انتقادات لموقف وزير الخارجية حول تمويل الدول الخليجية لمشروع “داعش”
مجلس التنفيذيين اللبنانيين يطالب باعتذار رسمي والحريري يندد ووهبة يؤكد الحرص على علاقات لبنان بالدول الخليجية
الحوارنيوز – خاص
أثار كلام وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه عن أن بعض الدول “الصديقة والمحبة” .. ” جابولنا الدواعش ومشروع الدويلة الاسلامية وزرعوها في سهل نينوى وتدمر… ” ردود فعل منددة، رأت بالتصريحات اساءة كبيرة لعلاقات لبنان بدول الخليج.
وفي هذا السياق “أدان مجلس التنفيذيين اللبنانيين تصريحات مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الديبلوماسية، وممثل التيار الوطني الحر وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة ضمن برنامج “المشهد اللبناني” على قناة “الحرة”، التي بُثت مساء أمس، بما تضمنته من تعكير إضافي لصفو علاقات لبنان بالدول الصديقة والشقيقة، ضارباً بعرض الحائط مصالح المغتربين المقيمين اللبنانيين العاملين في دول الخليج.
واستهجن المجلس، في بيان صادر عنه، المواقف الغريبة والنافرة لوزير الديبلوماسية والمغتربين الذي لا يمت إلى بروتوكولات الديبلوماسية بصلة، مُبدياً الخشية من أن يفتح الباب على تدهور خطير في علاقات لبنان بالدول الخليجية ولا سيما منها المملكة العربية السعودية وكل دول الخليج.
وقال: “وكأن وطننا ينقصه افتعال عن قصد أو عن جهل المزيد من الأزمات التي تغرق فيها البلاد والمقاطعة التي تعانيها، ليتحفنا معاليه بمواقف غير مسؤولة تصب الزيت على النار، ولتزيد القناعة لدى الجميع بعجز الطبقة الحاكمة واعتمادها السياسات العشوائية تجاه الاشقاء العرب”، مضيفاً: “لو لم يكن وهبة وزيراً للخارجية في حكومة مستقيلة لوجب عليه الاستقالة”.
وطالب مجلس التنفيذيين اللبنانين أن يتحمل الجميع مسؤولياته، وأن يبادر فوراً ودون تردد كل من رئيسي الجمهورية وحكومة تصريف الأعمال بإعلان بيان إدانة رسمي، بالصوت والصورة، لتلك التصريحات اللامسؤلة، وتقديمهما اعتذارهما عنها، وإصدار مراسيم كف يد الوزير وهبي عن الوزارة ليتسلم الوزيرالرديف أعمال الوزارة ويعمل على رأب الصدع وتصحيح الوضع لعلاقات لبنان الدولية ولا سيما مع الأشقاء العرب لما يمثل من مصلحة للبنانيين سواء المقيمين أو المغتربين، قبل فوات الآوان.
وختم المجلس بيانه بتوجيه دعوة إلى جميع الأحزاب والقوى الحية في لبنان على اختلافها ومع خلافتها إلى أوسع مشاركة في إدانة واستنكار تصريحات ومواقف الوزير المستقيل وهبي، والعمل كلوبي موحد في سبيل إظهار الحقيقة وتوضيح أن تلك المواقف لا تمثل اللبنانيين، إنما تُمثل صاحبها، مع احتفاظنا بحقنا القانوني الادعاء على الوزير شربل وهبي لما تعرضه تلك التصريحات من أخطار لمصالح اللبنانيين.
وكان قد صدر عن الوزير وهبه بيانٌ جاء فيه: ” فوجئت بتفسيرات وتأويلات غير صحيحة لكلامي في مقابلة تلفزيونية مع قناة “الحرّة”، فما قلته لم يتناول الأشقاء في دول الخليج العربي، ولم أتطرق إلى تسمية أي دولة”.
وأضاف: ” لكني فوجئت أكثر ببعض البيانات التي تحوّر كلامي وتدفع لتوتير العلاقات مع الأشقاء في المملكة ودول الخليج، تحقيقاً لمصالح شخصية على حساب مصلحة لبنان”.
وقال: ” نجدّد تأكيدنا الحرص على أفضل العلاقات مع جميع الدول الشقيقة والصديقة للبنان، وأدعو المصطادين في المياه الراكدة إلى التوقف عن الاستثمار في الفتنة بين لبنان وأشقائه وأصدقائه”.
من جهته اعتبر المكتب الاعلامي للرئيس سعد الحريري أن “وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبي اضاف مأثرة جديدة الى مآثر العهد في تخريب العلاقات اللبنانية العربية، كما لو ان الازمات التي تغرق فيها البلاد والمقاطعة التي تعانيها، لا تكفي للدلالة على السياسات العشوائية المعتمدة تجاه الاشقاء العرب.”*
وأكّد مكتب الحريري، في بيان، ان “الكلام الذي اطلقه وزير الخارجية على قناة الحرة، لا يمت للعمل الدبلوماسي بأي صلة، وهو يشكل جولة من جولات العبث والتهور بالسياسات الخارجية التي اعتمدها وزراء العهد، وتسببت باوخم العواقب على لبنان ومصالح ابنائه في البلدان العربية.”
وقال البيان: اذا كان هذا الكلام يمثل محوراً معيناً في السلطة اعتاد على تقديم شهادات حسن سلوك لجهات داخلية وخارجية، فانه بالتأكيد لا يعني معظم اللبنانيين الذين يتطلعون لتصحيح العلاقات مع الاشقاء في الخليج العربي ويرفضون الافراط المشين في الاساءة لقواعد الاخوة والمصالح المشتركة.