المرصد الوطني للمرأة في الأبحاث-“دوركُ نَّ”
أطلق المجلس الوطني للبحوث العلمية واللجنة الوطنية لليونيسكو، أمس في مقرّ المجلس، المرصد الوطني للمرأة في الأبحاث "دوركُ نّ" بحضور وزير الثقافة الدكتور محمد داود داود وشخصيات أكاديمية وعلميّة من مختلف الجامعات اللبنانية والمؤسّسات البحثية.
يهدف المرصد، وفق مديرة برنامج منح الدكتوراه في المجلس ومنسّقة المرصد الدكتورة تمارا الزين، الى خلق ديناميكية حول المرأة الباحثة في لبنان، بهدف تعزيز مساهمتها العلمية. ما يساعد في تفعيل منظومة البحث العلمي بشكل عام، وفي تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية وبناء مجتمع المعرفة. مع الاشارة الى ان المرصد يتطلع، عبر تفعيل دور المرأة الباحثة، الى الإستثمار الأفضل في البحث والابتكار والتنمية، والى أن أثره العلمي ومردوده لن يقتصران على المرأة بل سينعكسان على المجتمع بجميع مكوّناته.
اشارت الزين الى ان اعمال المرصد ترتكز على خمسة محاور رئيسية: دراسة واقع الباحثات وإنجازاتهن ومساراتهن المهنية ومدى مساهمتهن في إنتاج المعرفة، تثمين انجازات المرأة اللبنانية الباحثة وتعميمها من خلال أنشطة تسلط الضوء على إسهاماتها، تنمية قدرات الباحثات الضرورية لتحفيز مسيرة علمية متميزة، تخصيص برامج تمويل لمشاريع الباحثات أو المشاريع التي تتضمن بعدا يرتبط بالمرأة، وحثّ متخذي القرار في الجامعات والمراكز البحثية على تعديل أنظمتها بما يتناسب أكثر مع تمكين المرأة اللبنانية الباحثة في مختلف المجالات العلمية والأكاديمية.
ولفتت الأمينة العامة المساعدة في اللجنة الوطنية لليونيسكو رمزه جابر سعد الى أن منظمة اليونيسكو تولي أهمية كبيرة لتعزيز مكانة المرأة وتحقيق المساواة في مختلف المجالات التربوية والعلمية والثقافية. فلاقت هذه المبادرة دعم المنظمة وتشجيعها من أجل تمثيل أفضل للنساء في مجال البحوث.
من جهته، أشار نائب رئيس اللجنة الوطنية لليونيسكو القاضي عباس الحلبي الى ان المرصد سيشكل منصة للتعاون بين مختلف المنظمات الحكومية وغير الحكومية والاقليمية والدولية والجامعات اللبنانية. وتشمل نتائجه الفورية رصد واقع الباحثات اللبنانيات وتحديد المشاكل التي تعيق مسيرتهن العلمية واستقطاب الكفاءات منهن ما يؤدي الى تطور وضع الباحثات اللبنانيات واعطاء الفرصة لهنّ لتحقيق دورهن كما يطمحن.
وأكّد أمين عام المجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور معين حمزه على ان ضعف وجود المرأة اللبنانية على المستوى القيادي يشكل خسارة لمجتمعنا ويحرم المؤسسات من رؤيتهن ومنهجهن المميّز في الادارة والتطوير. وشدّد حمزه على ان مرصد "دوركُ نّ" هو مبادرة لا تتنافس ولا تتعارض مع أي من الهيئات العامة والأهلية التي تعمل على تعزيز حقوق المرأة والحدّ من الفوارق. اذ اتخذ المجلس قرارا بتوفير الامكانيات اللوجستية والمادية لدعم البحوث واعداد الباحثين ومكافأة وتقدير التميّز والتمكين في المحاور العلمية الحديثة.
اعتبر وزير الثقافة الدكتور محمد داوود داوود أن المرصد مشروع رائد لتعزيز إسهام المرأة اللبنانية في حقل العلم والبحث والمعرفة، تقاطعا مع أهداف الأمم المتحدة حول النمّو الدائم، وانسجاما مع المستوى العلمي المتقدّم الذي بلغته المرأة اللبنانية في الحقول كافة. واضاف داوود أن اضطلاع المرأة بدور البحث العلمي، ليس منّة أو مكافأة بل إنه أمر طبيعي ينسجم مع انتظام المجتمعات وارتقاء فكرة المواطنة.
تخلّل حفل الاطلاق طاولة مستديرة حول شؤون المرأة الباحثة في لبنان ومعوقات عملها ورؤية المرصد في مواجهة التحديات وبلورة المبادرات والسياسات من أجل تمكين المرأة الباحثة في المجتمع اللبناني. شاركت فيها نائب رئيس جامعة القديس يوسف للبحث العلمي الدكتورة دولا سركيس، وعميدة كلية التربية في الجامعة اللبنانية الدكتورة تيريز الهاشم، والأمينة العامة للجنة الوطنية لليونيسكو الدكتورة تالا زين، ومديرة سياسات التنمية المستدامة في منظمة "الاسكوا" رلى مجدلاني