المعادلة المعقّدة:محكمة العدل تحتاج لمجلس الأمن..ومجلس الأمن محكوم أميركيا (حلمي موسى)
كتب حلمي موسى من غزة:
اليوم تبدأ في لاهاي محاكمة تاريخية للاحتلال واجرامه. وهذه المحاكمة خلافا لاي محاكمات اخرى تجري في ظل ظروف دولية غريبة تنفصل فيها حكومات كثيرة في العالم عن شعوبها. وللمرة الاولى تصل قضيتنا العادلة تقريبا الى كل بيت وتحرك في الناس مشاعر غضب شديد ضد الاحتلال والمناصرين له.
صحيح ان هذه ليست المرة الاولى التي يمكن للمحكمة الدولية أن تنصر شعبنا، اذ سبق لها ذلك في قضية الجدار الفاصل. كما نصرت لجنة التحقيق الدولية برئاسة غولدستون شعبنا. لكن السياسة الدولية خصوصا في ظل هيمنة امريكا، خلقت فعلا في العالم نظاما يكيل بمكيالين. هناك قانون للعالم الضعيف وقانون للعالم القوي. وحتى اللحظة تهيمن امريكا على ميزان القانون الدولي وتسمح لنفسها ولاسرائيل بالافلات من العقاب.
فالمحكمة الدولية بحاجة الى قوة مجلس الامن الدولي لمنح انياب ومخالب لقرارات المحكمة. وامريكا تملك حق الفيتو في مجلس الامن المكلف بتوفير الفعالية والصلاحية الفعلية لقرارات المحكمة.
صحيح ان التحركات الشعبية في امريكا وباقي دول العالم صارت تحرج الادارة الامريكية والحكومات التابعة لها. وصحيح ان اغلب هذه الحكومات صارت تطلق تصريحات منتقدة لاسرائيل، ولكن الفارق كبير بين هذه التصريحات وبين تنفيذ القانون الدولي.
لا يعني هذا ان لا قيمة لما يجري ،ولكنه يعني ان علينا الانتباه لما هو اشد اثرا. وما هو اشد اثرا في حالنا هو صمود شعبنا واشتداد مقاومته وتكبيد العدو على الدوام ثمن عدوانه.
ومن الجائز ان كثيرين منا في حمى الوضع الصعب والكارثي الذي يعيشه شعبنا النازح يعتقد ان اسرائيل قادرة. والحقيقة انها اليوم اقل قدرة واشد ضعفا من اي وقت مضى.