رأي

المقاومة “الكربلائية العاملية” ..تُفشل اجتياح 2024 !(نسيب حطيط)

 

د.نسيب حطيط – الحوارنيوز

 

 استطاعت المقاومة الأسطورية في جبل عامل ولليوم الخامس والعشرين ،التصدي للاجتياح البري الاسرائيلي الذي تقوم به خمس فرق من الجيش الاسرائيلي مع أكثر من 100 طائرة وسلاح البحرية مدعوما من القوات الدولية وحلف الناتو والعرب!

يحشد العدو كل ما يملك من سلاح وتوحش لاحتلال بضعة كيلومترات للوصول الى الليطاني ،حلم اسرائيل التاريخي ورمز هزيمتها، واستطاع المقاومون الاستشهاديون حتى الآن إفشال كل محاولات الاختراق، مع ان بعض نقاط الاختراق لا تبعد عن الليطاني أكثر من كيلو مترات عن الحدود !  

يشهد الجنوب العاملي  معركة تاريخية لبعدها الوجودي والحضاري والديني ،والتي لا يعكس الاعلام بطولاتها وانجازاتها واسطورتها حدود الخيال ،اما بسبب سيطرة الاعلام المعادي والمناهض للمقاومة وتفوقه وإنتشاره الأكبر، وإما لقصور وتقصير اهل المقاومة واعلامهم. وهذا ما يقلّل من ارباح الميدان ويظلم المقاومين لعدم اظهار شجاعتهم وبطولاتهم وانجازاتهم .

خمسة وعشرون يوما من القتال العنيف على جبهة تمتد على طول 50 كلم، لم يستطع الجيش الذي لا يقهر خلالها من احتلال اي ارض، ولا الاستقرار فيها، ماعدا نجاحه الجبان في تدمير الاحياء والقرى والمساجد والكنائس ومراكز الإسعاف.

أصابت المقاومة مئات الجنود والضباط بين قتيل وجريح ، وهجّرت عشرات الاف المستوطنين  وأرعبت مئات الالاف بدوي الانفجارات، واصابت منزل “نتنياهو” لأول مرة في تاريخ الصراع العربي _الإسرائيلي واغتالته معنويا ونفسياً.

استطاع العدو في اجتياح  عام 1982 ان يصل الى بيروت في سبعه ايام ، مع وجود المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية، ولم يستطع  في إجتياح عام 2024 ان يصل الى “بنت جبيل” التي تبعد  3 كيلومترات بعد 25 يوما من المعارك ..ولن يصل بإذن الله!

استطاعت المقاومة العقائدية والشجاعة والصادقة في العام 2024 ان تصيب العدو بأكثر من 300 جندي بين قتيل وجريح ،بينما لم تصل خسائره عام  ،1982،إلا إلى عشرين جندياً حتى اوقفته المقاومة الحسينية في خلدة_بيروت!

 بعد 25 يوماً، استطاعت المقاومة في عام 2024 أن تمنع العدو من احتلال 100 كلم مربع على الحدود بعمق 4 كلم، وفي عام 1967 احتل العدو سيناء والضفة الغربية والجولان في ستة أيام مقابل جيوش عربية تعداد سكانها يفوق 100 مليون!

في لبنان يقاتل أهل المقاومة وأنصارها، اما في الميدان واما في معارك النزوح والصبر والحكمة .

شنّت إسرائيل أربعة  حروب على العرب  (1948و1956 و1967و1973) وانتصرت فيها كلها،  وشنت  أربعة حروب على لبنان  انتصرت في اثنتين (1978 و1982) ولم تكن المقاومة ذات الفكر الديني والنهج الحسيني في المعركة،  وانهزمت في 2006 وستنهزم في 2024 ،لأن المقاومين الذين يقاتلون هكم مقاومون وليسوا مقاولين .

انتصرت في اجتياح عام 82 عندما لم يقاومها أحد من المنظمات الفلسطينية التي كانت تمسك بالجنوب، وسقطت العاصمة بيروت، وعندما قاتلت  حركة “أمل” والمقاومة الإسلامية والوطنية استطاعوا تحرير الجنوب عام 2000 ،وانتصرت المقاومة الإسلامية عام 2006 وستنتصر المقاومة وأهلها وانصارها في الحرب الرابعة عام 2024.

يخوض المقاومون في لبنان معركة دفاع عن الوجود وعن وحدة لبنان وعدم استعماره.

يخوض المقاومون في لبنان معركة الدفاع عن الامة وحفظ القضية الفلسطينية .

يخوض المقاومون اللبنانيون حرب الدفاع عن الاسلام حتى لا نصبح اتباع” الديانة الإبراهيمية”.

يخوض المقاومون اللبنانيون حرب الدفاع عن الحضارة والإنسانية التي يريدها الوحش التلمودي.

يقاتل المقاومون في لبنان بشكل اسطوري، وعلى بقية الوطنيين في لبنان والاحرار في هذه الامة(إن وُجدوا ) ان يبادروا لنصرة المقاومين. وعلى الأخوة في إيران ان يغتنموا فرصة الرد الاسرائيلي وان لا يؤخروا الرد على الرد، ليكون اسناداً حقيقيا للمقاومين في لبنان حتى لا يبقوا وحدهم في الميدان بعد إنهاك غزة .

صمد المقاومون في لبنان 25 يوما امام العالم المتوحش، ويمكن ان يصمدوا مثلها، لكن أي  تأخير في الرد الإيراني  الذي يحمل صفة الانتقام لسيادة إيران والدعم والإسناد للمقاومين في لبنان، لن يكون في مصلحة محور المقاومة وضرورة  إغتنام الفرصة وعدم البقاء في الدعم الكلامي والتصريحات او مديح المقاومة .

لا عُذر لأحد ولا يحمّلنا الآخرون ما لا طاقة لنا به، لقد تحمّلنا فوق ما نستطيع وقدّمنا كل ما نملك من شهداء واحباب وارزاق وزرع، ولم يبق أحد منا في بيته …!

 لا يمكن ان نهزم وحدنا اميركا واسرائيل والناتو والعرب (الجنوب والضاحية والبقاع أصغر من أصغر مدينة في ايران) أدركونا قبل ان تسقطوا… ولا تتأخروا حفظاً لكم ،فإن هزمتنا إسرائيل، ستكون ابواب دولتكم مفتوحة امامهم.

نقاتل بشجاعة وايمان ونستشهد بشجاعة و شرف، لكننا نعاتب، بحب وجرأة ووضوح من يستطيع  دعمنا وتأخر حتى الان!

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى