ثقافةفي مثل هذا اليوم
في مثل هذا اليوم:عودة الإمام الخميني الى طهران إيذانا بسقوط الإمبراطورية وإعلان الجمهورية الإسلامية

الحوار نيوز – خاص
في مثل هذا اليوم الأول من شباط/فبراير عام 1979 كان يوما مشهودا في تاريخ إيران وفي حياتها ومستقبلها، حيث عاد مرشد الثورة الإسلامية وقائدها الإمام روح الله الموسوي الخميني من باريس الى طهران ،بعد خمسة عشر عاما في المنفى،إيذانا بانهيار الإمبراطورية الشاهنشاهية الفارسية وإعلان الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وكالة الصحافة الفرنسية كتبت عن ذلك اليوم التقرير الآتي:
احتشد ملايين وملايين الإيرانيين على مسافة 32 كيلومترا في الأول من شباط/فبراير لاستقبال آية الله الخميني العائد من المنفى، واختفت سيارته على مدى ساعات وسط مد بشري يتدافع حوله.
بالكاد خرج من مطار طهران حيث هبطت طائرته عند الساعة 9,00 بالتوقيت المحلي، احتشد ملايين الأشخاص حول الإمام الخميني الذي بدت عليه علامات التأثر لكنه ظل متماسكا وهادئا.

استقل الإمام الخميني الذي ارتدى ثوبا أسود وعمامة سوداء سيارة تبعها موكب من الحافلات الصغيرة التي كانت تقل صحافيين قدموا من العالم بأسره.
وكان يفترض بخمسة آلاف متطوع أن يعملوا على احتواء الحشود. لفّوا أذرعهم بشارات خضراء، وأطلقوا على أنفسهم اسم “الشرطيين الإسلاميين”. وأوكلت إليهم الحكومة مسؤولية ضمان أمن آية الله الخميني.

لكن هذا الجهاز لم يتمكن من ضبط المستقبلين، ففي غضون ثوان قليلة، اختفت سيارة الخميني وسط الحشود الكثيفة التي كانت تعرقل مرور عشرات سيارات الإسعاف المحملة بأشخاص فقدوا وعيهم بسبب الضغط الكثيف للجماهير التي تجمعت على مدّ النظر في كل جادات طهران.
كم كان عددهم؟ خمسة ملايين أو حتى ستة ملايين… يتعذر القول. وهو أمر غير مسبوق في مطلق الأحوال.
عند مدخل العاصمة أعيدت تسمية النصب التذكاري الكبير للشاه، رمز إيران الحديثة، ساحة الخميني.
أين أصبحت سيارة الخميني الآن؟ لا نعلم. لقد اختفى في مكان ما وسط هذا المد البشري وهذا الضجيج، وسط هذه الموجة التي ارتفعت وسطها مئات آلاف الصور لقائد “الثورة الإسلامية”.
حضرت كل النساء وقد ارتدين “التشادور” وحملن زهرة حمراء. منذ الفجر وهن يرددن “الخميني قائدنا”. وارتفعت لافتات كتب عليها “الخميني، أهلا بك في بلادك”، وردد الرجال “الله أكبر”.
كان رجال الدين يرشون ماء الزهر على المحتشدين.
في العاصمة حيث كانت الشمس ساطعة فيما الثلج يعلو الجبال المحيطة بها، كان يتردد هتاف واحد “الخميني، الخميني”.
وخلت العاصمة بالكامل من العسكريين.
في بعض الأحيان، عمدت الحشود التي التقت أخيرا “مرشدها” بعد منفى استمر 14 عاما وثلاثة أشهر، الى رفع السيارة التي كانت تقل الخميني وحملها على مدى بضعة أمتار.
وردد أكثر المتحمسين “عودتكم تعني إعلان الجمهورية الإسلامية”.
وقال رجل دين اعتمر عمامة بيضاء “من كان ليصدّق قبل ستة أشهر فقط أن الخميني سيعود الى إيران وسيرحب به اليوم ملايين المسلمين؟”.
وبدا كل فرد مدركا بالفعل لمعنى عودة الخميني بعدما اتخذ رحيل الشاه تحديدا طابع المنفى.




