رأيمن هنا نبدأ

المغتربون يواجهون الإبتزاز المعلن(حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوارنيوز

بعد تبخر أموالهم، التي جنوها بعمر وأحيانا عبر أجيال، من “كدّ اليمين وعرق الجبين”، ها هم المغتربون يواجهون مرة أخرى مافيات المصارف وأهل السياسة مجدداً.

مؤخراً انبرى بعض أهل السياسة ليتهموا عددا من المغتربين بأنهم “جماعة تبييض أموال”، ويشككوا بمصادر الأموال، وفي هذا التجني تقاطع بين هؤلاء وبين بعض المصارف التي تتهرب من دعاوى قضائية أقيمت في الخارج وصدرت فيها أحكام بداية، بأن تتواطأ مع هيئة التحقيق الخاصة لدى المصرف المركزي!

واذا كانت القضايا المحالة أمام هيئة التحقيق الخاصة ” كهيئة مستقلة ذات طابع قضائي” تأخذ مسارها القانوني والإداري، فإن تصاريح بعض السياسيين في هذا المجال أمر مستغرب وموضع شبهة، أكان هؤلاء يعملون لدى جهة مصرفية أم انهم يعملون لحسابهم الشخصي!

بعض المصارف تغطي ارتكاباتها بعجز الدولة، على اختلاف المؤسسات الدستورية، وبعض هذه المصارف يحوّل ملفات لا غبار عليها إلى هيئة التحقيق الخاصة ويستنجد بها لإطالة آماد المحاكمات وعرقلة تنفيذ الأحكام الصادرة في لبنان وخارجه، وبعضها يوظف سياسيين للعب هذه اللعبة القذرة.

لا يعير هؤلاء أي قيمة للوطن ومصلحته العليا. ولا يعيرون اي قيمة للمغتربين الذين كانوا وما زالوا خشبة الخلاص الاقتصادي والمالي والاجتماعي للبنان.

أكثر من ٨  مليار دولار تحويلات العام الماضي المسجلة في قيود المصرف المركزي.

ونحو مليون ونصف المليون وافد في الأشهر الستة الأول من العام الجاري، وبالكاد يجد لبناني أو غير لبناني حجزا للقدوم إلى لبنان هذه الأيام نتيجة تزايد طلبات الحجز  للراغبين في زيارة لبنان…

مئات الآلاف من الأموال المحولة من المغتربين  لعائلاتهم أو لمؤسسات رسمية مباشرة، لاسيما البلديات لتبقى قادرة على خدمة أهلنا…

وبدلا من كلمة شكر،

وبدلا من إجراءات للمصرف المركزي رئيسا وهيئة تحقيق خاصة يشعر معها المودعون بشكل عام والمودع المغترب بشكل خاص بشئ من الثقة، ها هم يتبادلون لعبة الابتزاز مع أهل السياسة.

آن الآوان لموقف حاسم تجاه مثل هذه المواقف الابتزازية ومثل هذه الإجراءات المصرفية.. وهذه مسؤولية وطنية بامتياز.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى