توفي الليلة الماضية في بروكسل المخرج اللبناني برهان علوية جراء نوبة قلبية مفاجئة ،عن عمر يناهز ثمانين عاما ،كان معظمها حافلا بالنشاط السينمائي والتلفزيوني المميز.
ولد برهان علوية في بلدة أرنون قضاء النبطية في جنوب لبنان في العام 1941،لكن وظيفة والده الضابط في الدرك فرضت على العائلة تجوالًا داخل لبنان وانتقالًا من بلدة إلى أخرى قبل استقراراهم في بيروت عام 1956 حيث درس في مدرسة فرن الشباك،وعمل كمساعد مصور ثم كنترول فيديو في تلفزيون لبنان.
درس برهان علوية بعد ذلك العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية ،ثم بدأ رحلة خارج البلد أتاحت له زيارة دول إفريقية مختلفة منها مصر والسودان والكونغو، وعندما عاد إلى بيروت عام 1967، وقعت حرب الأيام الستة التي دفعته لمغادرة لبنان إلى باريس.
التحق برهان بالمعهد الوطني العالي لفنون العرض وتقنيات البث “إنساس” في بروكسل ببلجيكا، وتخرج منه عام 1973 بفيلم تخرج قصير بعنوان “ملصق ضد ملصق” وبعدها قدم فيلمًا آخر بعنوان “فوريار”.
بعد ذلك عاد “علوية” إلى بيروت مرة أخرى وقدم عدة أفلام روائية ووثائقية منها “كفر قاسم” عام 1975 وهو الفيلم الذي تسبب في شهرته عربيا، ثم “بيروت اللقاء” عام 1981، وفيلم “خلص” عام 2006، والفيلم الوثائقي “لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء” عام 1978، و”رسالة من زمن الحرب” عام 1984، و”رسالة من زمن المنفى” عام 1987، و”أسوان والسد العالي” عام 1990
عمل برهان أستاذا محاضرا في الجامعة اليسوعية في بيروت واختير عضوا في لجنة،مهرجانات قرطاج وكزبلانكا و بروكسل وغيرها.
في حديث لصحيفة “الأخبار” عام 2011 يختزل برهان علوية أسلوبه وطريقته في العمل فيقول:في كل أفلامي، سعيتُ إلى أن أقول ذاتي وأفكاري الشخصية».
يضيف: “أنا صنعتُ أفلاماً اخترتُها، لا هي التي اختارتني. أنجزت أفلاماً أحببتها، ولديّ قناعة بأهميتها كموضوع وفن وخيال. أنا مخرج هذه الأفلام، ولستُ مخرجاً بالمطلق.جيلنا قدم سينما بديلة، وأدخلها إلى الحياة الثقافية اليومية. حدث هذا في أماكن أخرى مثل دمشق والقاهرة وتونس. اليوم باتت السينما العربية كلها بديلة تقريباً”.
أجواء هزيمة حزيران 1967، والثورة الطلابية في باريس 1968 كانت خاتمة تسكعه، ومدخلاً إلى دراسة الإخراج السينمائي في بلجيكا. في المرحلة الأخيرة من دراسته، أنجز فيلماً قصيراً بعنوان «ملصق ضد ملصق» (1971)، ثم وجد فيلمه الروائي الأول «كفر قاسم» في انتظاره بعد تخرجه مباشرة. يكاد هذا الفيلم يعادل حضور برهان علوية في ذاكرة الجمهور والنقاد. أنجز علوية أفلاماً أخرى، مهمّة، لكن «كفر قاسم» هو أول ما يُذكر بعد اسمه. هل هو الفيلم الذي سيحفظه من النسيان؟ يستسيغ ذلك، ويقول: «العروبة وعبد الناصر صنعا وعينا، وفلسطين هي التي أدخلتني إلى السينما. كان يمكن أن أدرس شيئاً آخر».
* “الحوار نيوز” تتقدم من عائلة الفقيد وشقيقته الزميلة إلهام علوية الجندي بأحر التعازي
ولمن فاته مشاهدة فيلم “كفرقاسم” تعرضه الحوار نيوز كاملا في هذا الرابط: