انسحاب عند مفترق طرق..( أحمد عياش)
د. أحمد عياش – باريس- خاص الحوارنيوز
من المفارقات أنّ القرارالسيء أحيانا يكون افضل من القرار الأحسن.
يصعب تفسير هذا الكلام ،الا انّه يمكن اختصاره بأنّ السيء بسوئه أحيانا يبقى افضل من الأحسن بحسنه، لما للحسن من اثمان معنوية وصبر على الصبر وتحمّل مشقات غربة على حساب انتماء وحنين واعتياد وادمان…
الدلالات واضحة والاثباتات مكشوفة، ان السكن في اي بلد في اوروبا الغربية افضل بكثير من البقاء في لبنان، الا أنّ للعيش هناك أوجاعا مختلفة وأنينا لا يُسمع …
لسنا اصحاب شخصيات متشابهة، فهناك من يتقن العضّ على الأصابع وعلى القلب لمدة طويلة ،من دون ان يتذمّر .وهناك من يصرخ من الألم قبل مسّه وقبل الإحتكاك به.
هناك من يقفز أمام الدبابة ليفجرّها بجسده، وهناك من يهرب من بيته قبل ان تتجاوز الدبابة حدود بلاده.
هناك من يهبّ باتجاه مكان صوت الإنفجار لينقذ وليساعد ،وهناك من يبتعد لا يهمّه أحد.
لا علاقة للرجولة ولا للبطولة ولا للذكاء .
هناك شخصيات صلبة قادرة على تحمّل سقوط العاطفة وعلى تبدد المشاعر ،تدوس على الحنين باقدامها ولا تلتفت خلفها وتنطلق.
لا تنطلق بالضرورة الى الأمام أو الى الأفضل، إنما تنطلق مبتعدة عن الإنتماء،عن نهايات أواخر قصة العمر بعزم وبثبات، لكن ليس بالضرورة باتجاه الصواب.
لسنا أصحاب ردات فعل واحدة على حدث وعلى سفر وعلى فرح وعلى مأساة. لذلك لكلّ منّا تبريره ولكلّ منّا اعذاره ولكلّ منّا فشله المعلن والخفيّ والمستور…
أحيانا الهزيمة غطاء جيّد للستر في وقت العواصف الهوجاء، وأحيانا الانتصار جسد بارد في غربة لا ينتبه احد له انّه عار.