بقلم راجب صويلو – أنقرة- موقع “ميدل إيست آي”
بدأ مئات الآلاف من المواطنين الأتراك الذين يعيشون في الخارج الإدلاء بأصواتهم في البلدان التي يعيشون فيها ، وفي المراكز الحدودية التركية ، يوم الخميس قبل 17 يومًا من إجراء تركيا انتخابات محورية.
هناك 3.4 مليون ناخب تركي مسجل يعيشون خارج البلاد (أكثر من خمسة في المائة من إجمالي الناخبين البالغ 64.1 مليون) وستعمل مراكز الاقتراع في 73 دولة.
على الرغم من أن إقبال الناخبين في الخارج يتراوح باستمرار حول 50 بالمائة فقط (مقارنة بحوالي 85 بالمائة في تركيا) ، فإن هذه الأصوات مهمة.
تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومنافسه الرئيسي كمال كيليجدار أوغلو متقلبان حقًا. يشير متوسط سبعة استطلاعات للرأي أجريت في نيسان/ أبريل إلى أن كيليجدار أوغلو قد يحصل على 50.3 في المائة في جولة الإعادة، بينما يتمتع أردوغان بحوالي 49.7 في المائة.
ستجرى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا في 14 أيار/مايو ، مع تحديد موعد جولة الإعادة المتوقعة للرئاسة بعد أسبوعين، إذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من نصف الأصوات في المرة الأولى.
يقول أولاس تول مدير الأبحاث في مركز دراسات التأثير الاجتماعي (الفريق) ، لموقع Middle East Eye إن الأصوات الآتية من الخارج قد ترجح كفة الميزان لصالح أردوغان الذي يستطلع آراءه بقوة في أوروبا ، حيث يعيش غالبية المهاجرين الأتراك، والذين هم في الغالب من المحافظين.
ويضيف: “حصل أردوغان على ما يقرب من 60 في المائة من اصوات الخارج في عام 2018.
يعيش نصف الناخبين في الخارج في ألمانيا ، حيث يصعب الوصول إلى مراكز الاقتراع [بسبب أعدادهم المحدودة]. هذا هو السبب في أن أي شخص يمكنه استقدام الناخبين إلى اللجان الانتخابية يفوز أيضًا بمعظم الأصوات “.
على الرغم من الطلبات ، رفضت السلطات الألمانية مضاعفة عدد مراكز الاقتراع في البلاد ، حسبما قال عاكف كاجاتاي كيليتش رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي ، لشبكة “سي أن أن” التركية.
قالت السفارة الألمانية في أنقرة إن ألمانيا سمحت بـ16 مركز اقتراع في البعثات الدبلوماسية والفخرية لتركيا ، بزيادة ثلاثة مراكز مقارنة بالسنوات السابقة.أرادت أنقرة أن يكون لديها 26 مركز اقتراع لزيادة إقبال الناخبين.
وقال تول إن الأصوات في الخارج قد تؤثر على نتائج الانتخابات الرئاسية بنسبة نصف في المائة.وأضاف: “إذا ظل معدل الإقبال على حاله وتلقى أردوغان نفس المستوى من الدعم الذي حصل عليه في عام 2018 – حوالي 60 بالمائة – فسيكون التأثير 0.4 إلى 0.5 بالمائة”.
“على سبيل المثال ، إذا حصل على 47 في المائة من الأصوات في تركيا ، فيمكنك إضافة 0.5 في المائة إلى الحصيلة النهائية التي ستكون 47.5 في المائة بالنسبة له.”
القضية الثانية هي السباق البرلماني. يتم توزيع إجمالي الأصوات من الخارج على جميع المحافظات الـ 81 في تركيا وفقًا لإجمالي أصوات كل حزب وبناءً على عدد السكان في كل دائرة انتخابية.
يقول تول ، بسبب ذلك ، فإن الأصوات من الخارج للأحزاب التي لا تقدم مرشحين في بعض المحافظات ستذهب هباء، وستعمل بشكل غير مباشر لصالح حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان.
ويرى أيدين إينيس سيدانلي أوغلو المرشح البرلماني عن الحزب الصالح القومي التركي المعارض في مدينة مرسين ، وهو مواطن تركي ألماني ، لموقع Middle East Eye “إن التصويت الآتي من الخارج مهم للغاية في الانتخابات البرلمانية التي تشهد منافسة شديدة في بعض المحافظات ، حيث قد يفوز حزب العدالة والتنمية أو يخسر، اعتمادًا على الناخبين المقيمين في أوروبا.
ويقول: “خسرت بعض الأحزاب في الماضي ثلاثة أو أربعة مقاعد لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات الماضية [بسبب أصوات من الخارج]. أتوقع أن يتغير هذا في هذه الانتخابات.”
إن فرص احتفاظ التحالف الشعبي بقيادة أردوغان بالسيطرة على البرلمان أعلى من منافسه تحالف الأمة.ولكن حتى لو نجح ، فمن المتوقع أن يكون للائتلاف الحاكم أغلبية ضئيلة للغاية.هذا هو السبب في أنه من المهم لكلا الجانبين كسب أكبر عدد ممكن من النواب ، بما في ذلك من خلال الاستفادة من الأصوات في الخارج.
انتخابات تركيا: كل ما تريد معرفته عن السياسة الخارجية للمعارضة
يتمتع مصطفى ينير أوغلو ، وهو مواطن تركي ألماني ومرشح برلماني في اسطنبول عن حزب الشعب الجمهوري بزعامة كيليجدار أوغلو ، بسنوات من الخبرة في السعي للحصول على أصوات في الخارج.ويتوقع أن تتسبب حصة أردوغان في التصويت في إسقاط هذه الانتخابات.
وقال لموقع Middle East Eye : “أعتقد أن العديد من مؤيدي أردوغان السابقين سيغيرون رأيهم بشأنه بسبب الصعوبات الاقتصادية في تركيا. يشعر العديد من الناخبين بالمشكلة من خلال أقاربهم الذين يعيشون في تركيا”.
يقول ينير أوغلو إن قرار أردوغان رفع رسوم الإعفاء من الخدمة العسكرية للمواطنين المقيمين في الخارج من 1000 يورو إلى 5563 يورو في السنوات الأخيرة، أثار غضب بعض الناخبين ، حتى أنه دفع البعض إلى التنصل من جنسيتهم التركية.
يعتقد المرشح أيضًا أن هناك مؤيدين للمعارضة تجنبوا إلى حد كبير صندوق الاقتراع في الانتخابات السابقة، لكنهم سيصوتون هذه المرة ضد أردوغان.
يضيف:لا أعتقد أن أردوغان سيتمكن من البقاء فوق 60 في المائة من الدعم هذه المرة.إنه بالتأكيد لن يجتاز مستوى الخمسين في المائة. كان الفارق بين أصوات المعارضة والحزب الحاكم 300 ألف فقط في الانتخابات الماضية. أعتقد أنه سينخفض إلى مستوى 150.000 “.
يوم الخميس أصدر كليجدار اوغلو بيانًا يعد بإجراء تغييرات قانونية وتنظيمية لصالح المغتربين الأتراك ، مثل السماح لهم بدفع معاشات تقاعدية أفضل إذا كان مقرهم في أوروبا ،أو تمديد الاستخدام المؤقت للسيارات أو الهواتف التي اشتروها في الخارج في تركيا.
جادل أوغوز أوكونكو ، وهو تركي ألماني آخر مرشح للبرلمان من حزب العدالة والتنمية في اسطنبول ، بأن وعود أوغلو ليست جديدة بشكل خاص.
وقال إن “العديد من الأحزاب لديها نفس التعهدات الانتخابية” ، مشيرا إلى أن سياسات قطع تذاكر السفر إلى تركيا للمغتربين كانت تعهدًا مشتركًا.ولا أعتقد بشكل خاص أن المعارضة ستحصل على المزيد من الأصوات من أوروبا”.
في الواقع يعتقد أوكونكو عكس ذلك: الادعاء بأن المزيد من الناخبين الذين يميلون إلى أردوغان سيظهرون متحمسين لتجنب تبديد “الإنجازات” التي حققها حزب العدالة والتنمية على مدى عقدين من الحكم.
وقال: “سنزيد أصواتنا ، وليس لأن الناس خائفون ، بل لأنهم يعتقدون بصدق أن أردوغان هو الخيار الأفضل.إنهم لا يريدون العودة إلى زمن الحكومات الائتلافية مع تحالف المعارضة من طاولة الستة”.
