.
وعندما يزيد الحرمان والجوع والأسعار والتضخم تبدأ القلاقل الاجتماعية وبالتالي الثورات السياسية.
وجدنا يحدث هذا في تونس: البوعزيزي يحرق نفسه الفقر والجوع).
وجدناه يحدث في مصر: ثورة الجياع و”حرامية” الخبز.
حدث في فرنسا منذ سنتين: ثورة أصحاب السترات الصفراء.
حدث في الولايات المتحدة نفسها: حركة “احتلوا وول استريت”.
يحدث الآن في المانيا، وفي الولايات المتحدة مرة أخرى، وفي بريطانيا، وفي بلجيكا، وفي سريلانكا.
إننا على وشك أن تصل الدورة المضادة لقمتها وعروجها، لتسقط الحكومات والأنظمة التي تحمي المترفين الناهبين.
تحدث هذه الدورة كل ٦٠ أو ٧٠ سنة.
آخر حصول لها كان في خمسينات القرن الماضي.
وبسببها سقطت الملكية في مصر: حصلت ثورة الضباط الأحرار.
وحصلت في إيران على نظام بهلوي.
وحصلت في باكستان والهند وإندونيسيا والصين وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا وفي كل أنحاء العالم.
إننا على وشك سقوط أنظمة وحكومات ودول ومنظمات دولية عديدة.
فهل ستحدث تعديلات حقيقية، وتوزيع للثروات، ونظام عالمي جديد!؟
وهل سنعود إلى علو جديد للأغنياء والأقوياء والأوليغارش والبورجوازية والمترفين، من جديد بعد ٥٠ سنة!؟
أم هذه المرة ستكون نهايتهم المحتومة في ظل وعي الشعوب ونهضتها واقتراب الامل العالمي بضرورة قطع هذه الدورات بعملية جراحية كبرى في قلب العالم ..!؟
لقد بلغ السيل الزبى ، والظلم يكاد يقطع انفاس البشرية ، فيا اهل العالم هلموا لقطع الطريق على ناهبيكم بالوعي والعمل الدؤوب وجهاد حتى النصر على ناهبيكم وفي مقدمهم اميركا وقواعدها المنتشرة في العالم ومن حولنا.