المعارض السوري هيثم مناع: الشرع يريد الاستفراد بمصير البلاد والعباد
بعد الاسد ومع الشرع نحن أمام شكل كلاسيكي للسيطرة العسكرية
الحوارنيوز – ترجمات
نشرت صحيفة “لومانيتيه” الفرنسية حديثا صحافيا مع المعارض السوري المعروف هيثم المناع،تناول فيه التغيير في سورية، وحذر فيه من ان السوريين لم يعودوا اليوم أمام حكومة مؤقتة أو سلطة أمر واقع(يقودها ويؤسسها احمد الشرع وهيئة تحرير الشام)، بل أمام مشروع واضح لتركيز السلطة والثروة والقرارات المصيرية لسوريا خلال السنوات القادمة بيد شخص واحد قد صادر مع بطانته السلطتين العسكرية والأمنية.
وفيما يلي نص الحوار:
بيير باربانسي : استعرض الرجل القوي في هيئة تحرير الشام (HTC)، أحمد الشرع، على قناة العربية- الحدث رؤيته للانتقال. ما هو تعليقكم على تصريحاته الأخيرة ؟
مناع: إذا وضعنا الملابس الجديدة وربطة العنق جانبا، من الواضح أننا أمام شكل كلاسيكي للسيطرة العسكرية… كما فعلت بالضبط جبهة النصررة في تجربة “جيش الفتح” في الشمال السوري، وكررت الأمر “هييئة تحررير الشام” في محافظة إدلب في إطار تكوينها العسكري الأمني والواجهة المدنية في “حكومة الإنقاذ”. خارطة الطريق التي يقترحها تثير الاشمئزاز والشفقة: تنظيم مؤتمر “وطني” خلال أيام تحدد القيادة العسكرية من يشارك به يضم من ترضى عليه مع من يرضى عليها، مهمته تشكيل جسم تشريعي من فوق لشرعنة كل القرارات التي يتخذها “القائد” وحكومته. لمنحهم بضع سنوات من الاستفراد بمصير البلاد والعباد.
هذا ما يعنيه الشرع بالوعد بدستور جديد خلال 3 سنوات وأربع من أجل انتخابات.
لم نعد أمام حكومة مؤقتة أو سلطة أمر واقع، بل أمام مشروع واضح لتركيز السلطة والثروة والقرارات المصيرية لسوريا خلال السنوات القادمة بيد شخص واحد قد صادر مع بطانته السلطتين العسكرية والأمنية.
قبل 24 ساعة من المقابلة المذكورة، تم نشر القرار رقم 8 للسيد الشرع بترفيع وتعيين 49 شخصا من هيئة تحرير الشام وأخواتها في قيادة الجيش السوري الجديدة. (ستة منهم من غير السوريين!).
وسبق ذلك تسمية أنس خطّاب، مديرا عاما للاستخبارات في البلاد. خطّاب نفسه المدرج على قائمة الإرهابيين في قوائم الأمم المتحدة منذ عام 2014، وتنقل بين داعش وجبهة النصرة، وهو رجل الشرع. مع هذه التعيينات، صار الآن بالإمكان حل جبهة تحرير الشام باعتبار قادتها في قمة المسؤولية في الجيش والمخابرات السورية.
بيير باربانسي : هل يمكن لمشروع المعارضة الديمقراطية والعلمانية، وأنت أحد رموزه، الاندماج والتفاعل مع مشروع هيئة تحررير الشام؟
مناع: نحن اليوم، نعيش ما يشبه تجربة الخمير الحمر بعباءة سوداء. يقولون لنا أن تجربة إدلب هي النواة. ولكن حتى اللحظة، لم يتم تحرير سجين واحد في السجون الـ11 التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام. حقوق المرأة غير موجودة، وحرية التنظيم السياسي معدومة.
عندما تتحدث مع أقلهم تطرفا عما يفعله الجهاديون الأوزبك والشاشان والايغور إلخ في المدن السورية، يجيبون: «في أوروبا يمكنك الحصول على الجنسية بعد مرور 5 أعوام، وهؤلاء يعيشون معنا في سوريا منذ عشرة أعوام، وقد تركوا الأهل والبلاد من أجل مساعدتنا!»
لنتحدث أيضا في مستقبل المرأة السورية في نظرتهم الأبوية المغلقة، لم لا يتحدث الشرع عن تعريفه للمواطنة، وعن نظرته للعلاقة بين الدولة والدين؟.. لِمَ لَم تحدث مراجعات إيديولوجية إن كان هناك تغيير قد حدث في الأسس العقائدية الشمولية، الطائفية والمذهبية والاستئصالية، لجبهة النصررة التي أوضحتها في كتابي عن الجبهة منذ ثماني سنوات؟
لا يمكننا أن نلعب بالنار ونرقص مع الشياطين.
بيير باربانسي : كيف تعيدون تجميع صفوفكم من أجل جمع السوريين في مشروع يواجه ما يحدث؟
– مناع: نحن في مشاورات واسعة مع القوى السياسية الديمقراطية والمنظمات غير الحكومية لحقوق الإنسان والمجتمع المدني المُعارضة للنظام البائد، وأي مشروع شمولي واستئصالي في سوريا، ثمة شبكة واسعة للتنسيق.
ونوجه النداء لعقد اجتماع ( نحو موتمر وطني سوري جامع) واسع النطاق قبل 20 يناير في جنيف، مع متابعة بالفيديو كونفرانس في المدن السورية الكبرى، والعمل معا على رسم خارطة طريق جامعة من أجل بناء سوريا التي تشبه الغالبية العظمى من السوريين والسوريات.