ثقافةفنون

“النار بالنار”: ممثلون استثنائيون لسيناريو رُتّب على عجل(حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوارنيوز

     تقدير كبير للمخرج الذي أظهر ما لدى الممثلين افضل ما يختزنونه من أداءات مبدعة، دون استثناء أحد، مع التنويه الخاص بأداء عابد فهد وكاريس بشار لتقديمهما أداء يتجاوز النص،  أقوى من النص، لا بل زاد النص قيمة فنية مميزة.

أما بعد،

يمكن للمتابع أن يسجل بعض الملاحظات في سياق البحث عن الموضوعية:

– إن النصوص الحقيقية أو الموضوعية، هي النصوص التي تجعل من العمل السينمائي أو التلفزيوني أو الوثائقي عملا خالداً. والحقيقة أو الموضوعية تعني العلم والانصاف والدقة والأمانة التاريخية، سيما وأنت تعالج أمورا تكتسب بعداً تاريخياً..  أو بصورة أصح عمل ينطوي على تأريخ.

– لا يمكن فهم الشخصية الهزلية للمبدع طارق تميم ،على كونها شخصية صحافي استقصائية ،يساري بالطريقة التي قدم بها. إن الجمع بين ما عرف عن تميم كوميديا وبين شخصيته في النار بالنار، لا يكون من خلال تقديمه بطريقة غير موضوعية وغير دقيقة وتمس قيم المثقف اليساري وتضحياته ومواقفه الانسانية. كيف لمهزوم في ممارسة الميسر والقمار والسكير والمحقر لزوجته أن يقود ثورة، وفي لحظة ضعف لا لحظة قوة؟  

طارق تميم

لا يمنع المبدع الحقيقي من الموافقة على بعض المشاهد الكاريكاتورية المبالغ بها لتوصيل رسالة ما؛ لكن ليس على حساب الحقيقة. المبدع الحقيقي لا يرضى بسيناريو يمس قيم حقيقية!

-أن اللاتعايش اللبناني – السوري في حي سيدة السلام، انطوى على تجاوز الواقع..

وفّق في طرح بعض العناوين كموضوع المنافسة في سوق العمل، عنصرية بعض اللبنانيين، بسبب مباشر أو بلا سبب مباشر. غير أن الأخطر إعادة فتح ملف المفقودين بطريقة آحادية تعكس وجهة نظر فئوية ولا تعكس الحقيقة. حقيقة محطات الخطف على الهوية والقتل والسحل والابادة الجماعية التي طاولت فئات لبنانية بدت في هذا العنوان كأنها الظالمة وفئات أخرى مظلومة. الحقيقة تقول إن كلاهما ارتكب في حرب مقيتة، وأن دور الجيش السوري جاء لوقف أكبر مجزرة كادت لتحصل لولا مناشدة رئيس الجمهورية آنذاك سليمان فرنجية لسوريا أن تتدخل لوقف القتال، والأخيرة لم تفعل الا بغطاء عربي رسمي.

لا نبرئ الجيش السوري أو بعض ضباطه وأركان المخابرات من بعض التصرفات المشينة، لكننا نقر بدور وطني وقومي نزيه من التدخل لوقف الاقتتال المدعوم من جهات اقليمية إلى اجتياح العام ١٩٨٢ إلى حرب الجبل وما تلاها ….

لقد ابدع جورج خباز في أدائه، لكن في محاكاة النص لقضية والده المخطوف، أظهرت خباز كمريض نفسي، لا كشخص أحب والده ويريد أن يعرف مصيره بعد خطفه من قبل الجيش السوري.

جورج خباز

– لا شك أن معاناة الأخوة السوريين في لبنان مؤلمة في بعض الأحياء الفقيرة في ضواحي بيروت، وبعض القرى، لكنها كانت موضع احترام واحتضان في مناطق أخرى. والكلام حصرا عن النازحين من الطبقة الفقيرة، لا المتوسطة أو الميسورة.

لا أعرف من هي اللجنة المعنية بالصياغة والسيناريست لدى الشركة المنتجة، لكن كان حريا بها أن تستعين بمؤرخين من خارج معسكري النزاع في لبنان… حتى لا تتهم الشركة المنتجة بالأحادية.  

– لعبت شخصية زوجة تميم، المبدعة قمر، دورا حررها من قيود وجود المدرسة الدرامية اللبنانية، وكذلك المبدعة زينة مكي، وبدا واضحا أثر المدرسة الدرامية السورية على الجميع.

زينة مكي

في الخلاصة: عمل ناجح وموفق على كل المستويات… والى الأمام.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى