سياسةمحليات لبنانية
المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى والمسؤولية الشيعية الوطنية في المرحلة المقبلة(قاسم قصير)
قاسم قصير_ خاص الحوار نيوز
برحيل الامام الشيخ عبد الامير قبلان يفتقد المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى والمسلمون الشيعة في لبنان ،احدى الشخصيات الدينية والعلمائية التي واكبت صعود الدور الشيعي الديني والسياسي والنضالي في لبنان والعالم العربي.
وقد واكب هذه المرحلة عدد كبير من علماء الشيعة الكبار بإشراف المرجع الراحل آية الله العظمى السيد محسن الحكيم،وتولى متابعتها في لبنان عدد من كبار العلماء ومنهم الامام السيد عبد الحسين شرف الدين والإمام موسى الصدر والامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين والمرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله .وهناك عدد من العلماء الذين شاركوا فيها كالعلامة الشيخ محمد جواد مغنية والعلامة السيد هاشم معروف الحسيني والعلامة الامام السيد محسن الامين وغيرهم الكثير الكثير من العلماء والمفكرين ، واتت الثورة الإسلامية في إيران كي تعطي المسلمين الشيعة أبعادا جديدة في أدوارهم السياسية والنضالية والفكرية.
وكان المجلس الاسلامي الشيعى الاعلى أحد أهم المؤسسات الدينية التي واكبت تلك المرحلة، ويمكن القول إن الإمام موسى الصدر والعلامة الشيخ محمد مهدي شمس الدين والعلامة الشيخ عبد الامير قبلان، هم من قاد المؤسسة الرسمية الشيعية في العقود الخمسة الأخيرة وساهموا في النهضة الشيعية وعززوا الوحدة الوطنية والدفاع عن لبنان ووحدته وحموا الوحدة الإسلامية، إضافة إلى تبني خيار المقاومة ومواجهة العدو الصهيوني، وكانت لهم أدوار مهمة في الحوار الاسلامي المسيحي إلى جانب غيرهم من العلماء والمفكرين الذين تابعوا هذه المسيرة الوحدوية والحوارية.
وبرحيل الشيخ عبد الامير قبلان عن رئاسة المجلس الاسلامي الشيعى الأعلى، تخلو المهمة مؤقتا لنائبه العلامة الشيخ علي الخطيب والذي يحاول اليوم ملء الفراغ الحاصل على صعيد قيادة المؤسسة الشيعية الرسمية.
لكن هذا الفراغ يجب أن يعالج بشكل دائم عبر إجراء الانتخابات في المجلس الشيعي الأعلى، إما وفقا للقانون الحالي والذي يعطي صلاحية الانتخابات لعدد كبير من علماء ومهندسي وأطباء وصحافيي وقادة الرأي الشيعة ،والذين يبلغ عددهم عشرات الآلاف، أو يتم تعديل القانون الحالي وحصر الانتخابات بالهيئة الشرعية والهيئة التنفيذية الحالية .
طبعا القرار يعود اليوم لقيادة حركة أمل وحزب الله، المتمثلة بالرئيس نبيه بري والأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، كونهما يمتلكان العدد الأكبر من الاصوات داخل المجلس الشيعي وفي المجلس النيابي .
لكن ما يجب الإشارة إليه اليوم بوضوح أنه في خضم التطورات التي يواجهها لبنان والمنطقة، وفي ظل الصراعات والسجالات الحاصلة حول العديد من القضايا والتي تؤدي احيانا الى حملات إعلامية متبادلة تصل أحيانا إلى حد تبادل الاتهامات والإساءة إلى الرموز الدينية، فإن ما يحتاجه المجلس الاسلامي الشيعى الاعلى الى قيادة فاعلة قادرة على إدارة الحوار مع جميع مكونات لبنان الطائفية والسياسية والفكرية، وان يكون جسر تواصل وحوار وليس مجرد جبهة للمواجهة والصراع والرد على الطروحات الأخرى.
ومن هنا أهمية الدور الذي قد يلعبه اي عالم دين سيتبوأ موقع رئاسة المجلس الاسلامي الشيعى الأعلى، ومن سيتولى قيادة المجلس في المرحلة المقبلة، ولا يمكن للمجلس أن يكون نسخة مطابقة للقيادة الحزبية الشيعية، لأن هذه القيادة تقوم بدورها السياسي والنضالي والشعبي ، بل المطلوب أن تكون للمجلس مساحة حرة وخاصة لإدارة الحوارات ،من دون التخلي عن الثوابت الوطنية والإسلامية والشيعية ، كما أن هناك مهمات أخرى لهذه المؤسسة ألدينية الهامة في إدارة الأوقاف وخدمة المجتمع في جميع المجالات وحماية المؤسسات القائمة ومواجهة كل مظاهر الفساد في المؤسسات والمجتمع ،اضافة لدورها في نسج العلاقات مع المرجعيات الدينية في لبنان والعالم ،وتعزيز التواصل مع كل الدول من أجل حماية الوجود الشيعي في العالم.
على ضوء كل ذلك ينبغي التفكير بهدوء في من يمكن أن يتولى هذه المسؤولية الكبيرة إلى جانب أعضاء الهيئتين الشرعية والتنفيذية والتي تضم شخصيات فاعلة ومهمة ولها دور كبير في لبنان .
نحن اليوم أمام فرصة مهمة لإعادة تفعيل دور هذه المؤسسة الدينية التي أنشئت لحماية دور المسلمين الشيعة في لبنان، وكي تكون جسر حوار وتواصل مع بقية المكونات الوطنية والطائفية في لبنان .
فمن يتولى هذه المسؤولية الكبيرة اليوم؟.
-
ملاحظة:يذكر أن ولاية الهيئتين الشرعية والتنفيذية الممددة تنتهي آخر السنة الحالية ،ويفترض بعدها إما إجراء الانتخابات أو التمديد عبر قانون في مجلس النواب ،وبعدها تختار الهيئتان رئيس المجلس ،وذلك بحسب قانون إنشاء المجلس الشيعي.