رأي

الميدان…والإقتراحات الثلاثة لوقف النار !(نسيب حطيط)

 

د.نسيب حطيط – الحوارنيوز

 

اغتالت اسرائيل “السيد الشهيد” ، وفق لعبة الشطرنج العسكرية “قتل الملك” لإختصار المعركة وفرض الشروط دون نقاش، لاعتقادها ان التوقيع على اتفاق استسلام ،سيكون سريعا ودون نقاش ،فحمل وزير الخارجية الفرنسية بعد يوم واحد الشروط الإسرائيلية -الأميركية ..لتوقيعها!

شجّعت الضربة القاسية للمقاومة في لبنان ،باغتيال قائدها بعد اغتيال اغلب قياداتها العسكرية، شهيّة امريكا واسرائيل وبقية الحلفاء ،للمبادرة بتشييع المقاومة قبل تشييع “السيد الشهيد”!

تقوم اميركا وإسرائيل ،بالضغط على السياسيين اللبنانيين، بالنازحين والقصف الذي شمل كل لبنان على  ثلاثة المحاور(الاجتياح البري- النازحين -الحصار السياسي والاقتصادي) بانتظار ان ترفع المقاومة الراية البيضاء ويوقّع لبنان على اتفاق  الاستسلام !

ان خيارات الحل ووقف إطلاق النار تتوزع على ثلاثة خيارات:

-     الخيار الأول: الإبقاء على ربط جبهة لبنان مع غزة ووقف اطلاق النار وتنفيذ  القرار 1701 .

-     الخيار الثاني: فصل الجبهتين وتعديل القرار 1701 وفق الشروط الإسرائيلية واهمها:

1.    اقامة المنطقة العازلة جنوبي الليطاني وتسليم منطقة جنوب الليطاني والحدود السورية اللبنانية ،للجيش اللبناني والقوات الدولية المدّعمة مع صلاحيات داخل كل الاراضي اللبنانية للقوات الدولية .

2.    انتخاب رئيس للجمهورية -غير مرشح الثنائي-وتشكيل نظام سياسي يشابه النظام السياسي الذي فرضه الاحتلال والقوات المتعددة الجنسيات بعد اجتياح 1982.

3.      تفكيك الهيكلية العسكرية للمقاومة .

-     الخيار الثالث : فصل الجبهتين ووقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 بنسخته القديمة.

يتصرف التحالف الأميركي-الإسرائيلي-العربي على ان المقاومة وإيران في لحظة ضعف، ويمكن فرض الشروط عليهما، وفي حال التزامهم بهذه الشروط فإن تفكيك محور المقاومة قد بدأ ويستطيع المشروع الأمريكي-الاسرائيلي التمدد وفرض قراراته وسيطرته على المنطقة العربية

والسؤال …ما هو الحل في هذه الظروف الصعبة والقاسية والدموية؟

هل يتم رفض فك الارتباط مع غزة والبقاء تحت النار الإسرائيلية والنزوح الذي يمكن ان يستمر مع الحرب لسنة اخرى ؟

هل تتم الموافقة على الشروط الأميركية_الإسرائيلية وخسارة كل الانجازات والانتصارات منذ العام 2000 والعودة الى السيطرة الأميركية كما كانت عام 1983 قبل انتفاضه 6 شباط 1984؟  

لا شك ان الخيارات صعبة ،خاصة وأن المفاوضات ستكون تحت النار المتوحشة، سواء بالإجتياح البري او الاغتيالات او القصف في كل لبنان حيث جغرافيا المقاومة على مستوى البشر والحجر!

ستكون للميدان  كلمته الفصل في تحديد أي الخيارات من الحلول…

-اذا استطاعت المقاومة افشال الاجتياح البري ،سيكون المفاوض السياسي اللبناني قادراً على رفض او تعديل الشروط المطروحة وربما فرض شروطه.

–  إذا استطاع العدو النجاح في الإجتياح البري الى حدود الليطاني واطالة وقت الحرب في ظل نزوح اكثر من مليون لبناني، اغلبهم من أهل المقاومة ،بالتلازم مع الحصار الاقتصادي وحجب المساعدات وامتناع الدول العربية عن المساعدة ، سيكون المفاوض السياسي اللبناني ضعيفا وربما أُجبر على التوقيع على اتفاقية مستنسخة عن اتفاق 17 أيار!

المطلوب من المفاوض اللبناني ان يصمد ولا يخاف من التهديدات او الضغوط ولا يتسرّع ،بالموافقة على الشروط الأميركية-الإسرائيلية تحت ضغط النازحين او القصف المتوحش وعليه الانتظار، مهما كانت الاثمان حتى تتبين افاق الميدان العسكري والمواجهات والتي تحتاج لأسبوع او اسبوعين على الاقل ،فاذا استطاعت المقاومة فرض ايقاعها والحاقها الخسائر بالعدو ومنعه من الاجتياح البري وسلبه فائض القوة التي يتصرّف على اساسها ،عندها يمكن الذهاب الى حل سياسي وسط يرتكز على فصل جبهة لبنان عن غزة وتنفيذ القرار 1701 بنسخته القديمة والتزام اسرائيل بشروطه، كما التزم لبنان طوال 20 عاماً.

نحن الآن في مرحلة “من يصرخ او ينهزم اولاً” التي تحتاج الى الصبر والصمود وعدم الانهزام النفسي ،لحفظ الانجازات والانتصارات وعدم هدر الدماء وحفظ المستقبل ،فإن انهزمنا ووقعنا على شروطهم، نكون قد الزمنا اجيالنا ،لخمسين سنة  قادم بالعبودية للمشروع الأمريكي- الإسرائيلي، سياسياً وثقافياً ،بانتظار تعميم التبعية السياسية وإعتناق “الديانة الإبراهيمية” والشذوذ والمثلية.

صحيح ان المرحلة قاسية ودموية، لكننا بعون الله سننتصر ونحفظ دماء الأحبة ومستقبل أولادنا.

وماالنصر الا صبر ساعة …وصمود في الميدان ..والصبر على العذابات ووحدة الصف.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى