رأي

الولايات المتحدة بين أقنعة الشعارات ووقائع السطو العلني (وائل أبو الحسن)

 

وائل فايز  أبو الحسن* – الحوارنيوز- المكسيك

 

ما دأبت عليه الولايات المتحدة طوال العقود الماضية من تأجيج للصراعات وافتعال للحروب وصناعة للأزمات حول العالم، بهدف السطو على ثروات الدول، ووضع اليد على مواردها، والتحكم بقراراتها السيادية من خلال ما يسمى تسويات دبلوماسية واتفاقيات ومعاهدات، كانت تمرَّر ضمن أطر البروتوكول واللياقات الشكلية، بات اليوم يُمارس بوقاحة سافرة، وبلسان متحدٍ، وبنبرة استعلاء فاضحة على لسان رئيسها الحالي.

 

الهدف لم يتغيّر: السيطرة على الثروات والأسواق وقرارات الدول المستقلة. لكن الأسلوب تغيّر، لا نحو الأفضل ولا بما يخدم صورة الولايات المتحدة، بل نحو ما يفضح حقيقة سياساتها، وينسف ما كانت تروّج له من شعارات براقة حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية والعدالة. وإن كانت التجربة التاريخية قد أثبتت أن هذه الشعارات لم تكن يومًا إلا ستارًا للمصالح، فإن ما نعيشه اليوم يؤكد سقوط هذا الستار بالكامل.

 

فالولايات المتحدة لم تشهد في تاريخها الحديث رئيساً بهذا القدر من الفجاجة والازدراء للقوانين الدولية والمحلية، ولا سجلت في تاريخها الحديث تدهورًا بهذا الحجم في احترام الحريات والقيم التي تدّعيها.

 

واليوم، وضمن هذا السياق الفاضح، نشهد من البيت الأبيض توقيع اتفاق سلام بين جمهورية الكونغو ورواندا، سرعان ما أعقبه تصريح للرئيس الأمريكي أعلن فيه صراحة: لقد حصلنا على عقود كبيرة وطريق مفتوح إلى معادن وثروات الكونغو مقابل هذا الاتفاق.

 

هكذا، ببساطة ووقاحة، تتحول الاتفاقيات إلى أدوات بلطجة، والدبلوماسية إلى وسيلة ابتزاز، والسلام إلى صفقة تُنهب من خلالها الشعوب وتُجَرّد من مواردها. إنها سطوة إمبراطورية تتخلى عن الأقنعة وتعلن سطوتها بنبرة السارق لا الرئيس.

 

*محام مغترب مقيم في المكسيك

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى