كتب د.أحمد عياش
..وماذا يظن هذا العالم غير تحول لبنان الى معبر تهريب بحال ازداد الوضع سوءا وتعمقت المأساة المعيشية اكثر؟
أيريد العالم ان يحافظ لبنان على الهدوء وان يموت بتهذيب؟
انه لامر طبيعي جدا ان تفلت الامور وان يبحث الناس عن اقتصاد غير قانوني مواز وعن حركة مال بديلة غير معلنة لتدبير شؤون حياتهم،أم ان العالم ينتظر ان يرتفع مستوى اخلاق الناس عند تهديدها برغيف الخبز؟
لم يبق غير توازن الامن في البلاد، بين قوى امنية انخفضت رواتبها بشدة وبين مواطنين يفكر كل واحد منهم كيف يستمر على قيد الحياة، انما من دون حرب او جريمة، لادراكه العميق ان الفوضى ستأتي بحرب اهلية واللبناني باعماقه الواعية لا يريدها.
انما للاسف ،حرب العصابات القادمة.. قادمة.
هذا التوازن لن يستمر طويلا، سيسقط مع رفع الدعم المالي قريبا.
يتحدثون باستغراب عن معابر مفتوحة عند الحدود وعن تهريب غنم ومخدرات وسلاح ،وكأنهم يتوقعون من بلد مفلس ان يزرع شعبه ارضه بالورد.
لا احد يدافع عن الأشرار، انما ليس شرّا إن حاول المواطن ان يبقى حيّاً.
ليس العجب بالتحولات الاجرامية، انما العجب هذا البطء في التدهور العنفي.
هذا ان دلّ فانما يدل على ان اللبناني يقمع رغباته العدوانية باخلاقه العالية، رغم ما نشهده من توترات ومن انفعالات في الشارع هنا وهناك.
الطبيعي ان يكون المشهد مختلفا ، ان يكون الواقع نهبا وقتلا علنا.
غير طبيعي ما نشهده اليوم من صبر ومن هدوء وكأن مفعول المورفين اللبناني طويل الامد جدا.
قتلوا الناس بالنعال وبالقباقيب وبالقهر بعد ان سرقوها واغتصبوها ويستنكرون ويتعحبون لماذا انكشف البلد على التهريب.!؟
لا،
وكأنكم كنتم تتأملون ان تفاجئكم الناس بالمشاركة ببطولات رياضية عالمية وان تفوز بميداليات ذهبية؟
احيانا ان يسدّ بعض المسؤولين “بوزهم” افضل بكثير من عظاتهم ومن تصريحاتهم ومن تمنياتهم الخنفشارية.
يزرعون الارض الغاما وشوكا، ويتنظرون ان تنبت الارض ابداعا ووردا.
عجيب أمركم!!
زر الذهاب إلى الأعلى