محمد قجّة – الحوارنيوز- خاص
انه اليوم الذي شهد حدثا شكل نقلة محورية في تاريخ البشرية . حدث كانت له أبعاده الحضارية على كافة المستويات :
1 – الدعوة الى الحوار الحكيم : “ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ” . وهذا ﻻ يعني حوار اﻷسلحة والصواريخ والعنف والقمع . وﻻ يعني التنظيمات المتطرفة بإرتباطاتها المشبوهة واﻷيدي الخفية والظاهرة التي تحركها في لعبة صراعات القوى العالمية .
2 – تساوي الناس امام العدالة اﻻلهية: “يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ” وهذه دعوة لقبول اﻵخر وعدم رفضه وعدم قمعه . وقد تجسد ذلك عمليا في العيش المشترك بين أبناء المجتمع بغض النظر عن دينهم ومذهبهم وطائفتهم وعرقهم . وتم تنظيم ذلك بعهود ومعاهدات بقيت محترمة مع الزمن .
3 – ورد في الحديث الشريف : “الخلق كلهم عيال الله وأحبهم الى الله أنفعهم لعياله ” .
هذه القيم اﻻنسانية الحضارية السامية هي التي تعنينا في فهم مناسبة المولد النبوي ، في وقت تتم فيه عمليات شتى لتشويه صورة هذا التاريخ تحت ذرائع سياسية مفتعلة. وتركيز الحملة الظالمة على العرب الذين يمثلون روح هذا التاريخ .
4 – فأما الزبد فيذهب جفاء ، وأما ما ينفع الناس فيمكث اﻷرض . وعلينا أن نتلمس الطريق إلى العدالة اﻹنسانية . واحترام حقوق الناس والشعوب في اعتقادهم وحياتهم .
5 – وتبقى بلاد الشام في تاريخها مثاﻻ ناصعا للعيش المشترك في ظل ” ﻻ اكراه في الدين ” ،وتبقى كذلك نموذجا للاعتدال واحترام اﻵخر بغض النظر عن إثنيته ودينه ومذهبه.
*مؤرخ وباحث – سورية
زر الذهاب إلى الأعلى