انت مضطرب نفسياً؟
د.أحمد عياش
أعرف لطالما سألت نفسك إن كنت مضطرباً نفسياً ام لا، انت متأكد انك لست على ما يرام، لا تعترف الا امام نفسك بأنك تجهد لتكون أفضل وتعد نفسك بأشياء وبأشياء لترتاح وليستقر حالك.
إلا انك تخذل نفسك دائما وتخون ذاتك كالعادة لأنك لا تستطيع.
ترشي حالك بقليل من البطولات والنجاحات والفوز السريع وتظن للحظة أنك تمالكت نفسك ورضيت عنك.
الا انك في كل مرة تتواجد فيها لوحدك، في غرفة مغلقة، في غرفة نوم مظلمة ،في المرحاض مثلاً، تكتشف انك ما زلت غير راضٍ عن هفواتك، عن حماقاتك، عما تعتقده فشلا لك.
تؤنب نفسك، توبخها، تتهمها بضياع الفرص.
تقارن نفسك مع آخرين من طينتك، من اترابك، من زملائك، تجدهم جميعا في حال افضل منك وتجد نفسك ما زلت مكانك منذ سنين، تكرّر حالك وتعيد ايامك نسخة طبق الاصل.
كلما تذكرت حبيبة ابتسمت وتساءلت عن احوالها.
اختفت الحبيبات خلف ازواجهن واولادهن واصبحت انت لا تجيد الحبّ ولا ابتكاره ولا حتى لك مزاج بأن تحب واكثر من ذلك يزعجك إن احبك أحد.
مذ صادقت نفسك انتبهت ان لا اصدقاء لك.
منذ آخيت كينونتك وتوغلت في آهاتها ،جمدت في مكانك ، لا اخوة لك.
قرات في الماضي كلاما عن علاقات الضرورة وكيف تتسبب بموتك لطبيب نفسي لا يتوقف عن الكتابة، شتمت الطبيب، معظم ما كتبه ينطبق عليك.
لا تصدق الطبيب النفسي ابدا لتنجو بنفسك.
تشعر بثقة انك ضحية علاقات الضرورة وانها ستقتلك.
تقرر ان تستقيل عن كل شيء من حولك لعلك ترضى وتفرح وترتاح وتستعيد قليلا من ايام الحياةالطلابية.
تحن لاستقلاليتك.
تكرر تناقضاتك بلاوعي:
"اعيش مع زوجتي، ما عدت اطيق الحياة لوحدي!!"
لا تستطيع، يتهمك الجميع بالعزلة وبالجنون.
حنينك يكذب عليك كالعادة، يجمل لك زمانا تظن فيه انك ستسترد فيه طاقتك ونضارتك وكل تجاربك السابقة وكل مغامراتك لتعيد ترتيبها من جديد لعلك ترتاح وترضى عن نفسك.
لن ترتاح وستستمر في تهذيب نفسك الى لحظة لا يبقى فيها من حولك غير حفاري القبور وقارئي مجالس العزاء.
هذه هي النفس البشرية، لا ترضى عن حالها ابدا.
لن تنجح فالحنين كاذب ومنافق كاطباء التجميل والمحامين والقضاة في بلادك.
تتأكد انك مضطرب نفسياً ، تلعن الاطباء جميعا واولهم ذاك الطبيب النفسي الذي يكتب كثيرا تحت اسماء مموهة ومزيفة كي لا تحرمه سفارة من متعة السفر والهرب بعيدا عن حاله قبل الهرب من الناس كي لا يقتله ابناء وطنه بتهمة الهرطقة.
هرطق لعلك تنجو.
ان تكون مضطربا افضل من ان تصاب بالجنون.
المهم لا تكن طبيعيا لانهم سيقتلونك.
*طبيب نفسي