الحوارنيوز – ترجمات
تحت هذا العنوان كتب بول خليفة* في موقع “ميدل إيست آي” البريطاني يقول:
وراء الحجج التي تقدمها إسرائيل لتبرير تصعيدها القاتل في لبنان تكمن أهداف استراتيجية.
لقد أنهكت حرب الاستنزاف التي فرضها حزب الله على إسرائيل طيلة الـ11 شهراً الماضية، إسرائيل عسكرياً واقتصادياً ونفسياً.
وقد أبرز خبراء إسرائيليون وأمريكيون وغربيون هذا الوضع مراراً وتكراراً منذ أن فتح الحزب الشيعي اللبناني الجبهة اللبنانية الإسرائيلية في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي الأسابيع الأخيرة، تمكنت إسرائيل من تغيير ميزان القوى من خلال سلسلة من العمليات بلغت ذروتها في 27 سبتمبر/أيلول باغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله ، إلى جانب عدد غير معروف من القادة السياسيين والعسكريين.
Top of Form
Bottom of Form
وبدأ التصعيد الدراماتيكي الذي بادرت إليه إسرائيل يومي 17 و18 سبتمبر/أيلول بتفجير أجهزة النداء واللاسلكي، ما أدى إلى إصابة الآلاف من جنود الاحتياط في حزب الله والعاملين في الهياكل المدنية والإدارية والإعلامية والطبية للحزب.
في 20 سبتمبر/أيلول، أدت غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت إلى مقتل القائد العسكري لحزب الله ومعظم قادة قوة الرضوان النخبوية.
لقد أشارت إسرائيل إلى نيتها التصعيد في وقت مبكر من الثلاثين من يوليو/تموز عندما اغتالت في ضربة في قلب معقل حزب الله القائد العسكري الأعلى للحزب فؤاد شكر .
وقد حدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والقادة الإسرائيليون علناً هدفين لهذا التصعيد الكمي والنوعي: فصل الجبهة اللبنانية عن المعركة في غزة، ودفع حزب الله بعيداً عن الحدود للسماح بعودة عشرات الآلاف من المستوطنين الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم من الكيبوتسات الحدودية.لكن مصادر سياسية في بيروت تتحدث عن “أهداف خفية” لم يعلن عنها القادة الإسرائيليون علناً.
خديعة نتنياهو
وقال مصدر مقرب من الحكومة اللبنانية لموقع ميدل إيست آي: “إن حسن نصر الله أعطى الضوء الأخضر للمفاوض اللبناني رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، من خلال حليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري، لمناقشة انسحاب محتمل لمقاتلي حزب الله على بعد بضعة كيلومترات من الحدود كجزء من اتفاق شامل بشأن تنفيذ القرار الدولي رقم 1701 ووقف مؤقت لإطلاق النار في لبنان وغزة”.
وأضاف أن “الفرنسيين قدموا اقتراحهم بناء على هذه المعلومات، لكن نتنياهو خدعهم عبر التظاهر بالاهتمام بينما كان يعد سرا لاغتيال نصر الله”.
إن الهدف الحقيقي للإسرائيليين يتجاوز أهدافهم المعلنة. فهم يسعون إلى استغلال الظروف الحالية لتغيير ميزان القوى الإقليمي بشكل دائم واستعادة هيمنة إسرائيل على جميع أعدائها لسنوات، إن لم يكن لعقود قادمة.
يقول وليد شرارة( كاتب عمود في الشؤون الدولية في صحيفة الأخبار اللبنانية): “الهدف الرئيسي هو جزء من خطة إسرائيلية أميركية أكثر استراتيجية تهدف إلى تفكيك أو إضعاف القدرات العسكرية لحزب الله، وخاصة ترساناته الباليستية والطائرات بدون طيار”.
وأضاف: “بغض النظر عن تورط حزب الله في الصراع في غزة ، فإن إضعاف هذه الترسانة يشكل أولوية استراتيجية لأنها تمثل تحديا متزايد الخطورة لإسرائيل والنظام الأميركي في المنطقة”.
وأشار شرارة إلى مقال كتبه الكاتب المؤيد لإسرائيل في صحيفة نيويورك تايمز توماس فريدمان في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 بعد انتخاب الرئيس جو بايدن بعنوان “عزيزي جو، لم يعد الأمر يتعلق بالأسلحة النووية الإيرانية”. وحذر فريدمان من أن القدرات الباليستية والطائرات بدون طيار لإيران وحزب الله وأعداء إسرائيل بشكل عام تشكل مشكلة لكل من إسرائيل والبنتاغون.
أضاف: ولتحقيق هدفها المتمثل في تفكيك قدرات حزب الله، شنت إسرائيل “حرباً، زرعت فيها الموت والدمار على نطاق واسع بهدف إضعاف حزب الله هيكلياً”.
وعلى الرغم من قطع رؤوس قياداته السياسية والعسكرية وآلاف الغارات الجوية الإسرائيلية، لم يرفع حزب الله الراية البيضاء. وتواصل وحداته العسكرية إطلاق وابل من الصواريخ على إسرائيل كل يوم، ولا تزال وسائل إعلامه تعمل، وتظل مؤسساته الاجتماعية نشطة على الأرض.
وقال ضابط استخبارات لبناني سابق طلب عدم الكشف عن هويته لـ “ميدل إيست آي” : أعلم، والإسرائيليون والأميركيون يعرفون ذلك أيضاً، أن حزب الله لم يكشف إلا عن جزء ضئيل من قدراته العسكرية.
وأضاف: “ستنتهي هذه الحرب بالفشل بالنسبة لإسرائيل. حتى الآن، دعم المجتمع الإسرائيلي، المقسم عرقياً والذي تهيمن عليه النخب الأشكنازية سياسياً واقتصادياً، السياسات العدوانية لزعمائه. ولكن عندما يدركون أن التكلفة الطويلة الأجل – الاقتصادية والبشرية – باهظة، فإنهم سيتحولون ضد الحرب، مما يجبر الحكومة الإسرائيلية على إعادة النظر في موقفها والتراجع”.
*بول خليفة صحافي لبناني ومراسل للصحافة الأجنبية وأستاذ في جامعات بيروت.