أثار الخطاب الذي ألقاه أحد مسؤولي الحزب الديمقراطي اللبناني في حاصبيا خلال إطلاق الماكينة الإنتخابية للمرشح المصرفي مروان خير الدين، أثار إستياء جمهور الحزب التقدمي الاشتراكي في المنطقة، عندما اعتبر أن “مقعد حاصبيا عاد الى أصحابه …”.
من حق هذا المسؤول التباهي بتمكّن حزبه من إقناع الرئيس نبيه بري وحليفه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بتبني ترشيح خير الدين، لكن من حق الجمهور الجنوبي بعامة وأهالي منطقة حاصبيا بخاصة، أن يتساءلوا عن سبب إختيار خيرالدين دون سواه من أبناء المنطقة، وهي التي تختزن العديد من الكفاءات العلمية وذات حضور شعبي محبب.
فالمصرفي خيرالدين من الذي برزت اسماؤهم في ملفات الفساد المصرفي، أكان ذلك في ملفات بنك المدينة أو في موضوع القرض الخاص الذي اقترضه خيرالدين من المصرف المركزي وقيمته 300 مليار ليرة لتعويم مصرفه الذي كان مهددا بالإفلاس.
يضاف الى ذلك النزاع القضائي القائم بينه وبين الصحافي محمد زبيب الذي تعرض للضرب من قبل مرافقي خيرالدين وقد اعترفوا بجرمهم.
هل يشكل ما أوردناه اعلاه سبباً لتجنب تبني خيرالدين من قبل الناخبين الكبيرين (بري – حزب الله في مرجعيون) و(جنبلاط في حاصبيا)؟ أم أنه قد يكون سببا لتبنيه؟
تبرأ جنبلاط من مسؤولية ترشيح خيرالدين وردّ الأمر لطلب من بري.
أما أوساط عين التينة فتؤكد أن اختيار خيرالدين “كان ضمن تفاهم “الثنائي الدرزي” على سلة معينة، ونحن نميل دائما للتوفيق والوفاق”.
بين تبرؤ الأول وتبرير الثاني، ألم يكن من الممكن تسمية شخصية وطنية مستقلة ذات مصداقية يداها غير ملوثتين بالفساد لإشغال مقعد حاصبيا، وتشكل، في الوقت نفسه، نقطة تلاق وتقاطع الأطراف الثلاثة المعنية؟
لماذا يصر الرئيس بري على تسمية مصرفي يتردد اسمه ضمن دائرة الشبهات، في وقت تزداد نقمة اللبنانيين على أصحاب المصارف الذين تورطوا مع المصرف المركزي في لعبة السندات والمقامرة بأموال اللبنانيين؟
يقول رئيس احدى البلديات الكبرى في قضاء حاصبيا، إن الحزب الديمقراطي كان يطمح لرئاسة بلدية فإذ بالثنائي بري – جنبلاط يهدونه مقعدا نيابيا على حساب رغبات الناس وخياراتها.
ويرى: إن إختيار خيرالدين سيعرض لائحة كتلة التنمية والتحرير الى إمكانية كبيرة للإختراق.
ويوضح: إن غالبية الكتلة الحزبية الجنبلاطية المقدرة بنحو خمسة آلآف صوت، ستمنتع عن التصويت إحتجاجا على قرار تجاهلها، يضاف الى ذلك فإن عددا كبيرا من الجمهور الارسلاني، المقدر بنحو الف وخمسماية صوت، ممتعض من قرار ارسلان القاضي بترشيح شقيق زوجته على حساب مرشح الحزب التقليدي والمعروف من ابناء المنطقة الدكتور وسام شروف، وهذا الجمهور يعتبر أن ارسلان كان يلعب بشروف في الوقت الضائع، وعندما صارت الأمور جدية غلّب المير مصالح العائلة على مصالح الحزب.
والحصيلة المتوقعة بأن الناخب الدرزي الذي صوت بنحو 6 الآف صوت راحت غالبيتها للنائب الخليل في الدورة الماضية، فإنه لن يصوت بأكثر من الفين وخمسماية صوت هذه الدورة موزعين على عدد من اللوائح.
وما يزيد من خطورة الموقف هو أن عددا كبيرا من المعترضين سيصبون أصواتهم للائحة المنافسة للائحة التي ستحتضن لائحة خيرالدين.
هل تتحمل كتلة التنمية والتحرير مثل هذا الخرق في حال تمكنت أي لائحة من الوصول الى حاصل انتخابي؟
ولماذا تبني خيار سياسي يعيد منطقة حاصبيا الى زمن الانقسامات بعد أن كانت منطقة نموذجية بتعايش ابنائها؟